تتناول رواية “رجال في الشمس” للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، التي صدرت عام 1963 في بيروت، موضوع النكبة التي حدثت عام 1948 في فلسطين. تعد هذه الرواية من أبرز الأعمال الأدبية العربية، وقد صُنفت ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربية، حيث تسلط الضوء على معاناة اللاجئين الفلسطينيين وتأثير التهجير على حياتهم.
نبذة عن مؤلف رواية رجال في الشمس
- غسان كنفاني هو كاتب وروائي وقاص فلسطيني، وُلد في مدينة عكا عام 1936. عاش في يافا لكنه اضطر للجوء إلى لبنان بعد الحروب التي مرت بها فلسطين، ثم انتقل فيما بعد إلى سوريا.
- تجسد اعمال كنفاني قضايا الشعب الفلسطيني وتعكس المعاناة المستمرة التي عاشها بفعل الاحتلال، حيث عبر بصدق عن هذه التجارب من خلال كتاباته التي بلغت نحو 18 كتابًا ترجم الكثير منها إلى 17 لغة ونشرت في أكثر من 20 دولة.
- تُعد ثنائية “رجال في الشمس” وثنائية “أرض البرتقال الحزين” من بين أعماله التي تحولت إلى أفلام وكذلك مسرحيات، مما يعكس تأثيره الواسع في الأدب والفن.
- اغتيل كنفاني على يد عملاء إسرائيليين في عام 1972، أثناء تواجده مع ابنة أخته، حيث تم تفجير السيارة التي كان يقودها.
مزيد من المعلومات يمكن الاطلاع عليها في:
أبرز مؤلفات غسان كنفاني
- أرض البرتقال الحزين (1963)
- عائد إلى حيفا (1970)
- الشيء الآخر (1980)
- القنديل الصغير
- القبعة والنبي
- أم سعد (1969)
- رجال من الشمس (1963)
- عالَم ليس لنا والمزيج المسروق
جوائز غسان كنفاني
- جائزة الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال
- وسام القدس للثقافة والفنون (1990)
- جائزة منظمة الصحفيين العالمية (1974)
- جائزة اللوتس (1975)
اللغة في رواية رجال في الشمس
- تنفرد رواية “رجال في الشمس” بلغة غنية تمتاز بالتناقضات والتشبيهات الشعرية، حيث يظهر وعي الكاتب من خلال شخصية أسعد الذي يواجه تحديات متعددة أثناء تنقله بين البلدان.
- كما استخدم كنفاني تعابير قوية وأساليب إنشائية، مما جعل روايته تتسم بجمالية فنية تعبر عن أفكاره ومشاعره بصورة مؤثرة.
دلالة العنوان “رجال في الشمس”
يظهر عنوان الرواية من الوهلة الأولى أنه يتحدث عن قوة الرجال وصلابتهم، لكن ما يدهش حين يضاف له كلمة “الشمس”، التي ترمز إلى مصدر الضوء والحياة، وهي كذلك تدل على الأثر القلق الذي يخيم على الشخصيات.
لمزيد من المعلومات يمكنك الاطلاع على:
تفاصيل الصراع في الرواية
- تبدأ الرواية بعد النكبة إذ يسعى أربعة رجال، هم مروان، وأسعد، وأبو القيس، وأبو الخيزران، للتنقل إلى بلد آخر.
- تبدأ مغامرتهم في الصحراء القاحلة، حيث يواجهون مخاطر عديدة وعقبات عند الوصول إلى نقطة التفتيش على الحدود العراقية، مما يستدعي منهم طرقًا غير قانونية للعبور.
- عند وصولهم إلى نقطة التفتيش، يتعين عليهم الاختباء داخل خزان الشاحنة، حيث يتناوبون على الجلوس بجانب سائق الشاحنة بعد دخولهم الحدود العراقية.
الصراع بين الشخصيات
تجسدت التوترات بين الشخصيات في الرواية بشكل بارز، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
- شخصية مروان: الشاب الأصغر سنًا، الذي يحلم بمستقبل أفضل لكنه يلجأ إلى أحلامه للهروب من واقعه المرير.
- شخصية أسعد: يمثل القوة والجسارة، لكن تجربته تبيّن له صعوبة الثقة بالآخرين جراء تنقله المتواصل.
- شخصية أبو القيس: يمثل نوعًا من اللاجئ المشتت، الذي يعاني من الغربة والحنين إلى وطنه وتأثير الماضي عليه.
- شخصية أبو الخيزران: الوسيط الذي يعرض عليهم التهريب، لكن يتضح أنه يتحرك بدافع المنفعة المادية أكثر من أي شيء آخر.
الأحداث المحورية في الرواية
- تتناول الرواية قصة أربعة رجال يواجهون الاحتلال والنزوح، حيث يسعى كل منهم للهجرة لأسباب مختلفة، بينما يفكرون في التمكين من الوصول إلى الكويت.
- يتعاونون مع أبو الخيزران، سائق الشاحنة، الذي يسهل عليهم عملية التهريب لكنه يسعى أيضًا لتحقيق مصلحته الشخصية.
- تبدأ الرحلة المثيرة لأربعة رجال، في ظل ظروف متلاطمة، تحت ضغط الاحتلال وعوامل الفقر.
العقدة والحبكة
- تبدأ الأحداث تحت شمس حارقة وتسود حالة من التوتر والخوف من حدوث تفتيش مفاجئ.
- عندما يقتربون من نقطة التفتيش، يتعين عليهم الاختباء في الخزان لبضع دقائق حتى يجتازوا التفتيش.
- بمجرد انتهاء التفتيش، يبدأون بالتناوب على المقاعد المجاورة للسائق، مع تصاعد الأحداث.
الحل في الرواية
- تكررت المحاولات لاختباء الرجال داخل الخزان حتى يصلوا إلى الحدود، حيث يتمكن أبو الخيزران من التوقف عند النقطة الحدودية.
- لكن يحدث أن يُقابل أحد رجال الحدود، مما يسمح بوقوع الرجال الثلاثة في مأزق خطير، ويتسبب ذلك في اختناقهم داخل الخزان.
- بعد أن يأسوا من الخروج، يضطر أبو الخيزران لرميهم في مكب النفايات وأخذ أموالهم، مما يبرز الجانب المظلم من العلاقة بين الشخصيات.
- تنتهي الرواية بصيحة أبو الخيزران التي تتردد echoing عبر الصحراء، مؤشرةً على المأساة والفقد.