تعتبر الزراعة في مصر واحدة من الركائز الأساسية التي تضمن بقاء الإنسان واستمراريته، حيث تساهم بشكل مباشر في توفير المواد الغذائية الضرورية. وبالتالي، نجد أن الزراعة تمثل حرفة شائعة في معظم المجتمعات وفي مختلف المناطق الجغرافية.
مقدمة عن الزراعة في مصر
عندما نتحدث عن الزراعة في مصر، يتعين علينا الإشارة إلى نهر النيل ودوره الحيوي في هذا المجال، فقد كانت الزراعة المصرية مرتبطة به منذ العصور القديمة. يمكن القول إن الحضارة المصرية القديمة نشأت بفضل الزراعة، حيث قام المصريون القدماء بتطوير آلات الري والزراعة كما وضعوا أسسًا زراعية دقيقة لاتباعها.
تعريف الزراعة
تُعرف الزراعة، أو كما تُعرف بالفلاحة، بأنها عملية إنتاجية تهدف إلى إنتاج الغذاء، والعلف، والألياف، بالإضافة إلى سلع أخرى، من خلال التربية النظامية للنباتات والحيوانات. وتنحدر كلمة “زراعة” من الفعل “زرع”، والذي يعني تجهيز الأرض للمزروعات.
في العصور القديمة، كان مفهوم الزراعة يتسم بالضيق حيث اقتصرت على علم فلاحة الأراضي، بينما أصبح الآن يشمل كافة الأنشطة الأساسية الخاصة بالإنتاج الزراعي، بجانب جميع التقنيات المستخدمة في تربية الماشية والدواجن. تُعتبر الزراعة من أكثر الوظائف شيوعًا، حيث إن أكثر من 40% من القوى العاملة على مستوى العالم تعمل في هذا القطاع، وفقًا للإحصائيات المتوفرة.
تاريخ الزراعة وتطورها
ترجع جذور الزراعة في مصر إلى الحضارة الفرعونية حيث قام المصريون القدماء بتوثيق جميع العمليات الزراعية مثل الحرث، والري، والحصاد، والتخزين على جدران معابدهم. كما كانوا الأوائل في وضع تقويم زراعي منظم. تجدر الإشارة إلى أن قدماء المصريين أسسوا أول مدرسة لري المياه في التاريخ، فابتكروا تقنيات متقدمة في الري وبنوا السدود وشقوا القنوات.
لعب المصريون القدماء دورًا محورياً في تطور العلوم الزراعية، مما ساعدهم على التقدم في مجالات مثل الفلك، والحساب، والإحصاء، وهندسة المساحات. لم تقتصر الزراعة على الفترة الفرعونية، بل امتدت لتشمل فترة البطالمة، حيث شهدت الزراعة اتساعًا في الحقول وزيادة تنوع المحاصيل. أبدع البطالمة في تنظيم وسائل الري واستخدام المياه، وفي العصر الإسلامي شهدت الزراعة أيضًا ازدهارًا ملحوظًا، تركز على زراعة الحبوب والبقوليات.
مصر لم تتوقف عن استثمار جهودها في القطاع الزراعي، حيث تم إنشاء السد العالي في عام 1960 كجزء من استراتيجيتها لتعزيز الزراعة.
أنواع الزراعة
تتوزع الزراعة على نوعين رئيسيين:
الزراعة الحديثة
تعتمد الزراعة الحديثة على استخدام معدات وأجهزة متطورة لإجراء العمليات الزراعية، مما يؤدي إلى إنتاج كميات كبيرة من المنتجات التي تلبي احتياجات المجتمعات. هذه الطرق تساهم بلا شك في توفير الوقت والجهد.
الزراعة التقليدية
على النقيض، تعتمد الزراعة التقليدية على المعدات القديمة والتي لا تلبي الاحتياجات الأساسية للإنسان، مما يؤدي لتقليص الإنتاجية. تتطلب هذه النوعية من الزراعة وقتًا طويلاً وعددًا أكبر من العمال.
الاستخدامات اليومية للزراعة
- تعتبر الزراعة المصدر الرئيسي للغذاء لكل من الأطفال والبالغين.
- تلعب الزراعة دورًا مهمًا في صناعات متعددة مثل صناعات المواد الكيميائية.
أهمية الزراعة
تشمل الزراعة أهمية استراتيجية في حياة الإنسان، ويمكن تلخيص هذه الأهمية في النقاط التالية:
- توفير العديد من الصناعات الضرورية مثل المواد الطبية.
- توفير فرص عمل للعمالة بكثافة أكبر مقارنة بالقطاعات الصناعية الأخرى.
- تنقية الهواء وتقليل التلوث من خلال عملية البناء الضوئي.
- تحسين البيئة المحيطة بالمباني والمناطق السكنية من خلال زراعة الأشجار.
- تنظيم حركة الهواء ومستويات الرطوبة، مما يسهم في تحسين الظروف الجوية.
التغيرات في الزراعة
- شهد القطاع الزراعي تغييرات كبيرة في القرن العشرين، خاصة في مجال الكيمياء الزراعية مثل استخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات.
- من الابتكارات الجديدة الزراعة بدون تربة والتكنولوجيا الوراثية، والتي أدت إلى إنتاج محاصيل ذات ميزات محسنة.
- عمل المهندسون الزراعيون على تحسين أنظمة الري والصرف وتأمينها في المناطق الجافة.
- توسيع تسويق المنتجات الزراعية لتلبية احتياجات السوق.
رواد الزراعة في العالم
تجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من العلماء الذين أثروا بصورة كبيرة على القطاع الزراعي، ومن أبرز هؤلاء:
- جوستس فون ليبيغ
- جيترو تول
- روبرت بيكويل
- نورمان بورلوج
- لوثر بورباتك
- جورج واشنطن كارفر
- رينيه دومونت
- جاى لوش
- جريجور مندل
- كايلاس نات كاول
- لوي باستير
- إيلي ويتني
- سيوال رايت
- سكوت هيل
خاتمة البحث حول الزراعة في مصر
في الختام، استعرضنا في هذا البحث أهمية الزراعة في حياة المصريين ودورها في تحسين مستويات المعيشة. لتحقيق التنمية المستدامة، يتعين علينا بذل الجهود اللازمة لتعزيز هذا القطاع الحيوي الذي يمثل عصب الاقتصاد والمجتمع.
