أبعاد الإعجاز العلمي في سورة النحل

الإعجاز العلمي في القرآن الكريم

يتضمن القرآن الكريم العديد من جوانب الإعجاز، والتي يعجز البشر عن محاكاتها. ومن أبرز هذه الجوانب هو الإعجاز العلمي الذي يكشف عن الحقائق الكونية والظواهر الطبيعية، التي لا يمكن فهمها إلا من خلال أدوات العلم. يعكس هذا الإعجاز التفكير العلمي في تفسير العديد من الظواهر الكونية وسلوكها.

أبعاد الإعجاز العلمي في سورة النحل

الإعجاز العلمي في تذليل الحيوانات لخدمة الإنسان

قال -تعالى-: (وَالأَنعامَ خَلَقَها لَكُم فيها دِفءٌ وَمَنافِعُ وَمِنها تَأكُلونَ* وَلَكُم فيها جَمالٌ حينَ تُريحونَ وَحينَ تَسرَحونَ* وَتَحمِلُ أَثقالَكُم إِلى بَلَدٍ لَم تَكونوا بالِغيهِ إِلّا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُم لَرَءوفٌ رَحيمٌ* وَالخَيلَ وَالبِغالَ وَالحَميرَ لِتَركَبوها وَزينَةً وَيَخلُقُ ما لا تَعلَمونَ).

يستشهد الإمام الغزالي بقوله: “اعلم -وفقنا الله وإياكم- أن الله قد خلق البهائم لتسهيل أمور العباد ولمنحهم النعم، وأعطاها حساً و بصيرة لتلبية احتياجات الإنسان. لو كانت هذه الحيوانات صماء وعمياء، لما استطاع الإنسان الاستفادة منها. وقد أظهر الله -عز وجل- حِكمة في تذليل هذه الكائنات للإنسان، حيث لا تعارض في ذلك عند حاجة الإنسان إليها”.

الإعجاز العلمي في تكوين الجبال

قال -تعالى-: (وَأَلقى فِي الأَرضِ رَواسِيَ أَن تَميدَ بِكُم وَأَنهارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُم تَهتَدونَ). تشير “الرواسي” إلى الجبال الثابتة، والتي خلقها الله -سبحانه وتعالى- لتُثبّت الأرض ولتمنع الحركة والاضطراب. وقد تطرق القرآن لهذا المعنى في آيات أخرى حيث قال: (وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا). وحديثاً، اكتشف العلماء أن الجبال تتجاوز طبقة الأرض الصخرية لتثبيتها.

الإعجاز العلمي في مسكن النحل

قال -تعالى-: (وَأَوحى رَبُّكَ إِلَى النَّحلِ أَنِ اتَّخِذي مِنَ الجِبالِ بُيوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمّا يَعرِشونَ). لقد ألهم الله -عز وجل- النحل كيفية بناء خلاياها الرائعة بأشكالها السداسية المتناغمة، في مواقع مثل كهوف الجبال وأحضان الأشجار، وكذلك في البيوت والكروم.

وتبرز حكمة الله -سبحانه وتعالى- في اختيار الشكل السداسي لبناء بيوت النحل، حيث يمكن لهذا الشكل أن يملأ الفراغات بشكل مثالي، وهذا ما لا يتوفر في أي شكل هندسي آخر.

الإعجاز العلمي في المنتج الذي تستخرجه النحل (العسل)

يتولى النحل جمع رحيق الأزهار المتعددة، وهو يحتاج إلى زيارة أكثر من مليون زهرة لإنتاج كمية من العسل. بعد ذلك، يسلك النحل المسار الذي قدّره الله له لجمع الرحيق، ثم يعود إلى خلاياها بطرق يسيرة وذلولة، مطيعة لكل ما قد سُهل لها.

يمتاز العسل بتنوع ألوانه، وهذا يعود لنوع الأزهار التي يمتص منها النحل، فهناك عسل أبيض وآخر أصفر، والعديد من الألوان الأخرى، كما أنه يحتوي على فوائد صحية مذهلة، حسب ما أكده العلماء حديثاً. قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عليكُم بالشِّفاءينِ: العَسلِ، والقرآنِ).

يتميز العسل بفوائد متعددة، حيث أشار العلماء إلى أنه يحتوي على سبعين مادة دوائية. وقد أجريت أبحاث مفصلة على تأثير العسل في مختلف أعضاء الجسم، وتبين أنه مفيد بشكل كبير للصحة العامة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *