تقرير حول الفنانة جاذبية سري وأهم إنجازاتها الفنية يعد الفن التشكيلي من أبرز الفنون الجمالية، إلا أن الكثيرين من غير المتخصصين يجدونه صعب الفهم، ويختصرونه عادةً إلى رسومات عشوائية وغير مفهومة. ومع ذلك، ينظر إليه الفنانون بطرق تختلف عن هذه النظرة السطحية، حيث يمثل هذا الفن تعبيرًا فريدًا عن رؤية شخصية مفعمة بالإبداع، ويحتوي على دلالات ومعانٍ تفتقر إليها الأعين غير المدربة.
ينطبق هذا الانطباع على الفنانة جاذبية سري، التي تُعتبر واحدة من أبرز الفنانات في مجال الفن التشكيلي، إذ استطاعت التعبير عن موضوعات متنوعة من خلال ريشةها وألوانها الفريدة.
مقدمة حول الفنانة جاذبية سري وأهم إنجازاتها الفنية
- يتباين إدراك الفن التشكيلي من شخص إلى آخر، بناءً على القدرة على تقدير الجمال والمعاني الكامنة فيه.
- يعد الفن لغة خاصة تعبر عن ما يدور في داخل الفرد أو ما يختبئ ضغطه في نفس الآخرين.
- كما يمثل مهارة تعكس قيمة جمالية، مما يبرز الفنون التشكيلية كخليط من المحاكاة والخبرة والحدس.
- تعمل هذه الفنون على نقل الإنسان من العالم الواقعي إلى فضاء من الإبداع والخيال، مما يجعلها تعبيرًا عن ما لا يمكن تخيله.
- وهو ما برعت فيه الفنانة جاذبية سري، إحدى رائدات هذا الفن.
- استطاعت تجسيد العديد من اللوحات المتنوعة بألوانها المبهجة، لذا سنتناول معًا أهم التفاصيل حول هذه الفنانة وأعمالها الفنية المميزة.
من هي جاذبية سري
- تُعتبر جاذبية سري من عائلة أرستقراطية مصرية وُلِدت في عام 1925م، في فترة ازدهار تلك الطبقة.
- انتقلت في مراحل طفولتها من منطقة منيل الروضة إلى بيت جدها لأبيها في منطقة الحلمية، ومن ثم إلى منزل جدتها لأمها، مما أثر عليها بشكل كبير وساهم في تشكيل إدراكها الفني.
- أصبحت رحلتها منطلقة نحو إبداع تراكيب فنية مميزة وثقافات متعددة.
- نشأت جاذبية في بيئة عائلية تعشق الفن، حيث كان لها عم رسام يُدعى أحمد صبري وأعمام آخرين مهتمين بتقليد اللوحات العالمية.
- أثرت هذه البيئة في تفكيرها ودراستها، حيث تخرجت من كلية الفنون الجميلة عام 1948م، وشهادة من التربية الفنية عام 1949م.
- سافرت إلى باريس ثم روما ولندن، مما أهلها لتدريس الفن في مصر بجدارة.
- عَمِلت كمدرسة تربية فنية في عدة مؤسسات، مثل المدارس الثانوية الفنية والمعهد الفرنسي بالقصر العيني، ثم كأستاذة تصوير بكلية التربية الفنية في جامعة حلوان.
- تُعتبر جاذبية سري أول فنانة مصرية تُعرض أعمالها في متحف المتروبوليتان في نيويورك، حيث كانت تمثل في أسلوبها مرحلة الواقعية الزخرفية، بالإضافة إلى أسلوب التجريد والتكعيب، مما يجعلها فنانة فريدة قادرة على التعبير عن محيطها بإبداع فني متكامل.
أهم إنجازات الفنانة جاذبية سري
تعتبر جاذبية سري واحدة من المبدعات في الفن التشكيلي المصري الحديث، حيث تميزت أعمالها بقدرتها العالية على التعبير عن جمال الحياة المصرية والمجتمع بأسلوب مبتكر.
تمتاز لوحاتها بالتنوع من حيث المحتوى والشكل، وأهم إنجازاتها تشمل ما يلي:
الفترة من 1951-1956:
- بدأت جاذبية سري تجاربها الفنية بتركيزها على تصوير الشخصيات المصرية وملامحها التقليدية.
- كانت لوحاتها غنية بالتفاصيل وزخرفية، حيث شكلت الخط أساس الرسم.
الفترة من 1956-1960:
- تعتبر هذه الفترة فترة انتقال نحو الواقعية التعبيرية، حيث تحولت عناصر العمل الفني إلى هياكل تجريدية.
- تبنت في أعمالها مواضيع شعبية مثل الألعاب التقليدية.
الفترة من 1960-1970:
- تميزت برؤيتها الفريدة، استلهمت أسرارًا من المدينة وإنسانها، وبدأت تتداخل التجريد مع التكعيب في تصوير مناظر الطبيعة.
الفترة من 1971-1975:
- تعبر هذه المرحلة عن أهمية التغيرات الجديدة، حيث انطلقت لتصوير الصحراء بأشكال متعددة تجمع بين الأجسام البيانية المعاصرة.
الفترة من 1975-1979:
- ظهرت مرحلة جديدة احتوى فيها الحوار بين الفنون العضوية والتجريد الهندسي، مستلهمة من محيطها الواسع.
فترة عام 1979:
هذا العام يمثل قمة إنجازاتها، حيث اتحدت رؤاها وتجاربها السابقة، فاتجهت لتحويل الشخصيات إلى منازل، مما جعل الخطوط الغنية بالشكل والحركة تنبض بالحياة.
استضافت الفنانة جاذبية سري العديد من المعارض الفنية، من أبرزها:
- متحف الفن الحديث.
- أتيليه القاهرة.
- متحف المنسترلي.
- صالون الفنون الجميلة…
- والكثير من المعارض الأخرى حول العالم.
أما عن الجوائز والأوسمة التي حصلت عليها، فتشمل:
- جائزة الدولة التقديرية.
- وحصولها على الأوسمة من مؤسسات متعددة.
- كما نالت منحًا كبيرة من مؤسسات عالمية متعددة.
تستمر جاذبية سري حتى اليوم بالإبداع الفني، حيث تعيش وتعمل في منطقة الزمالك بالقاهرة، وقد عكست أفكارها عبر أعمالها مع التحولات السياسية التي شهدتها مصر، لتعبر عن تلك اللحظات المهمة بمجموعة من الأعمال في عام 2012.
ختام تقرير حول الفنانة جاذبية سري وأهم إنجازاتها الفنية
في ختام تقريرنا، استعرضنا حياة وأعمال الفنانة جاذبية سري، إحدى الأسماء اللامعة في الفنون التشكيلية المعاصرة.
سُلطت الضوء على تأثير أسرتها وتربيتها الفنية على مسيرتها كفنانة بارعة، تجسد معاني الحياة المصرية من خلال رؤيتها الفريدة وألوانها الزاهية، لتقدم لنا أعمالًا فنية تتميز بروح مصرية وعقل نسائي عربي.
