موقع بئر زمزم وأهميته في التاريخ الإسلامي

أين يقع بئر زمزم؟

يقع بئر زمزم في قلب الحرم المكي، بجوار الكعبة المشرفة، حيث يفصل بينهما مقام النبي إبراهيم -عليه السلام-. يطل بئر زمزم من الجهة الجنوبية الشرقية للكعبة، ويمتد بالقرب من ركن الحجر الأسود، حيث يفصل بينه وبين الكعبة حوالي ستة وأربعين ذراعاً، أي ما يناهز عشرين متراً. يعد بئر زمزم عميقاً، ويصل عمقه إلى نحو الثلاثين متراً، كما أن مائه يتدفق بلا انقطاع.

قصة بئر زمزم

هناك العديد من الأحداث الهامة المرتبطة ببئر زمزم، والتي نستعرض بعضها على النحو التالي:

ظهور بئر زمزم لأول مرة

لقد هاجر النبي إبراهيم -عليه السلام- برفقة زوجته هاجر وابنهما إسماعيل، الذي كان طفلاً رضيعاً في ذلك الحين، استجابةً لأمر الله -عز وجل-، حيث قادهم إلى أرض الحجاز وأسكنهم في وادي مكة. كان هذا الوادي قاحلاً وخالياً من الماء، وبدأ إبراهيم -عليه السلام- في مغادرة هذا الوادي متوجهاً إلى فلسطين لمواصلة دعوته.

لكن هاجر اعترضت طريقه وسألته عن سبب تركهما في هذا المكان المهجور، فأجابها بأنه يتركهم لأجل الله -عز وجل-. فأذعنت هاجر لأمره على يقين بأن الله -عز وجل- لن يخذلهما. وقد ترك لهما ابراهيم -عليه السلام- وعاءً جلدياً يحتوي على التمر، وقربة ماء، إلا أن الماء والزاد نفدا بعد أيام قليلة.

شعرت هاجر بالقلق على صغيرها من الموت جوعًا، فتوجهت تبحث عن الماء في المحيط. وبفضل رحمة الله -عز وجل-، أرسل إليهما جبريل -عليه السلام- الذي همز الأرض بجناحه، متفجراً منها ماءً عذبا صافياً. فأخذت هاجر تجمع الماء في رداءها، وسقت ابنها، وبدأت تجمع التراب حول الماء ملتزماً بإبقاءه محصوراً. وبقيت تستقي منه لفترة حتى مر بها بعض أفراد من قبيلة جرهم الذين اندهشوا لوجود الماء، إذ لم يشهدوا ماءً في هذا الوادي من قبل، فتحدثت إليهم حول فضل الله -عز وجل-، فاستقروا بجوارها وأقاموا هناك بجوار الماء.

حفر عبد المطلب لبئر زمزم

تاريخياً، تشير السجلات إلى أن قبيلة جرهم دفنت بئر زمزم ورمته بعدما طُردوا من مكة على يد قبيلة خزاعة. وظل بئر زمزم مدفونًا حتى عصر عبد المطلب، جد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. كان عبد المطلب شخصية بارزة في قبيلته، وعُرف بشرفه في رعاية الحجاج.

ذات يوم، انتابت عبد المطلب رؤية في المنام تكررت عدة مرات، تتعلق بحفر بئر. وعندما استيقظ في الصباح، أخذ معولًا واصطحب ابنه الحارث بن عبد المطلب، ليذهب إلى المكان المذكور في الرؤية. وعندما وصل، وجد غراباً ينقر في الموقع، وكان هذا المكان مخصصاً لتقديم القرابين، فاستمر في الحفر حتى اكتشف حجارة البئر، فتوجه إلى الله -عز وجل- بالتكبير، وبدأ الماء يتدفق مجددًا. عندها أدركت قريش أن عبد المطلب قد قام بمهمة عظيمة، فتقدموا له بطلب المشاركة في هذا الماء واستخدامه، فوافق على ذلك.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *