الإجراءات الرسمية لرعاية الأيتام في الأردن
تتيح الأردن، مثل العديد من الدول، فرصاً لرعاية الأيتام وتقديم الدعم اللازم لهم مادياً ومعنوياً. ويمكن تحقيق ذلك من خلال المؤسسات التالية:
رعاية الأيتام عبر وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية
تقدم وزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية المساعدة للأيتام وفقاً للخطوات التالية:
- تقديم الطلب من خلال بوابة الخدمات الإلكترونية المتاحة على رابط الوزارة، مع توضيح نوع المساعدة المرغوبة (الأسر، الأيتام).
- تعبئة النموذج بمعلومات دقيقة حول مقدم الطلب.
- إرسال الطلب إلى الجهة المختصة.
- يتطلب أن يكون مقدم الطلب غير مستفيد من صندوق المعونة الوطنية (التنمية الاجتماعية)، وأن يكون الأطفال دون سن 18 عاماً، وألا يتجاوز مجموع الدخل 200 دينار أردني.
- يجب إرفاق صورة من دفتر العائلة، وشهادة وفاة الأب، وحجة إعالة، وشهادة خلو موانع، وبعد ذلك يمكن تقديم الطلب عبر الرابط الإلكتروني أو من خلال أقرب مديرية لأوقاف قسم الزكاة في المحافظة.
رعاية الأيتام في قرى (SOS) الأردنية
تعمل جمعية قرى الأطفال (SOS) الأردنية على تلبية احتياجات الأطفال الأيتام وتوفير التعليم لهم في بيئة عائلية، وتعاون الجمعية مع المجتمع المحلي والمتبرعين لضمان الدعم المستدام للأطفال الأيتام، مما يساعد على تغطية احتياجاتهم وضمان حمايتهم. يمكن الاطلاع على تفاصيل كيفية تقديم التبرعات والهدايا ورعاية التعليم من خلال زيارة الموقع الرسمي لقرى (SOS) الأردنية.
أهمية كفالة اليتيم
إن كفالة اليتيم في الإسلام تعني العناية بمصالحه ورعايته، ولا يشترط أن يكون اليتيم في منزل الكافل، بل يمكن تقديم الدعم له حتى وإن كان في مكان آخر. إليك بعض فوائد كفالة اليتيم وأثرها على المجتمع:
- رفقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الجنة، وهو شرف عظيم.
- كفالة اليتيم تُعتبر صدقة تزيد من الأجر والثواب، وخاصة عند تقديمها لأفراد العائلة.
- تشير رعاية الأيتام والإنفاق عليهم إلى طبيعة إنسانية معطاءة وفطرة سليمة.
- تساهم كفالة اليتيم في خلق مجتمع متماسك يلفه المحبة والتآخي، بعيداً عن الكراهية والحقد.
- تساعد كفالة اليتيم على تطهير وزكاة أموال المتبرعين.
- تجلب كفالة اليتيم البركة على الكافل وزيادة في رزقه.
- حثّ الإسلام على كفالة الأيتام وعَدَ بكثير من الخير والثواب للكافل، تقديراً لتضحيتهم وتعويضاً عن فقدانهم لعاطفة الأبوة، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا”، مع إشارته بإصبعيه السبابة والوسطى.
قصة عن كفالة اليتيم
كان الصحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يسير في الليل لتفقد أحوال المسلمين، فرأى ضوء نار من بعيد. قال لمولاه أسلم: “تعال معي لنرى ما هذا الضوء”. اقتربا من النار، فرأيا امرأة مسنّة مع أطفالها الذين كانوا يبكون، وعلى النار قدر يحتوي على الماء فقط. فقال عمر بن الخطاب: “ما الأمر يا أهل الضوء؟”.
أجابت العجوز: “هؤلاء أطفالي وليس في القدر شيء إلا الماء؛ أشعلت النار لأصبرهم حتى يناموا وهم جائعون، وليس لدي ما أطعمهم إياه”، ثم قالت: “والله لئن قدمت على الله لأخاصمن عمر”.
فردّ عليها عمر: “وما يدري عنك عمر يا أمة الله؟”. قالت: “يتولى أمر المؤمنين ولا يدري عني، لأخاصمنه عند الله”، فغادر عمر وطلب من أسلم أن يرافقه إلى بيت المال. دخل وأخذ كيساً من الدقيق وحمله على ظهره، فقال له أسلم: “يا أمير المؤمنين، دعني أحمل عنك”. فأجابه عمر: “أتحمل عني وزري يوم القيامة؟”.
يقول أسلم: فذهب عمر إلى المرأة وبدأ يعد الطعام بنفسه حتى أعد طعامهم، وترك معهم كيس الدقيق، ثم ابتعد عنهم. وعندما عرض أسلم العودة، قال عمر: “لا والله، سأجلس حتى أراهم يشبعون كما جاعوا”. جلست عمر يراقب الأطفال وهم يأكلون، وقد رأيته يبكي على حالهم.