مدينة القنفذة
تعتبر القنفذة إحدى محافظات منطقة مكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، وتُعد الأكبر بين محافظات هذه المنطقة. تُعرف القنفذة بلقب “غادة الجنوب”، حيث يحدها من الغرب ساحل البحر الأحمر، ويمر بها الطريق الساحلي الدولي الذي يربط جدة بجازان. تقع القنفذة على بُعد حوالي 287 كيلومترًا من مدينة مكة المكرمة و334 كيلومترًا من مدينة جدة. تحدها شمالاً محافظة الليث، ومن الشرق محافظات بارق والمجاردة والعرضيات، بينما يحدها من الجنوب البرك، ويبلغ عدد سكان المحافظة حوالي 24 ألف نسمة.
تاريخ القنفذة
تعود جذور مدينة القنفذة إلى القرن الثامن عشر الهجري، وتحديدًا إلى عام 709هـ. كانت المدينة في الماضي نقطة انطلاق لعدة حملات حربية قادها محمد علي باشا نحو عسير، كما شهدت نزاعات عسكرية بين العثمانيين والإيطاليين، مما يعكس ذلك الصراع وجود مكونات من السفن الحربية في البحر الأحمر. عُرفت المدينة خلال فترة الحكم العثماني بلقب “البندر”. تكتسب القنفذة أهميتها من موقعها الاستراتيجي الذي كان يعتبر نقطة عبور مهمة لقوافل التجارة المتوجهة من اليمن إلى الشام. يُعتبر ميناء القنفذة من الموانئ الحيوية في البحر الأحمر، حيث يستقبل العديد من السفن التجارية ويُستخدم لتصدير المنتجات المحلية إلى الخارج، بالإضافة إلى مرور السفن اليونانية والرومانية التي كانت تهدف للحصول على الذهب الموجود في تلك المنطقة. وقد حافظ الميناء على دوره المهم في المنطقة ومدنها المجاورة، بما في ذلك مكة وجدة، حتى بعد الفتح السعودي لجدة.
ميزات مدينة القنفذة
تتميز القنفذة بموقعها الاستراتيجي على سواحل البحر الأحمر، إذ تُعتبر نقطة التقاء بين المناطق الجنوبية والغربية في السعودية. يُجعل هذا الموقع المدينة محور اهتمام من الداخل والخارج. تُعد القنفذة ثالث أكبر محافظة في مكة من حيث المساحة، والسكان، والتطوير العمراني. تتمتع المحافظة بأراضٍ صالحة للاستثمار، تصل نسبتها إلى 61٪، حيث تُعتبر مجالات السمك والزراعة والصناعة من المجالات الواعدة. تحتضن المدينة مجموعة من الفنادق والشاليهات التي توفر فرص الإقامة للزوار للاستمتاع بشاطئ القنفذة. من بين الجزر القريبة، تأتي جزيرة أم القماري التي تُعد واحدة من أجمل الجزر نظرًا لبعدها عن المدينة وكونها محطة للطيور المهاجرة. تحتضن مدينة القنفذة أيضًا عددًا من إدارات الحكومة والمراكز الإدارية، بالإضافة إلى استضافتها لعدة فعاليات سنوية، مثل مهرجان المانجو، المخيم السنوي لاستقبال الحجاج، ومهرجان الربيع. كما تمتلئ المحافظة بالأسواق الشعبية، مثل سوق الأحد في مركز أحد بني زيد وسوق السبت في مركز سبت الجارة.