موقع جزيرة سقطرى
تعدُّ جزيرة سقطرى، والمعروفة أيضًا باسم Socotra أو Soqotra، أرخبيلًا يتكون من أربع جزر تقع في بحر العرب. تُعتبر سقطرى أكبر هذه الجزر، حيث تقع مقابل مدينة المكلاEast ، شرق خليج عدن في الجزء الجنوبي من الجمهورية اليمنية. تبتعد الجزيرة مسافة تقدر بحوالي 380 كيلومتراً من منطقة رأس فرتك بمحافظة المهرة عن الساحل اليمني، وحوالي 889.97 كيلومتراً عن محافظة عدن. من الناحية الفلكية، تقع بين خطي طول 53.19ْ – 54.33ْ شرقاً، ودوائر عرض 12.18ْ– 12.24ْ شمال خط الاستواء.
تشتهر جزر الأرخبيل بالشعاب المرجانية المحيطة بها، وتتميز تضاريسها بالأصل القاري، مما يعني أنها ليست تضاريس بركانية. يُعتبر هذا الأرخبيل من أكثر التضاريس عزلة على وجه الأرض. ويعتقد العلماء أن جزيرة سقطرى كانت مرتبطة ذات يوم بالبر الرئيسي الأفريقي والعربي، حيث كانت جزءاً من القارة الجنوبية القديمة المعروفة بغوندوانا، قبل أن تنفصل عنها حوالي 6 ملايين سنة خلال العصر البليوسيني الأوسط، في زمن تزامن فيه حدوث عوامل طبيعية أدت إلى فتح خليج عدن شمالاً.
أهمية موقع جزيرة سقطرى
تشير الإحداثيات الفلكية لجزيرة سقطرى إلى قربها من خط الاستواء، مما يفسر المناخ المداري السائد الذي يساعد في التنوع البيولوجي للنباتات. علاوة على ذلك، فإن موقعها الاستراتيجي في الممرات البحرية الدولية التي تربط دول المحيط الهندي مع بقية دول العالم جعلها ذات قيمة حضارية وسياسية واقتصادية كبيرة. إذ تشرف سقطرى على طرق الملاحة الغربية في المحيط الهندي المؤدية نحو القرن الأفريقي، كما تطل على شرق أفريقيا وجنوب آسيا، مما يجعلها مهمة للغاية لليمن.
أسهم موقع الجزيرة في تعزيز الطرق التجارية القديمة المرتبطة بمراكز الحضارات الرئيسية، ما جعلها مركزًا مهمًا للأحداث التاريخية. وبسبب بعدها الجغرافي عن الدول والجزر الأخرى، تم الحفاظ على بيئتها الطبيعية، مما جعلها موطناً لتنوع هائل من النباتات والحيوانات القديمة، بالإضافة إلى حفاظها على تقاليدها وثقافتها الفريدة على مر الزمن، بسبب صعوبة الوصول إليها تاريخياً.
يعتبر كهف الحوق، الذي يضم فنونًا صخرية ونقوشًا موجودة شمال الجزيرة، دليلاً واضحًا على أهمية سقطرى كنقطة توقف احترافية للتجار خلال فترات ازدهار التجارة القديمة. وقد أسهمت النقوش التي تركتها قوافل التجار من إثيوبيا والهند والعرب في إثراء الدراسات الأثرية حول تاريخ الجزيرة.
جغرافية جزيرة سقطرى
تعتبر جزيرة سقطرى أكبر جزيرة في منطقة الشرق الأوسط، حيث تصل مساحتها إلى نحو 3600 كيلومتر مربع، ويبلغ طولها حوالي 125 كيلومترًا، وعرضها 45 كيلومترًا. تنقسم الجزيرة إلى ثلاثة مناطق رئيسية كالتالي:
- جبال الحجهر: تقع هذه السلسلة الجبلية في شمال غرب الجزيرة، وتمثل العمود الفقري لها، إذ ترتفع على طول الجانب الشمالي بينما تنحدر بلطف على الجانبين الجنوبي والشرقي. تشتهر قممها بجمالية الجرانيت الخشن.
- هضاب الحجهر الجيرية: يتراوح ارتفاع هذه الهضاب بين 300 إلى 700 متر، وتحيط بها جبال الحجهر من الشرق والغرب والجنوب.
- السهول الساحلية الغرينية: تمتد هذه السهول على طول 60 كيلومترًا على الساحل الجنوبي وتصل عرضها بين 4 إلى 7 كيلومترات، وتنتهي بجرف ارتفاعه متوسط 400 متر في الشمال، بينما ينحدر من الجنوب نحو الرواسب البحرية.
مناخ جزيرة سقطرى
يتميز مناخ جزيرة سقطرى بأنه صحراوي استوائي بصفة عامة، مع كميات أمطار محدودة تسقط في الشتاء، مع زيادة كمياتها كلما ارتفعت الأراضي عن مستواها. كما تشهد الجزيرة رياحًا موسمية قوية، خاصة تلك القادمة من الجنوب الغربي من شهر أبريل حتى أكتوبر، التي تحمل رياحًا حارة وجافة من أفريقيا، مما يزيد من جفاف المنطقة.
يمتاز فصل الصيف هنا بأنه قصير، حيث يمتد من 24 أبريل حتى 3 يوليو، ويكون الجو حارًا وجافًا، بينما يشهد فصل الشتاء أيضًا مدة قصيرة تتراوح من 4 ديسمبر حتى 3 مارس، ويتسم بالرياح العاتية والدافئة. تتراوح درجات الحرارة بين 22.78 و33.89 درجة مئوية، ولا تنخفض عادة عن 21.67 درجة مئوية، ولا تتجاوز 35 درجة مئوية.
تشهد الجزيرة تقلبات موسمية ملحوظة في كمية الأمطار، حيث تتزايد هطول الأمطار من 23 أبريل حتى 10 أغسطس. ورغم قليل من تساقط الثلوج في بعض المناطق، تظل سقطرى محافظة على مستويات رطوبة متباينة نسبيًا.
لزيادة معرفتك حول جزيرة سقطرى، نوصيك بقراءة المقالات المتخصصة حول الموضوع.