موقع مدينة الخفجي في المملكة العربية السعودية

الخفجي

تُعدّ مدينة الخفجي واحدة من المدن الساحلية في المملكة العربية السعودية، وتقع على الضفاف الشمالية الشرقية للخليج العربي، بالقرب من الحدود مع دولة الكويت. وقد سُمّيت الخفجي بهذا الاسم إشارةً إلى المياه المالحة التي تميّز هذه المنطقة. ويُشير البعض إلى أن الاسم “خفجي” مُشتق من النباتات التي تزهر في فصل الربيع، حيث تزدهر المدينة بالألوان والزهور في هذه الفترة، مما دفع بعضهم إلى لقّبها بـ “مدينة الزهور”. وتتعدد الروايات حول أصل الاسم، إذ يُقال إنه مُشتق أيضًا من اسم إحدى القبائل البدوية التي سكنت هذه المنطقة، والمعروفة باسم “خفاجي”. يذكر أن محافظة الخفجي تتكون من خمس مدن رئيسية هي: مدينة الخفجي، ورأس مشعاب، والسفانية، ورأس التناقيب، وأبرق الكبريت.

تتميز الخفجي بطبيعتها الصحراوية، حيث تصل درجات الحرارة في فصل الصيف إلى ما يزيد عن خمسين درجة مئوية. وفي فصل الشتاء، تُسجل درجات الحرارة انخفاضًا قد يصل إلى ما دون الصفر المئوي. ورغم أن المدينة تطل على البحر ولها شواطئ مميزة، يفضل السكان سهولها الواسعة التي توفر مراعي جيدة للأغنام والإبل. كما تُعتبر المنطقة وجهة مُحببة لهواة الصيد في البراري، حيث تتواجد أنواع من الحيوانات مثل الأرنب العربي وطائر الحبارى والثعلب العربي. في الوقت الحاضر، تُعد الخفجي مقصدًا للزوار في الربيع للاستجمام والاستمتاع بالطبيعة الخلابة.

على الرغم من أن الخفجي كانت في الماضي منطقةً تُسكنها القبائل البدوية التي كانت ترعى أغنامها وإبلها، إلا أنها أصبحت اليوم منطقة استراتيجية هامة منذ عام 1958م، عندما تم تأسيس أول شركة مختصة في مجال النفط، وهي شركة الزيت العربية المحدودة، التي أُقيمت بالتعاون بين الحكومة السعودية والحكومة اليابانية. عقب اكتشاف النفط في المنطقة، بدأت الشركة عملياتها، مما أتاح العديد من فرص العمل لأبناء المحافظة وجذب العمالة من مختلف أنحاء السعودية. وقد أُدرجت أول شحنة نفط من الخفجي في عام 1961م، وبعد انتهاء اتفاقية الشركة، أصبحت شركة أرامكو السعودية هي المسؤولة عن إدارة حقول النفط في الخفجي.

الأحداث التاريخية في الخفجي

تاريخ الخفجي مليء بالأحداث الهامة، ومنها: تعرض المحافظة في عام 1982م لإعصار مدمر أدى إلى تدمير المدينة بشكل كبير، حيث أسفر عن دمار هائل في المباني والممتلكات وفقدان العديد من الأرواح. وفي عام 1990م، تعرضت المدينة لاحتلال من قبل القوات العراقية التي كانت تطمح للسيطرة على مصادر النفط نظرًا لقربها من السواحل الكويتية. لكن القوات السعودية بمساندة القوات القطرية والدعم الأمريكي استطاعت طرد القوات العراقية وتحرير المدينة في عام 1991م.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *