أهمية صلاة الفجر في حياة المسلم

الصلاة

الصلاة عبارة عن دعاء من الناحية اللغوية، أما من الناحية الشرعية فتعرف بأنها عبادة محددة حددت الشريعة أوقاتها. تعتبر الصلاة وسيلة للتواصل بين العبد وربه، حيث أوجب الله -تعالى- على عباده أداء خمس صلوات يوميًا، كما جاء في قوله عز وجل: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ). تحظى الصلاة بمكانة عالية في الدين، فهي الركن الثاني للإسلام بعد الشهادتين، وهي آخر ما يُرفع من أحكام الشريعة، إذ لا يمكن اعتبار الإنسان مسلمًا إن لم يؤدي الصلاة. كما أن الصلاة تميز بين المؤمن وغير المؤمن، حيث قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة). ويتعين على المسلمين الالتزام بصلاة الجماعة في المساجد لتجنب الشبهات بالنفاق، حيث ذُكر أن من صفات المنافقين التساهل في حضور صلاة الجماعة كما ورد في قوله تعالى: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى). وقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يعتبرون أن من يتأخر عن الصلاة هو منافق.

أهمية صلاة الفجر

صلاة الفجر لها مكانة خاصة، إذ أنها مشهورة ومباركة، وقد أقسم الله -تعالى- بها في قوله: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ). إن تأخيرها يعد تفريطًا كبيرًا في الأجر والخيرات. ومن الأمور التي تبين أهمية صلاة الفجر، ما يلي:

  • تعمل صلاة الفجر على حماية العبد بفضل الله. فالذهاب إلى المسجد لأداء صلاة الفجر، تركًا للفراش الدافئ والنوم المريح، يكون طلبًا لرضا الله. هذا العمل يجلب السعادة في الدنيا والآخرة، ويضيء حياته. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلّى الصبح فهو في ذمة الله، فلا يُطالِبَنَّكم الله بشيء مما ذمته فيُدخله إلى جهنم). ويُستحب دعاء عند الخروج لأداء صلاة الفجر: (اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي سمعي نورًا، واجعل في بصري نورًا، ومن خلفي نورًا، ومن أمامي نورًا، واجعل من فوقي نورًا، ومن تحتي نورًا، اللهم أعطني نورًا).
  • تُعتبر صلاة الفجر سببًا لزيادة الرزق والبركة، حيث يتوزع الرزق في وقت الفجر. كما دعا الرسول لكي يُبارك الله في بكر دعاته حيث قال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها).
  • يعادل أجر صلاة الفجر قيام ليلة كاملة. فمن استجاب للأذان، توضأ وأدى الصلاة جماعة، كُتب له أجر قيام ليلة كاملة، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (من صلّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كله).
  • تكون صلاة الفجر نورًا يوم القيامة، حيث يُجازى الذين يحافظون على الصلاة جماعة بالنور في الآخرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بشر الماشين في الظلمات إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة).
  • تعد صلاة الفجر سببًا لدخول الجنة، حيث إن من يلتزم بصلاة الفجر في الجماعة يُبشر بدخول الجنة، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: (من صلَّى البردينِ دخل الجنة).
  • صلاة الفجر أفضل من كل ما في هذه الدنيا، والدليل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها).
  • ترتفع أسماء الذين يحافظون على صلاة الفجر إلى الله -تعالى-، حيث تقدم الملائكة تقارير بأسماء المصلين. كما جاء في الحديث: (يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة العصر وصلاة الفجر، ثم يُعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله، وهو أعلم بهم، كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يُصلون، وأتيناهم وهم يُصلون).

حال السلف مع صلاة الفجر

لقد فهم السلف الصالح -رضي الله عنهم- قيمة صلاة الفجر وعلِموا أن التكاسل عنها هو من صفات المنافقين، لذا أظهروا حرصًا لا مثيل له على أدائها. كانوا يتوجهون للصلاة رغم التعب، حتى قيل إن أحدهم كان يُحمل بين رجلين ليكون في الصف. كيف يمكن ألا تكون لهم تلك العلاقة الوثيقة مع صلاة الفجر، وقد شهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم يسأل عن الأشخاص بعد الصلاة، ويقال له: (لا)، فيصر على معرفة أسمائهم. وقد لاحظوا أن هاتين الصلاتين هما الأصعب على المنافقين، وإذا كانوا يعلمون فضل ما فيهما لأتوا بهما ولو حبواً. ومن عادات الرسول صلى الله عليه وسلم كان ينبه أسرته لصلاة الفجر، حيث كان يعبر من أمام باب ابنته فاطمة الزهراء -رضي الله عنها- ليوقظهم للصلاة. كما كان علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- يرفع صوته في الشوارع مناديًا: (الصلاة، الصلاة) ليوقظ الناس. وشهد السلف الصالح في عصورهم أمثلة حيّة تجسد احترامهم لصلاة الفجر. فالإمام مدين بن أحمد الحميري -رحمه الله- كان محافظًا على صلاة الفجر ولم تُفوت عليه تكبيرة الإحرام. وقد تزوج الحارث بن حسان في إحدى الليالي، لكنه رغم ذلك لم يتردد في الذهاب لأداء الفجر، حيث قال إن المرأة التي تمنعه من صلاة الفجر هي امرأة سوء.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *