أول منزل تم تشييده في التاريخ الإسلامي

أول بيت بُني في الإسلام

ذكر في القرآن الكريم أن أول بيت تم تأسيسه على الأرض للعبادة هو البيت الحرام، حيث قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ). ولكن، هناك تمييز بين البيت الحرام كأول بيت للعبادة في التاريخ الإسلامي وبين أول مسجد تم بناؤه في عهد النبوة، والذي أسسه نبي الله محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو مسجد قباء في المدينة المنورة. وقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ببناء المسجد أثناء إقامتهم في قباء. وقد قال الشنقيطي -رحمه الله-: “من الناحية النسبية، المسجد الحرام هو أول بيت وُضع للناس، بينما مسجد قباء هو أول مسجد أسسه المسلمون. المسجد الحرام بُني بيد الخليل، ومسجد قباء بُني بيد خاتم المرسلين”.

مسجد قباء

كان إنشاء مسجد قباء من أوائل الأعمال التي أنجزها النبي -عليه السلام- عند وصوله إلى منطقة قباء الواقعة جنوب المدينة المنورة، حيث أقام هناك لمدة أربعة عشر يومًا وأسس المسجد. لا تتوافر معلومات دقيقة حول مساحة المسجد أو تفاصيل تصميمه الأول، لكن يُذكر أن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قام بتجديد بنائه في فترة خلافته، وكذلك فعل عمر بن عبد العزيز وغيرهم من الخلفاء. وقد أُشير إلى أن المسجد في بدايته لم يكن يحتوي على محراب، ولكنه أُضيف إليه في القرن الثاني الهجري.

بناء المسجد النبوي

أكمل النبي -صلى الله عليه وسلم- هجرته إلى المدينة المنورة، حيث مكث فيها لمدة تقارب الأسبوعين قبل أن يبدأ بالبحث عن الموقع الأنسب لبناء المسجد النبوي. وجد قطعة أرض كانت مملوكة لغلامين يتيمين من بني النجّار، وأراد النبي -عليه السلام- شراء الأرض منهما، لكنهما أصرّا على منحها له هدية. وبالرغم من ذلك، أصر النبي على دفع ثمنها لقناعته بحاجتهما، لذا تم بناء المسجد على تلك الأرض المخصصة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *