تُعتبر الحضارة السومرية واحدة من أبرز الحضارات القديمة في العراق، وتحديداً في المنطقة الجنوبية من وادي الرافدين، الذي يمتد على ضفاف نهري دجلة والفرات، ولها خصائص مميزة.
مقدمة حول الحضارة السومرية
- قبل الخوض في تفاصيل الحضارة السومرية، يجب أن نفهم سبب تسميتها بهذا الاسم بالإضافة إلى التعرف على موقعها الجغرافي.
- إذ يحدها من الجنوب نهري دجلة والفرات، بينما تحدها من الغرب الصحراء الغربية والخليج العربي.
- كانت سومر تعتمد على مياه نهري دجلة والفرات، حيث كانت الأرض جافة في معظمها ومتكونة من الطمي.
- وقد أدى المناخ الحار والجاف إلى تحسين ظروف الزراعة بشكل ملحوظ.
- وذلك بفضل وجود النهرين.
- تتميز المنطقة الجنوبية من سومر بمناخ شديد الحرارة والجفاف، مما يجعل الزراعة فيه غير ممكنة.
- حتى بات من الضروري استخدام تقنيات الري المختلفة، حيث أصبحت زراعة قصب السكر شائعة.
- كما عُرفت سومر بتصدير الأسماك إلى الخليج العربي، وازدهرت فيها أنواع متعددة من الطيور والخنازير البرية.
- فضلاً عن أشجار النخيل الكثيفة والغنية.
سبب تسميتها بالسومريين
- استناداً إلى النصوص القديمة، عُرفت الأمم السومرية باسم ملوك سومر وأكد، ويعود ذلك إلى عصر ملك أور.
- كما أن كلمة “أكد” تفسر بأنها تشير إلى الأقوام السامية، في حين أن “سومر” أو “شومر” تعني “الأرض” أو “البلاد”، وقد ورد هذا في نصوص أيانتوم ولوجا زاجيري.
أصل السومريين
تتعدد الآراء حول أصل السومريين ومناطق قدومهم.
وسنستعرض هنا الآراء المختلفة بالتفصيل:
الرأي الأول
يفيد بأن السومريين قد جاءوا من آسيا الصغرى على شكل موجة للهجرة، وفقاً لرأي روتزني.
الرأي الثاني
يشير إلى أن السومريين قدموا من منطقة القوقاز أو بلاد ما وراء القزوين، ومن ثم زحفوا نحو غرب إيران خلال العصر العبيدي.
الرأي الثالث
يفيد بأن السومريين جاءوا عن طريق البحر في عصر العبيد إلى جنوب بلاد الرافدين، واستقروا في البحرين، التي كانت تُعرف قديماً بدلمون.
ومن ثم انتقلوا من شمال بلاد الرافدين إلى جنوبها.
الرأي الرابع
ينص على أصل السومريين من المرتفعات الشمالية والشمالية الشرقية لإيران وأرمينيا.
الرأي الخامس
يعتقد أن السومريين هاجروا من شمال الهند وأفغانستان، وصولاً إلى غرب إيران.
نظام الحكم في الحضارة السومرية
- كان نظام الحكم في العراق خلال تلك الفترة هو النظام الملكي، الذي قام على الجمع بين الملكية واللاهوت.
- مع مرور الوقت، تلاشت هذه الفكرة وعادت للظهور مرة أخرى في عهد النبي موسى عليه السلام.
- حيث يشار إلى أنها نزلت مجدداً من السماء.
- كانت كل مدينة سومرية لها نظام حكم خاص بها.
- ارتبط النظام الملكي العراقي بصلابة التنظيم السياسي السومري، والذي كان يتكون من جمعية عمومية.
- تتولى هذه الجمعية اختيار الملك وتحديد المسؤولين عن رئاسة المدينة.
- عندما تغلغل عدم الاستقرار السياسي في البلاد جراء الحروب والصراعات، نشأ انقلاب سياسي.
- في ضوء ذلك، أُعيد تفعيل دور الجمعية العمومية للمواطنين، والتي تحولت لتكون مجالس تشريعية وقضائية.
الجيش السومري
- تعكس النقوش، مثل لوحة الملك إيناتوم، تفاصيل الحكم والتنظيم السياسي، فضلاً عن استراتيجيات الحروب وأنواع الأسلحة المستخدمة.
- وتظهر مقبرة الملك أور عربات مزودة بعجلات صلبة جرى تطويرها لأغراض النقل، وأيضاً لأغراض القتال.
- لها استخدامات متعددة بخلاف الحروب.
- تكون الجيش السومري من وحدتين: الأولى تضم مشاة يتوزعون بين قسم يشارك في المعارك وآخر يقوم بملاحقة الأعداء، والثانية تتألف من العربات الحربية.
- استندت أسلحة الجيش إلى السهام والفؤوس والمطارق والرماح والخناجر الطويلة.
- تميزت ملابس الجنود بمواصفات خاصة، بما في ذلك الرداء الذي يغطي الجسم بالكامل، مع ارتداء خوذات معدنية لحماية الرأس والدروع لتأمينهم من هجمات الأعداء.
- لم يقتصر دور الجيش على الحروب، بل كان أيضاً للحفاظ على النظام داخل المدينة.
- لذا حظي الجيش بمكانة مرموقة بين الشعب السومري تقديراً لجهوده العظيمة.
المعابد في الحضارة السومرية
- كانت المعابد في سومر تُزين بالحلي والذهب والأحجار الكريمة، وتُشيد باستخدام الرخام والقرميد.
- تزينت الجدران بشكل منسق بألوان زاهية وزخارف هندسية أو رسومات تمثل الحيوانات والبحار.
- أخذت أشكالاً متعددة ومتنوعة.
- تتميز أراضي المعابد بمساحات شاسعة، مع عدم إمكانية بيعها أو رهنها.
- ساهمت المعابد بشكل فعّال في دفع الديات للأسرى الذين لم يتمكنوا من دفعها، بمساعدة السكان، خاصة بعد الكوارث.
- كما استغلت المعابد لتلبية احتياجات المقيمين بها.
طبيعة اللغة السومرية
- تُعد اللغة السومرية أحد أصول الحضارة السومرية، وهي لغة لاصقة تحتوي على مقاطع رمزية.
- كما أنها لغة غير اشتقاقية، مما يعني أنها لا تعتمد على دمج لغتين أو أكثر لتكوين كلمات جديدة.
- بدأ السومريون استخدام الرموز والصور للتعبير عن ما يدور حولهم، حيث استخدموا الطين اللزج لكتابة رموزهم، مما أنتج ما يُعرف بخط المسمار.
- حيث تم نقش الحروف على الألواح الطينية بأشكال عمودية.
- اللغة السومرية لم تتصل بأي أسرة لغوية كبرى، مثل اللغات السامية أو السامية الأمريكية.
- وتتم الكتابة باللغة السومرية باستخدام قلم موشوري على الألواح الطينية، بترتيب يمتد من الجانبين الأيسر والأيمن.
خاتمة حول الحضارة السومرية
- تمثل الحضارة السومرية واحدة من أعظم الحضارات التي شهدها العالم منذ حوالي ثلاثة آلاف قبل الميلاد، حيث قامت بإبداع وإنتاج غزير في العديد من المجالات.
- تشمل تلك المجالات العلوم الإنسانية والطبيعية، بالإضافة إلى الأنظمة الثقافية والسياسية والزراعية والتجارية.
- مما يجعلها واحدة من أعظم حضارات الشرق الأدنى القديم.