موقع قبر سيدنا يوسف عليه السلام

تحديد موقع قبر سيدنا يوسف عليه السلام

تعددت الروايات حول المكان العام الذي يُعتقد بأنه قبر سيدنا يوسف -عليه السلام-، ولكن لم يتم توثيق نص شرعي يحدد موقعه بدقة، مما يجعل من المستحيل الجزم بمكان بعينه كموقع للقبر. أما القبر الوحيد الذي يُعرف مكانه بشكل مؤكد فهو قبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.

يُقال: “لا يمكن تحديد قبر معين على وجه الأرض سوى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بينما لا يُعرف بالتحديد أين دفن سائر الأنبياء والرسل”. استناداً إلى بعض الروايات التاريخية ودراسات المؤرخين، يمكن القول إن قبر سيدنا يوسف يُحتمل وجوده في منطقة معينة، ولكن دون تحديد المكان بدقة.

وبالتالي، هناك آراء متعددة بين علماء الأمة حول موقع قبره بشكل عام، فقد قيل إنه كان في النيل ثم نُقل إلى بيت المقدس، وقيل إنه دُفن في نابلس أو الخليل، وغير ذلك من الاحتمالات. ومن الجدير بالذكر أنه لا توجد فائدة شرعية واضحة من معرفة أماكن قبور الأنبياء. وفيما يلي نستعرض الفرضيات المختلفة حول موقع قبر النبي يوسف.

روايات العلماء بشأن مكان قبر النبي يوسف

تعددت الروايات المتعلقة بمكان دفن سيدنا يوسف -عليه السلام- على النحو التالي:

مكان قبره في مصر

تشير بعض الروايات إلى أن سيدنا يوسف -عليه السلام- دُفن في البداية في مصر، وتحديداً في المنطقة الغربية منها في حبرون. بعد ذلك، يُقال إنه نُقل إلى الجانب الشرقي من المدينة ووُضع في صندوق حديدي في النهر، حيث تم تأمينه بشكل جيد. وعندما جاء موسى -عليه السلام- بعد فترة من الزمن، نقل التابوت إلى بيت المقدس.

وقد تم ذكر هذه القصة في حديث أخرجه ابن حبان في صحيحه، حيث ضلَّ موسى وقومه أثناء خروجهم فقال لهم الناس إن السبب يعود إلى وصية النبي يوسف لإخوته بنقل جسده إلى بيت المقدس. وبعد بحثه عن قبره في مصر وعدم العثور عليه، أخبره أحدهم بوجود عجوز تعرف مكانه، فذهب موسى -عليه السلام- إليها، وأخبرته بأن القبر في نهر النيل. وورد في الرواية قول موسى بعد أن تاه: (..فمَن يعلَمُ موضِعَ قبرِه؟ قال: عجوزٌ مِن بني إسرائيلَ، فبعَث إليها فأتَتْه، فقال: دُلِّيني على قبرِ يوسُفَ…).

نقل قبره إلى فلسطين

تتباين آراء المؤرخين وعلماء الدين حول المكان الذي تم نقل تابوت النبي يوسف إليه في بيت المقدس. وفيما يلي توضيح لذلك:

الرأي الأول: في نابلس

تشير بعض الروايات إلى أن قبر سيدنا يوسف يقع في نابلس، حيث يوجد مقام للنبي يوسف بقرب تل بلاطة الأثري في المنطقة الشرقية من المدينة، ويزوره العديد من الناس في فلسطين. وقد تم ذكر هذه المعلومة في التوراة اليهودية.

ومع ذلك، تنفي العديد من المصادر التاريخية صحة هذه الرواية، إذ يُستبعد أن تكون صحيحة خاصة وأنها كُتبت بعد 600 عام من عصر سيدنا موسى -عليه السلام-. وبالتالي، فإن النصب الموجود في نابلس هو نصب تذكاري يحتفي به الناس، ولكن لا يُعتبر دليلاً على وجود قبر سيدنا يوسف فيه.

الرأي الثاني: في الخليل

تشير بعض الروايات إلى أن موسى -عليه السلام- قام بدفن النبي يوسف في الخليل بجانب قبر أبيه يعقوب -عليه السلام- وجدّه إبراهيم -عليه السلام-، وبالتحديد خلف الحيز السليماني الذي يُعرف اليوم بالقلعة، والذي يقع في المدرسة المنسوبة للسلطان الناصر حسن، حيث يمكن للزوار الدخول إليه من باب المسجد القريب من عين الطواشي.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *