إميل سيوران: حياة وأفكار الفيلسوف والكاتب الروماني

إميل سيوران: الفيلسوف الروماني وكاتب التشاؤم

يُعد إميل سيوران فيلسوفًا وكاتبًا رومانياً بارزاً، حيث كتب العديد من الأعمال التي تتناول مواضيع التشاؤم الفلسفي. تميزت مؤلفاته بالعمق والتركيز على قضايا كانت قد تُعتبر حساسة للنقاش العام، حيث ناقش مواضيع اجتماعية حرجة وعالج القضايا الأخلاقية والدينية فضلًا عن تأملاته في الفن الموسيقي. لقد أثار النقد الأدبي اهتماماً واسعاً بأعماله، حيث وُصفت بأنها تعبر عن التشاؤم الفلسفي. كتب سيوران باللغتين الفرنسية والرومانية ولديه مجموعة من الكتابات المهمة التي تتناول مواضيع كالعزلة، الملل، العبث، وتلاشي الحضارة، مما جعله واحدًا من أبرز الفلاسفة العدميين في القرن العشرين.

المولد والنشأة

وُلِد إميل ميهاي سيوران في الثامن من أبريل عام 1911 في بلدة ريسينار، التي كانت تابعة آنذاك للإمبراطورية النمساوية المجرية. نشأ في عائلة مسيحية أرثوذكسية، حيث كان والده، إميليان سيوران، قسيسًا، ووالدته إلفيرا كومانيسيو ربة منزل. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة جورج لازير الثانوية، حيث درس العلوم الإنسانية قبل أن يلتحق بجامعة بوخارست لدراسة الأدب والفلسفة. حصل على درجة البكالوريوس في الفلسفة عام 1932. ومن عام 1933 حتى نهاية 1935، واصل دراسته في الفلسفة في برلين من خلال منحة دراسية من مؤسسة هومبولت.

بداية مشواره الفكري والأدبي

أصدر سيوران كتابه الأول عام 1933 بعنوان “على مرتفعات اليأس” باللغة الرومانية، والذي حصل من خلاله على جائزة الأكاديمية الملكية للكتاب الشباب، وهي أول جائزة أدبية في مسيرته. تبعه بإصدار ثلاثة كتب نقدية إضافية بين عامي 1935 و1937، وهي “كتاب الأوهام”، “تجلي رومانيا”، و”دموع وقديسون”.

مؤلفاته وإبداعاته الأدبية

توجه سيوران إلى باريس عام 1937 بمنحة من المعهد الفرنسي في بوخارست، ثم انتقل للإقامة هناك بعد عام 1940. بدأ الكتابة باللغة الفرنسية في عام 1949، حيث نشر أول مؤلف له باللغة الفرنسية بعنوان “تاريخ قليل من الانحلال”. كما ألّف كتابه “الدليل العاطفي” في رومانيا وتم نشره عام 1945، وقد استغرق الأمر خمس سنوات لإتمامه. يُدخل الكتاب القارئ في أعماق التشاؤم والسخرية، وهو البداية لسلسلة من عشرة كتب تتناول مخاوفه واهتماماته الأساسية. وحصل الكتاب على جائزة ريفارول عام 1950.

استمر سيوران في طرح أفكاره من خلال مؤلفاته؛ فنشر “دموع وقديسين” في عام 1937، و”إغراء الوجود” عام 1956، و”التاريخ واليوتوبيا” عام 1960، و”السقوط في الزمن” عام 1964، و”مشكلة الولادة” عام 1973. وخلال الفترة من 1986 إلى 1987، كتب “الحروب والإعجاب”، وألف “الدليل العاطفي” مرة أخرى عام 1991.

وفاة إميل سيوران

قضى إميل سيوران معظم حياته في الحي اللاتيني بباريس، بعيدًا عن الأنظار العامة، حيث فضل العزلة عن العالم ما عدا بعض الأصدقاء المقربين له. عانى من مرض الزهايمر حتى وفاته في العشرين من يونيو عام 1995 في باريس، ودفن في مقبرة مونبارناس. بعد وفاته، كُتبت العديد من المسرحيات المستوحاة من شخصيته وأعماله، وحظي بإشادة كبيرة من الأكاديميات الرومانية باعتباره واحدًا من أبرز الفلاسفة والكتاب النقديين في رومانيا. تكريماً له، تم منحه درجة A إلى الأكاديمية الرومانية بعد رحيله.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *