التهاب السحايا الناتج عن العدوى البكتيرية

التهاب السحايا

السحايا، والتي تعرف باللغة الإنجليزية بـ Meninges، هي ثلاث أغشية تحيط بالدماغ والعمود الفقري. يحدث التهاب السحايا (Meningitis) عند إصابة السائل المحيط بهذه الأغشية بالعدوى، مما يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية. السبب وراء التهاب السحايا يمكن أن يكون متنوعاً، بما في ذلك البكتيريا والفيروسات والفطريات، وكذلك بعض المواد الكيميائية وحساسية الأدوية. تُعتبر البكتيريا والفيروسات من أكثر مسببات الالتهاب شيوعاً. تجدر الإشارة إلى أن الأعراض التي تظهر على المريض تعتمد على المسبب، إذ تختلف أعراض التهاب السحايا البكتيري عن تلك الناتجة عن الفيروسات. وبالتالي، فإن التهاب السحايا قد يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات، مثل التشنجات (Seizures)، فقدان السمع، تلف الدماغ، وحدوث حالة تُعرف باستسقاء الدماغ (Hydrocephalus)، بالإضافة إلى احتمالية تراكم السوائل بين الجمجمة والدماغ.

التهاب السحايا البكتيري

يُعرف التهاب السحايا الناتج عن العدوى البكتيرية بالتهاب السحايا البكتيري (Bacterial Meningitis). وعلى الرغم من قلة انتشاره مقارنة بالتهاب السحايا الفيروسي، إلا أنه أكثر أنواع التهاب السحايا خطورة ويُعتبر حالة طبية طارئة تتطلب علاجاً فورياً نظراً لخطورة مضاعفاته، التي قد تصل إلى الوفاة. فقد قُدرت حالات الوفاة الناتجة عن التهاب السحايا البكتيري في عام 2006 بحوالي 34%، كما أن 50% من المصابين يعانون من مضاعفات على المدى الطويل. لذلك، فإن بدء العلاج المناسب في أسرع وقت يعد أمراً بالغ الأهمية.

أعراض التهاب السحايا البكتيري

يمكن أن تظهر أعراض التهاب السحايا بشكل مفاجئ في بعض الحالات، بينما قد تكون تدريجية في حالات أخرى، حيث قد تستغرق عدة ساعات أو حتى يومين. يجب مراجعة الطبيب عند ملاحظة أي من الأعراض التالية:

• الشعور بالغثيان.
• التقيؤ.
• ارتفاع درجة الحرارة.
• تيبس الرقبة.
• صداع شديد.
• حساسية تجاه الأضواء الساطعة.
• طفح جلدي يميل إلى اللون البنفسجي.
• فقدان الشهية، والذي قد يظهر بشكل خاص عند الأطفال دون سن السنتين.

أسباب التهاب السحايا البكتيري

عادة ما تعيش البكتيريا المسببة لالتهاب السحايا البكتيري في البيئة المحيطة بنا وفي أجسامنا دون أن تسبب ضرراً. ولكن، عند دخولها إلى الدم ومن ثم الوصول إلى الدماغ والحبل الشوكي، فإنها قد تؤدي إلى التهاب السحايا. هناك ستة أنواع رئيسية للبكتيريا المرتبطة بهذا النوع من الالتهاب، تشمل المكورة الرئوية (Streptococcus pneumoniae)، الإشريكية القولونية (Escherichia coli)، النيسرية السحائية (Neisseria meningitidis)، المستدمية النزلية (Haemophilus influenzae)، الليسترية المستوحدة (Listeria monocytogenes)، والعقدية من المجموعة ب (Group B streptococcus).

معظم هذه البكتيريا ليست معدية، ووفقًا للدراسات، فإن الأمراض مثل الزكام والإنفلونزا تكون أكثر عدوى من التهاب السحايا البكتيري. وقد أظهرت العديد من الحالات أن التهاب السحايا لم ينتقل من مرضى آخرين، بل ناجم عن تناول أطعمة تحتوي على الليسترية المستوحدة مثل الجبن الطري واللحوم المعالجة. الفئات الأكثر عرضة للإصابة تشمل النساء الحوامل، والرضع، وكبار السن، وذلك نتيجة ضعف جهاز المناعة لديهم. يجب التنويه إلى أن هؤلاء الأفراد، أو من لديهم ضعف في المناعة، قد يصابون بالتهاب السحايا دون وجود سبب واضح. ومع ذلك، فإن انتقال العدوى بين الأفراد قد يحدث أيضاً من خلال التعامل مع إفرازات مثل المخاط أو البلغم عن طريق السعال أو العطس أو التقبيل.

علاج التهاب السحايا البكتيري

كما ذكرت سابقاً، فإن التهاب السحايا البكتيري يتطلب رعاية طبية عاجلة. غالبًا ما ينطوي العلاج في هذه الحالة على دخول المستشفى، وفي بعض الأحيان يحتاج المريض إلى وحدة العناية المركزة (Intensive Care Unit). يقوم الأطباء بإجراء الفحوصات اللازمة مثل فحوصات الدم لتحديد مستويات الصوديوم والسكر وعناصر كيميائية أخرى. إليك أبرز أساليب العلاج المستخدمة:

• المضادات الحيوية: تُعطى غالبًا عن طريق الحقن الوريدي، ويُفضل البدء بها في أسرع وقت حتى قبل وصول المريض إلى المستشفى.
• الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): رغم أن الدراسات لم تتوصل إلى نتائج قاطعة، يُعتقد أن استخدامها قد يكون ذا فائدة في الحالات التي يحدث فيها ارتفاع الضغط داخل الدماغ.
• باراسيتامول (Paracetamol): يُستخدم لتخفيف الحمى، ويمكن تطبيق كمادات الماء بجانبه.
• مضادات النوبات (Anticonvulsants): مثل فينوباربيتال (Phenobarbital) تُستخدم في حالة وجود نوبات صرع.
• العلاج بالأكسجين: لتسهيل عملية التنفس.
• السوائل: لتجنب الجفاف، خاصة حال فقدان المريض للسوائل بسبب التقيؤ.
• المُهدّئات (Sedatives): تُعطى في حالات التهيج.