مدينة بيسان
تعتبر مدينة بيسان واحدة من أقدم المدن الفلسطينية، وكان يُطلق عليها قديماً اسم (بيت شان) الذي يعني “بيت السكون”، وهو اسم ذو أصل كنعاني. في فترة العصر الهيليني، أطلق عليها الإغريق اسم (كيئوليس)، بينما وُجد أيضاً اسم آخر وهو (نيسا). يعود تاريخ المدينة إلى ما قبل الميلاد، حيث كان الناس يعيشون فيها في خيام مصنوعة من جلود الحيوانات. شهد القرن الخامس قبل الميلاد حكم المصريين لمدينة بيسان، وما زالت الآثار المصرية شاهدة على هذا الحكم.
موقع بيسان
تقع مدينة بيسان في الجزء الشمالي من فلسطين المحتلة، جنوب شرق مدينة الناصرة، شرق مدينة جنين وغرب نهر الأردن. تتواجد المدينة في المنطقة التي تربط غور الأردن بمرج ابن عامر، ويعتبر سهل بيسان بمثابة حلقة الوصل بين وادي الأردن شرقاً ومرج ابن عامر غرباً. تحتوي المدينة على آثار تاريخية هامة تشير إلى مكانتها العظيمة آنذاك، بما في ذلك ميدان للسباق ومسرح، إضافة إلى تل الحصن الذي يحتوي على تسع مدن أثرية. كما كشفت الحفريات عن وجود تماثيل فرعونية وجدران وأعمدة تعود إلى العصر الروماني، بالإضافة إلى تل المصطبة الذي يحتوي على مقابر بالقرب من خان الأحمر.
نبذة تاريخية عن بيسان
تعود بدايات تاريخ مدينة بيسان إلى القرن الرابع قبل الميلاد، حيث نشأت كقرية صغيرة بالقرب من جنين. كانت بيسان من المدن التي خضعت لحكم اليونانيين ثم الرومان، ويتضح ذلك من المدرج الروماني الموجود في تل الحصن، الذي يُعتبر من الآثار الرومانية البارزة في المدينة، بالإضافة إلى الجسر الروماني. بفضل موقعها الاستراتيجي، أصبحت مدينة بيسان واحدة من أكبر وأهم مدن (ديكابوليس)، حيث كانت نقطة تجمع للقوافل التي تسير بين الشام ومصر.
تتميز المدينة بطابعها الاستراتيجي والتحصيني، إذ كانت محاطة بأسوار عالية في عهد الكنعانيين، كونها كانت تعتبر أهم مدينة بالنسبة لهم في فلسطين. لكنها تعرضت للتدمير على يد الفراعنة المصريين. خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، بلغ عدد سكان مدينة بيسان حوالي خمسة آلاف نسمة، ولكن بسبب حرب عام 1948، غادر السكان المدينة.
الزراعة في بيسان
عُرفت مدينة بيسان بممارستها للزراعة نظراً لخصوبة أراضيها ووفرة المياه، حيث تقع في سهل بيسان. كانت المحاصيل الزراعية الرئيسية التي تُزرع تشمل القمح والبقوليات والشعير، ومع مرور الوقت، بدأت زراعة الحمضيات والموز في المدينة.