أين تم إنشاء أول مئذنة في التاريخ الإسلامي؟
لم تكن المآذن معروفة في عصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان الصحابة يقومون بالتسلق إلى أسطح المساجد لإعلان الأذان للصلاة. وتعتبر أول مئذنة في الإسلام قد أُقيمت خلال العصر الأموي؛ وقد أشار البلاذري في مؤلفه “فتوح البلدان” إلى أن أول مئذنة أُنشئت في زمن معاوية بن أبي سفيان من قبل عامله زياد في البصرة، وكانت ذلك في عام 45 هجري.
إلى جانب ذلك، ذكر المقريزي أن أول مئذنة تم بناؤها كانت بواسطة مسلمة بن مخلد، الذي تولى ولاية مصر، حيث قام بإنشاء أربع صوامع على مسجد عمرو بن العاص، وكان ذلك في بدايات حكم الأمويين.
المسجد الأول في الإسلام بمآذنه
يعد الجامع الأموي، الذي بناه الخليفة الوليد بن عبد الملك، أول مسجد في التاريخ الإسلامي تم تصميمه بمآذنه. وعند الانتهاء من بناء المسجد، قام الوليد بإنشاء مئذنتين فوق الصومعتين الأماميتين، وهما المئذنة الشرقية والمئذنة الغربية.
كما أضاف مئذنة وسط الجدار الشمالي للمسجد، وقد أطلق عليها اسم “مئذنة العروس”، وكانت تُكسى بالذهب بالكامل من الأعلى إلى الأسفل. وقام السلطان صلاح الدين بتجديد هذه المئذنة بعد أن تعرضت للاحتراق في عام 570 ميلادي.
أول مسجد تأسس في الإسلام
يعتبر مسجد قباء هو أول مسجد بُني في الإسلام، وقد تم إنشاؤه من قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام بعد هجرتهم من مكة إلى المدينة. يقع هذا المسجد في قرية قباء التي تبعد بحوالي ثلاثة أميال عن المدينة.
مسجد قباء هو المسجد الذي تأسس على التقوى، كما ورد في قوله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ).
ويستند ذلك إلى ما جاء في صحيح البخاري، حيث روى عروة بن الزبير: (فَلَبِثَ رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- في بَنِي عَمْرِو بنِ عَوْفٍ بضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، وأُسِّسَ المَسْجِدُ الذي أُسِّسَ علَى التَّقْوَى، وصَلَّى فيه رَسولُ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-).
أول مؤذن في الإسلام
كان أول مؤذن في الإسلام هو الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه. وورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما دخل المدينة واحتشد المسلمون للصلاة، كان بينهم آراء متعددة حول كيفية إعلامهم بأوقات الصلاة؛ حيث اقترح بعضهم دق الجرس، بينما فضّل آخرون رفع الصوت. وفي هذه الأثناء، اقترح عمر: (أوَلَا تَبْعَثُونَ رَجُلًا يُنَادِي بالصَّلَاةِ؟)، فوجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائلاً: يا بلال، قم ونادي بالصلاة.