قناة السويس
تُعد قناة السويس واحدة من أبرز المشاريع العمرانية في مصر، حيث تم حفرها كقناة مائية اصطناعية في عام 1869. وتعتبر هذه القناة العظيمة ممراً مائياً عالمياً يربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، مقللةً المسافات التي كانت تتطلب من السفن المرور حول قارة إفريقيا للوصول إلى آسيا وأوروبا.
على مدى السنوات، شهدت القناة عمليات توسعة تضمنت حفر تفريعات جديدة، ومن أبرز هذه التفريعات تفريعة البلاح، تفريعة الكبريت، وتفريعة البحيرات المرة، وتُعتبر الأخيرة الأكثر شهرة لتأثيرها في إنتاج الأسماك.
موقع البحيرات المرة
تقع البحيرات المرة في الجزء الشمالي الشرقي من جمهورية مصر العربية، وبالتحديد في منطقة قناة السويس. حيث تحتضن البحيرة المرة الكبرى في الجهة الشمالية، بينما تواجد البحيرة المرة الصغرى في الجهة الجنوبية، وكلاهما بحيرات مالحة. تبلغ المساحة الإجمالية للبحيرات حوالي 250 كم²، وأحد أبرز المدن المصرية القريبة منها هي مدينة الإسماعيلية، حيث يعبر السكان عن تطلعاتهم لتحويل البحيرات إلى ميناء عالمي.
تاريخ البحيرات المرة
تأسست البحيرات المرة في عام 1955 بعد أن كانت ودياناً جافة، خلال فترة رئاسة جمال عبد الناصر. وكان طول التفريعة يبلغ 11 كيلومتراً. وبسبب المناخ الحار في مصر، الذي يساهم في تبخر المياه، يتم تعويض الفاقد من المياه القادِمة من البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر. ولأن قناة السويس مفتوحة وليست مغلقة، تعمل كحاجز يقلل من تأثير تيارات المد والجزر التي تؤثر على القناة.
أهمية البحيرات المرة
في عام 2014، نشأت فكرة تطوير قناة السويس من خلال حفر مجرى ملاحي جديد تحت مشروع “قناة السويس الجديدة”. كان الهدف من هذا المشروع هو تقليل الزمن الذي تقضيه السفن في البحيرات المرة. لذا، يُؤكّد السكان على ضرورة تحويل البحيرات إلى ميناء لتقليل مدة توقف السفن، لأن قافلة الشمال تتعرض للتوقف لأكثر من 11 ساعة.
كذلك يهدف المشروع إلى توسيع وتعميق البحيرات بطول 37 كيلومتراً، حيث تُعتبر البحيرات المرة وتفريعة الملاح قناة موازية للقناة الأصلية، مما يُقلل زمن عبور السفن من 18 ساعة إلى 11 ساعة.
بالإضافة إلى كون البحيرات المرة ممرًا للسفن والناقلات، فهي تُسهم أيضًا في إنتاج الأسماك بحوالي 5700 طن، وتحتضن العديد من الشواطئ السياحية، ومن أبرزها مدينة أبو سلطان، وأبو فايد، وجنيفة.
