أهمية العمل التطوعي في حياة الصحابة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجًا للأخلاق والكرم، حيث أطلق في نفوس الصحابة حب العمل التطوعي والخير المستمر للآخرين.
لقد قام الصحابة بجهود كبيرة في تقديم الصدقات والمساعدات، مما جعلهم مثالًا حيًا في العطاء والتضحية بكل ما يملكون في سبيل الله تعالى.
نماذج من العمل التطوعي لدى الصحابيات
رفيدة الأنصارية
- تعتبر رفيدة الأنصارية من الصحابيات المتميزات، حيث كانت تقوم بعلاج الجرحى والمرضى من مختلف الأعمار، وتعتبر تلك الأعمال بمثابة عبادة تتقرب بها إلى الله.
- إن دليلًا واضحًا على مدى أهمية عملها الخيري كان عندما أصيب سعد بن معاذ رضي الله عنه في غزوة الخندق، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يُنقل إلى خيمة رفيدة، مما يدل على دقة عملها وضرورته في ذلك الوقت.
أسماء بنت أبي بكر الصديق
- تطوعت أسماء في خدمة الإسلام وطاعة الله، حيث كانت تحمل الطعام والشراب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق خلال فترة اختبائهما في غار ثور.
- على الرغم من المخاطر التي واجهتها أثناء نقل الطعام، كانت تتحدى الظروف الصعبة من أجل تحقيق هدفها في تقديم العون.
- لقبت “ذات النطاقين” بعدما شقت نطاقها إلى قسمين لتتمكن من نقل الطعام والماء لكليهما، حيث كانت تحمل الخبز في جهة والماء في جهة أخرى.
عائشة بنت أبي بكر وأم سليم
لقد لعبت كل من عائشة وأم سليم دورًا فعالًا في دعم النبي صلى الله عليه وسلم، حيث ساقتا الماء للجرحى بعد معركة أحد، مما يعكس روح العطاء والكرم في أوقات الشدة.
كانت تعين المرضى عبر ملء أحذيتهن بالماء لتقديمه لهم، خاصةً في حرارة الجو الشديدة.
الربيع بنت معوذ رضي الله عنها
كانت الربيع من الصحابيات اللاتي شهدن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وكنّ يساهمن بشكل كبير في رعاية الجرحى.
واجهت تحديات كبيرة خلال تلك الغزوات، حيث قامت بمعالجة الجرحى ونقل الضحايا إلى المدينة.
نسيبة بنت كعب بن عوف المازنية “أم عمارة”
- تعد نسيبة من الصحابيات البارزات، حيث كانت تلعب دورًا فعالًا في رفع معنويات المجاهدين في المعارك.
- لقد عُرفت بالمشاركة الفعلية في ساحة المعركة، حيث قامت بتضميد الجرحى وتقديم الماء لهم، كما شاركت في معركة اليمامة مع خالد بن الوليد، وواجهت المخاطر بحماس كبير.
- أصيبت في غزوة أحد بإثني عشر جرحًا، مما تعكس شجاعتها وتفانيها في خدمة الإسلام.
نماذج من العمل التطوعي في حياة الصحابة الرجال
علي بن الحسين
- ابن علي بن أبي طالب، الذي كان يحمل بقجة من الخبز على ظهره ويتصدق بها على الفقراء.
- كان يردد مقولة “صدقة السر تطفئ غضب الرب”، وعُثر على آثار الكيس الذي كان يحمله على ظهره بعد وفاته.
جعفر بن أبي طالب
أطلق عليه الرسول صلى الله عليه وسلم لقب “أبو المساكين” لكثرة عطاياه للمحتاجين والمساكين بلا انتظار المقابل.
أبو سعيد الخدري
كان من الذين يسهرون على تجهيز النبي صلى الله عليه وسلم ليلاً، حرصًا على راحته وأمنه.
نماذج من العمل التطوعي في حياة التابعين
- التابعون هم الذين لم يلتقوا بالرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم خدموا الصحابة وكانوا من رواد العمل التطوعي. ومن الأمثلة بارزة هنا، علي بن الحسين بن علي.
- ذكر أبو حمزة الثمالي أن علي بن الحسين كان يحمل المخبوزات على ظهره ليلاً لتوزيعها كصدقات، ويقول: “إن صدقة السر تطفئ غضب الرب تعالى.”