كيب تاون
تُعد مدينة كيب تاون (بالإنجليزية: Cape Town) واحدة من أبرز المدن السياحية في العالم، تقع في جنوب إفريقيا، حيث تُعتبر العاصمة السياحية والعاصمة التشريعية للبلاد. إضافةً إلى ذلك، فهي تمثل المركز الإداري والاقتصادي لمقاطعة كيب الغربية. تمتد مساحة المدينة إلى 2,461 كيلومتراً مربعاً وعدد سكانها يبلغ حوالي 3,740,026 نسمة وفقاً لإحصاءات عام 2011، مما يجعلها ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعد جوهانسبرغ.
تتميز كيب تاون بجمال طبيعي أخاذ، حيث تتناغم فيها الجبال والشواطئ. تتوزع أجزاء من المدينة وضواحيها حول منحدرات جبل الطاولة الذي يرتفع 1086 متراً، بالإضافة إلى المناطق المحيطة التي تطل على شواطئ خليج الطاولة. تشمل المدينة أيضاً مناطق عند سفوح الجبال وتمتد جنوباً على خليج فالس. كما أن التنوع الثقافي في المدينة يلعب دوراً مهماً في جاذبيتها، حيث يعيش فيها عدد من الأعراق والديانات المختلفة كالأفارقة والآسيويين والأوروبيين، ويستخدم السكان اللغتين الإنجليزية والإفريقيانية.
جغرافية كيب تاون
الموقع
تقع كيب تاون في الجهة الجنوبية الغربية من جنوب إفريقيا، ضمن مقاطعة كيب الغربية. تُعتبر المدينة أقصى نقطة في القارة الإفريقية وتقع في الطرف الشمالي من شبه جزيرة كيب، شمال رأس الرجاء الصالح، حيث تطل على سواحل المحيط الأطلسي. تم تحديد إحداثيات المدينة بين °18′25″E و°33′55′31″S، كما ترتفع 25 متراً عن مستوى سطح البحر، وتلتزم بالتوقيت القياسي لجنوب إفريقيا (SAST).
المناخ
تتميز كيب تاون بمناخ يتشابه مع المناخ المتوسطي، حيث يكون دافئاً في فصل الشتاء وحاراً ورطباً في فصل الصيف. يمتد فصل الشتاء من نهاية مايو حتى نهاية أغسطس، ويشهد فترات قصيرة من الجبهات الهوائية الباردة، بينما يستمر الصيف من نوفمبر إلى فبراير، حيث يسود الطقس الدافئ والجاف برغبة متوسط درجات الحرارة حوالي 20 درجة مئوية. قد تتعرض المنطقة لرياح جافة في نهاية فبراير وبداية مارس مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف.
السياحة
تعتبر كيب تاون من الوجهات السياحية الرائجة في جنوب إفريقيا وأفريقيا بشكل عام، وذلك بفضل مناخها المعتدل طوال العام، والمناظر الطبيعية الخلابة، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة المتاحة. تحوي المدينة العديد من المعالم السياحية التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. في نوفمبر 2013، حصلت كيب تاون على تصويت مرتفع كأفضل مدينة عالمياً في قائمة جوائز السفر التي تنظمها صحيفة التلغراف. من أبرز المعالم السياحية في كيب تاون:
- جبل الطاولة: الجبل الذي يضمن للزوار رؤية المدينة من زاوية رائعة ويحتوي على أكثر من 1470 نوعاً من النباتات النادرة. تم اقتراحه ليصبح إحدى عجائب الدنيا السبع في عام 2011، ويعتبر التلفريك الجوي من أفضل وسائل الوصول إليه، حيث يرتفع 3,500 قدم (1066.8 متراً).
- حديقة كريستينبوش الوطنية: تُعتبر إحدى أجمل الحدائق حول العالم، حيث تحتوي على عدة مرافق مثل الحدائق العطرية والطبية، وتضم 2500 نوع من النباتات. تأسست الحديقة عام 1913 وهي مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو.
- شاطئ بولدر: يُعد موطناً للبطاريق الإفريقية، وهو الشاطئ الوحيد الذي يُعرف بوجود هذه الطيور في القارة. تم إحضار البطاريق من جزيرة داير في عام 1983، وتعد الموقع مثالياً للتخييم وممارسة الأنشطة البحرية.
- محمية سانبونا للحياة البرية: تقع عند سفح جبال وارمواتربيرج وتضم مجموعة متنوعة من النباتات والحيوانات البرية، بالإضافة إلى نماذج نادرة من الفن الصخري، وبعضها يعود لأكثر من 3500 سنة. يُمكن للزوار الاستمتاع بجولات السفاري البرية والبحرية على مساحة 54,000 هكتار (540 كم²).
اقتصاد كيب تاون
تُعزى قوة اقتصاد كيب تاون إلى تنوعه، حيث يعتمد بشكل أساسي على ثلاثة قطاعات رئيسية: القطاع المالي، التأمين والعقارات، بالإضافة إلى التصنيع وتجارة الجملة والتجزئة. تساهم الموانئ في دعم الاقتصاد المحلي بشكل كبير، ويُعد ميناء خليج الطاولة واحداً من أبرز الموانئ لتصدير الفواكه والأسماك، حيث تلبي المدينة حوالي 90% من احتياجات إفريقيا من الأسماك، كما تحتوي المدينة على مصفاة للنفط ومصانع لتجميع السيارات. في عام 2011، وصلت قيمة الناتج المحلي الإجمالي للمدينة إلى 203,581 مليون راند (15.041 مليون دولار).
تاريخ كيب تاون
تأسست مدينة كيب تاون لأول مرة في التاريخ عام 1652، عندما أنشأت شركة الهند الشرقية الهولندية محطة للراحة للسفن على شواطئ خليج الطاولة، التي وفرت المياه العذبة والأراضي الخصبة ومرسى آمناً للسفن. كان أول من وصل إلى المدينة الرحالة البرتغالي أنطونيو دي سالدانا، وسُمّيت المدينة بالمدينة الأم، كونها أول موطن للأوروبيين. وكان سكانها الأصليون من شعب خوي خوي (Khoekhoe) الذين اعتاشوا على الرعي والصيد.
ساعد هؤلاء السكان الأوروبيين من خلال تقديم الماشية، بينما تم استقدام العبيد إلى المدينة من شرق إفريقيا ومدغشقر ومنطقة خليج البنغال في عام 1658. ومع قدوم هؤلاء من مناطق مختلفة، أحضروا معهم ثقافاتهم ودياناتهم، وخاصة المسلمين القادمين من جزر الهند الشرقية. ومع ازدياد التعدد العرقي، بدأ سكان المدينة بالتداخل وزيادة عددهم بشكل ملحوظ.
خلال حرب السنوات السبع، بدأت السفن البريطانية والفرنسية بالتوافد إلى المدينة، وقد أطلق البريطانيون عليها تسمية كيب تاون رسمياً في عام 1773. عندما حاولت السفن البريطانية احتلال المدينة عام 1781، أنشأ الفرنسيون حاميةً لدعم الهولنديين ضد الهجوم البريطاني، مما أثّر بشكل كبير على ثقافة المدينة وعمارتها.
في عام 1806، احتلت بريطانيا كيب تاون مجدداً، وكان الاحتلال البريطاني في القرن التاسع عشر محور تغيير في مفاهيم الحرية والتحكم البرلماني والقضاء، حيث تم تعيين مستشارين لتمثيل المواطنين في العام 1828. تم إلغاء العبودية بالكامل في عام 1834، وتأسست بلديات منفصلة عديدة في عام 1881. نتيجة لذلك، شهدت المدينة تطورًا سريعًا في البنية التحتية بدءًا من إنشاء الطرق ومد أنظمة الكهرباء، وفي عام 1913، اجتمعت المجالس البلدية من كيب تاون والبلدات المجاورة لتشكل مدينة كيب تاون الكبرى.