الحكمة من فترة الانتظار بعد وفاة الزوج

الغاية من فترة العدة بعد وفاة الزوج

لا شك أن المؤمن ملزم بالامتثال لأوامر الله -تعالى- ونواهيه، سواء كان على دراية بالحكمة الكامنة وراء بعض الأحكام الشرعية أم لا. يجب عليه الإيمان التام بأن الله -تعالى- يمتلك الحكمة الأكبر والحجة البالغة في تشريعه للإجراءات. وقد قام علماء الأمة بتفصيل مسألة الحكمة من تشريع بعض القواعد، حيث أشاروا إلى أن هذه الحكمة قد تكون محددة في القرآن الكريم أو السنة النبوية. كما هو الحال في الآية الكريمة: (وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ). وفي حالات أخرى، قد تستنبط هذه الحكمة من خلال الفقه والاجتهاد، مما يعني أن هذا الاستنباط قد يكون صحيحًا أو خاطئًا. وبناءً على ذلك، فإن تحديد فترة العدة للمرأة المتوفى عنها زوجها بـ أربعة أشهر وعشرة أيام هو نصٌ موجود في القرآن، بينما تحديد هذه المدة جاء من اجتهاد العلماء، نظرًا لعدم ورود نص واضح حولها. وقد تُعزى الحكمة من ذلك إلى حرص الشريعة الإسلامية على حماية الأعراض والأنساب، حيث تستغرق مراحل الحمل في رحم الأم أربعين يومًا كنطفة، تليها اثنان وأربعون يومًا كعلقة، ثم مضغة بنفس المدة، وبعدها يتم نفخ الروح في الجنين. وبالتالي، يكون مجموع هذه المدد أربعة أشهر، وهي نفس فترة العدة للمرأة المتوفى عنها زوجها، تُضاف إليها عشرة أيام كاحتياط بسبب تقلب بعض الأشهر في عدد الأيام. وقد قيل أيضًا إن هذه الفترة هي التي يتم فيها نفخ الروح في الجنين.

الأسباب وراء اختلاف عدّة الأرملة عن المطلقة

يمكن أن تكمن الحكمة في اختلاف عدّة الأرملة عن عدّة المطلقة في حقيقة أن العدة للمرأة المتوفى عنها زوجها تبدأ بعد وفاة الزوج، لذا فإن مدتها تظل ثابتة بغض النظر عن الشخص المعني، مما يتيح التحقق من براءة الرحم من الحيض خلال تلك الفترة. أما في حالة المطلقة، فإن الزوج لا يزال موجودًا، مما يجعل الحكمة وراء تحديد مدة العدة مرتبطة بالأقراء والحيضات، بحيث تكون للزوجة السلطة في تحديد فترة عدتها كونها مسؤولة عن ذلك.

الواجبات على الزوجة خلال فترة العدة

تتحمل الزوجة أثناء فترة العدة عددًا من الواجبات، منها: الالتزام بمدة العدة المقررة وهي أربعة أشهر وعشرة أيام، وفي حالة الحمل، فإن فترة العدة تنتهي بمجرد وضع الحمل. كما يتوجب عليها الامتناع عن التبرج والزينة والتطيب، وبالإضافة إلى ذلك، يجب عليها البقاء في بيتها وعدم الخروج منه إلا عند الضرورة، مثل الخروج للعلاج أو للعمل إذا كانت موظفة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *