موقع جبل الصفا
يتواجد رأس جبل الصفا في نهاية جبل أبي قبيس، ويتواجد في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بالقرب من باب الصفا. كلمة “الصفا” هي جمع لكلمة “الصفاة” التي تشير إلى الحجر العريض الأملس؛ حيث يبلغ ارتفاع الجبل مترين، وعرضه ثلاثة أمتار، بينما يصل طوله إلى حوالي ستة أمتار.
موقع جبل المروة
يقع جبل المروة بالقرب من باب السلام في الجهة الشمالية الشرقية من المسجد الحرام في مكة المكرمة. يُشير اسم المروة إلى الحجارة البيضاء، ويبلغ طول جبل المروة أربعة أمتار، وعرضه مترين، وارتفاعه مترين.
قصة السعي بين الصفا والمروة
ترك النبي إبراهيم عليه السلام زوجته هاجر وابنهما إسماعيل في وادٍ قاحل وموحش، تنفيذًا لأمر الله تعالى. ثم رفع إبراهيم يديه إلى السماء متوجهًا إلى البيت الحرام، داعيًا: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ). كانت هاجر مؤمنةً بأن الله لن يُهملها وولدها. وعندما نفد الماء والزاد، وبدأ الطفل يصرخ من شدة الجوع، قامت بالبحث عن الماء.
صعدت هاجر إلى جبل الصفا تبحث عن شخص يساعدها، ثم نزلت لتطمئن على طفلها، وعادت لتصعد إلى جبل المروة في بحثٍ متواصل عن الماء. استمرت في هذا الأمر حتى أكرمها الله تعالى بجبريل عليه السلام، الذي أظهر لها ماء زمزم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فَإِذَا هي بِالمَلَكِ عِندَ مَوْضِعِ زَمْزَمَ، فَبَحَثَ بعَقِبِهِ، أَوْ قالَ بجَنَاحِهِ، حتَّى ظَهَرَ المَاءُ، فَجَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ وتَقُولُ بِيَدِهَا هَكَذَا، وجَعَلَتْ تَغْرِفُ مِنَ المَاءِ في سِقَائِهَا وَهُوَ يَفُورُ بَعْدَما تَغْرِفُ، قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: قالَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ-: يَرْحَمُ اللَّهُ أُمَّ إسْمَاعِيلَ، لو تَرَكَتْ زَمْزَمَ، لَكَانَتْ زَمْزَمُ عَيْنًا مَعِينًا، قالَ: فَشَرِبَتْ وأَرْضَعَتْ وَلَدَهَا).
طريقة السعي بين الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة هو شعيرة مثبتة في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا). يُعتبر هذا السعي ركنًا أساسيًا من أركان الحج والعمرة.
بعد الانتهاء من الطواف حول الكعبة، يتوجه المعتمر أو الحاج إلى المسعى الذي يربط بين الصفا والمروة، ويسعى سبعة أشواط، بدءًا من الصفا وانتهاءً بالمروة. ويعود هذا الفعل إلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث روى جابر بن عبدالله رضي الله عنه أنه قال: (أَبْدَأُ بما بَدَأَ اللَّهُ به، فَبَدَأَ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عليه حتّى رَأَى الْبَيْتَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللَّهَ وَكَبَّرَهُ… ثُمَّ نَزَلَ إلى المَرْوَةِ، حتّى إذا انصَبَّتْ قَدَمَاهُ في بَطْنِ الْوَادِي، سَعَى، حتّى إذا صَعِدَتَا مَشَى، حتّى أَتَى المَرْوَةَ، فَفَعَلَ على المَرْوَةِ كما فَعَلَ على الصَّفَا، حتّى إذا كانَ آخِرُ طَوَافِهِ على المَرْوَةِ).