إنجازات عمرو بن العاص
تميز عمرو بن العاص بشجاعته وحكمته وذكائه الفائق، حيث أسهم بشكل كبير في رفع راية الإسلام والمسلمين في بلاد الشام. من أبرز إنجازاته: إرساله من قبل الرسول في غزوة ذات السلاسل، ومشاركته في محاربة المرتدين بعد وفاة النبي. تولى قيادة الجيش في معركة اليرموك حيث تمكن من هزيمة الروم، كما قام بفتح العديد من المدن في فلسطين مثل غزة وعمواس ويافا. بالإضافة إلى ذلك، فتح مصر بعد هزيمته للروم وأسس مدينة الفسطاط، وأعاد حفر خليج تراجان لتسهيل نقل الغنائم إلى الحجاز عبر البحر.
عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل
كان لدى رسول الله ثقة كبيرة بعمرو بن العاص، وقد عينه قائدًا للجيش في غزوة ذات السلاسل التي شهدت مشاركة أبي بكر وعمر. من أبرز مواقفه أثناء الغزوة أنه منع الجنود من إشعال النار ليلاً على الرغم من برودة الطقس، وهو ما أثار استغراب عمر الذي أبلغه لأبي بكر. إلا أن أبو بكر أوضح له أن عمرو قد عُين لعلمه بالحرب، حيث كان هدفه إرباك العدو ومنعهم من معرفة عدد المسلمين من خلال النيران، مما يحول دون نصب كمين لهم. وعندما عادوا وأخبر رسول الله بالحادثة، أثنى على حكمته في اتخاذ هذا القرار.
تعامل عمرو بن العاص مع طاعون عمواس
يعتبر طاعون عمواس أول وباء يصيب بلاد الشام، حيث انتشر في بلدة تدعى عمواس خلال فترة خلافة عمر بن الخطاب في السنة الثامنة عشرة للهجرة. أسفر هذا الطاعون عن وفاة عدد كبير من كبار الصحابة مثل معاذ بن جبل وشرحبيل بن حسنة وأبو عبيدة وعامر الثقفي. انقسم الصحابة إلى مجموعتين: إحداهما فضلت البقاء في البلدة، بينما فضلت الأخرى الهرب منها. وكما شهدت تلك الفترة أيامًا عصيبة للمسلمين حتى وفاة معاذ، تولى عمرو بن العاص القيادة بعده. خطب في الناس مطالباً إياهم بالفرار إلى الجبال، مبررًا ذلك بأن الطاعون يشبه النار، فإن لم تجد ما تحرقه فإنها تخمد. ومن هنا يُعتبر له الفضل في إنهاء الطاعون.