أين تقع منطقة كرداسة في جمهورية مصر العربية؟

قرية كرداسة

تُعتبر قرية كرداسة من القرى العريقة التي أُشير إليها في العديد من المراجع التاريخية، حيث تعكس هذه المراجع تاريخ وحياة بعض المناطق المصرية. تُعرف كرداسة منذ عصور قديمة بأنها واحدة من أبرز القرى التي تمتهن الحرف اليدوية، لا سيما في مجال النسيج. كانت منازل القرية تُبنى بالأجر واللّبِن، إضافةً إلى بعض البيوت الحجرية. ومع مرور الوقت، تحولت القرية إلى مدينة حديثة تتسم بالجمال المعماري، ما يعكس التحسن الاقتصادي الذي شهدته المنطقة.

الموقع الجغرافي

توجد قرية كرداسة في جمهورية مصر العربية، وتحديداً في محافظة الجيزة، حيث تُعدّ من أكبر القرى التابعة لمركز كرداسة. تقع القرية في الجزء السفلي من أحد جبال القاهرة المرتفعة، التي تحيط بالعاصمة من الجهة الجنوبية، مما يضفي عليها بُعداً جمالياً وطبيعيًا مميزاً.

حرف السكان

تشتهر كرداسة بصناعاتها اليدوية، خصوصاً في مجال تصنيع الملابس التي تتميز بها. تقوم القرية بتجارة الأقمشة على نطاق واسع، مما يتجاوز حدود البلاد، ويشمل ذلك الفساتين النسائية الرائجة بأناقة تصميمها ونوعية القماش المستخدم. بالإضافة إلى ذلك، تبرز الجلابيات بمختلف أشكالها وأنواعها، خاصة المطرّزة منها. ولا يُمكن إغفال السجّاد اليدوي الذي يحظى بإقبال كبير من السياح، وذلك نظرًا للجودة العالية والدقة البالغة في إنتاجه.

يعود ازدهار صناعة النسيج في القرية إلى أوائل القرن العشرين، حين كان معظم السكان يعملون في تصنيع الملابس يدوياً لصالح قوات الاحتلال البريطاني. فقد كانت عائلات كاملة تعتمد على هذه الحرفة كمصدر رئيسي للرزق خلال تلك الحقبة.

السياحة في كرداسة

لم تحظَ قرية كرداسة بالشهرة الكافية على مر الزمن، رغم قدمها وقربها من العاصمة. إلا أن أهاليها يعانون من ظروف اقتصادية صعبة، ومع ذلك، أصبحت كرداسة اليوم من أبرز الوجهات السياحية في مصر. حيث تُعتبر زيارة القرية جزءًا لا يتجزأ من أي جولة سياحية في البلاد، مما جعلها تُلقب بجنة السياحة الداخلية في قلب الريف المصري.

يمكن أن تُعزى شهرة كرداسة السياحية بشكل خاص إلى كونها وجهة للعديد من الرؤساء والزعماء والرموز السياسية خلال فترة حكم الرئيس أنور السادات، إذ كانوا يقضون عطلاتهم في هذه القرية القريبة من العاصمة، ما ساهم في انتشار اسمها إعلامياً على الصعيدين المحلي والدولي.

يبلغ عدد سكان قرية كرداسة أكثر من 69,317 نسمة، ومع ذلك، فإن الأزمات الاقتصادية التي تمر بها القرية تُعتبر من أخطر التحديات التي تواجهها، إذ يعاني السوق التجاري من الركود، سواء في البيع أو الشراء. ورغم إقامة العديد من المعارض والبازارات، فإن الانتعاش الاقتصادي يقتصر على فصل الصيف، حيث تزداد حركة السياحة، لكن هذا لا يشمل بقية العام، مما يُبرز الفجوة بين الانتعاش والركود.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *