تمثال الحرية هو أحد أهم المعالم السياحية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُعد من أبرز الرموز المعمارية التي تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم. يزوره أكثر من مليونين شخص سنويًا، مما جعله نقطة جذب رئيسية للسياحة في البلاد.
مقدمة عن تمثال الحرية
تم نحت تمثال الحرية في باريس بواسطة النحات الفرنسي فريدريك بارتولدي، بالتعاون مع المهندس غوستاف إيفل الذي أشرف على بناء الهيكل الحديدي. افتتح هذا التمثال أمام الزوار في عام 1886. يمثل التمثال شخصية شابة تتخلص من قيود الظلم، حيث تمسك في يدها اليمنى شعلة تعبر عن الحرية، وفي يدها اليسرى كتاب يحمل تاريخ الرابع من يوليو 1776، وهو يوم استقلال الولايات المتحدة الأمريكية.
فكرة إنشاء تمثال الحرية
تعود فكرة إنشاء تمثال الحرية إلى اقتراح قدمه المصمم الفرنسي للخوريو إسماعيل في مصر، حيث كان من المفترض أن يُنصب عند مدخل قناة السويس. إلا أن الخديوي رفض الفكرة بسبب الأعباء المالية في ذلك الوقت. لاحقاً، قررت فرنسا تقديم التمثال كهدية للولايات المتحدة بمناسبة احتفالها بعيد استقلالها المئوي، بهدف تعزيز العلاقات بين البلدين. تم الاتفاق على تصميم التمثال من قبل النحات الفرنسي وتصميم القاعدة من قبل المهندسين الأمريكيين.
تصميم التمثال
بدأ العمل على تمثال الحرية في عام 1875، وقد تم استخدام الصفائح النحاسية في بنائه. يعتبر فريدريك أوغست بارتولدي هو المصمم الرئيسي، بدعم من غوستاف إيفل ومؤيدي الفكر الليبرالي في فرنسا، الذين رأوا في التمثال تجسيدًا للحكومة الشعبية. وكان يُعتبر في ذلك الوقت أطول بناء في مدينة نيويورك.
موقع تمثال الحرية
يستقر تمثال الحرية على جزيرة الحرية في خليج نيويورك، بالقرب من ولاية نيوجيرسي، حيث يبعد عنها نحو 600 متر. خلال الحرب العالمية الأولى، تعرض التمثال لأضرار نتيجة انفجار في جيرسي، كلف حوالي مئة ألف دولار لإصلاحه، مما استدعى تقليل الزيارات أثناء أعمال الترميم.
تمثال الحرية في الولايات المتحدة
يمثل تمثال الحرية رمزًا ثقافيًا بالغ الأهمية، ويجمع بين العناصر الكلاسيكية والحديثة. كما يعبر عن آمال جديدة ويعتبر إنجازًا في الهندسة المعمارية. تم استخدام الخرسانة المكثفة في القاعدة والجدران الساترة لتدعيم الهيكل، ويستفيد التمثال من إضاءة كهربائية تضفي عليه جمالية خاصة ليلاً، حيث يمكن الاستمتاع برؤيته من خلال رحلة بحرية. توجد نسخ مشابهة له في دول مثل لوكسمبورغ وأوكرانيا واليابان ولاس فيغاس.
السياحة حول تمثال الحرية
- يمثل تمثال الحرية نموذجًا بارزًا للسياحة في الولايات المتحدة.
- حيث يُعتبر الموقع من أبرز الوجهات السياحية الشهرية.
- تم إعلان التمثال كعلامة وطنية من قبل الرئيس كالفين كوليدج في عام 1924.
- يجذب التمثال عددًا هائلًا من الزوار دخولًا مجانيًا.
- لكن هناك رسوم على خدمة العبارة، وهي الوسيلة الوحيدة للوصول إليه.
- يمكن حجز تذاكر لرغبة الزوار في تسلق التمثال والمشاركة في الجولة إلى التاج.
- ويتم تسلق التاج بشكل مجموعات صغيرة بحد أقصى 240 زائر يوميًا.
- ويجب على الزوار الخضوع لفحص أمني دقيق.
تاريخ جزيرة الحرية
كانت الجزيرة التي يوجد عليها تمثال الحرية تُعرف سابقًا باسم “بيدلو”. بعد الانتهاء من بناء القاعدة المصنوعة من الجرانيت عام 1812، وُضعت ضمنها هيكل التمثال وكُلفت هيئة منارة الولايات المتحدة بالإشراف عليه منذ افتتاحه عام 1901. تم الإعلان عنه كنصب تذكاري وطني عام 1924.
متحف تمثال الحرية
يمتاز متحف تمثال الحرية بأنه يحتضن قطعًا أثرية مهمة تحكي تاريخ تصميم وتم بناء التمثال، ويضم أكثر من ثلاث قاعات كبيرة لتنشيط السياحة الدولية.
ترميم تمثال الحرية
تطلبت أعمال الصيانة والترميم بعد تعرض التمثال لأضرار. وقد كلف رئيس الولايات المتحدة آنذاك، رونالد ريغان، لي أياكوكا بجمع التبرعات من القطاع الخاص لتجديد التمثال. ونتج عن هذه الشراكة نحو 87 مليون دولار لمشروعات الترميم التي بدأت عام 1984، واستمرت حتى أعيد افتتاحه للعامة في عام 1986.
رمزية تمثال الحرية
يحمل تمثال الحرية قيمة رمزية كبيرة، حيث قدمته فرنسا تعبيرًا عن علاقاتهما التاريخية. يُرمز إلى الهجرة والحرية والسلام وحقوق الإنسان، ويمثل التنبيه لمكافحة الرق والدعوة للديمقراطية. الشعلة التي يحملها تشير إلى أهمية النور لتحقيق الحرية، والتاج المؤلف من سبعة رؤوس يرمز إلى البحار السبع والقارات.
كما يُظهر كتاب القوانين في يد المرأة تاريخ 4 يوليو 1776، دليلاً على دور القوانين في حماية الحرية. يُعبر الرداء الذي ترتديه المرأة عن آلهة الحرية الرومانية، بينما يعكس القيد المكسور تحرر الولايات المتحدة من القمع الذي عانت منه في الماضي.
خاتمة
في عام 1933، تم نقل مسؤولية إدارة الجزيرة إلى دائرة المنتزهات الوطنية، واعتُمد تغيير اسم جزيرة بيدلو إلى جزيرة الحرية عام 1965، حيث تم ضم جزيرة إيليس ضمن إدارتها.