إدارة المعرفة تعد عملية حيوية تهدف إلى تنظيم المهارات والمعرفة التي يمتلكها الأفراد، وهي ترتبط بشكل وثيق بعمليات اتخاذ القرار. تختلف عناصر وأهداف إدارة المعرفة من مؤسسة إلى أخرى استنادًا إلى طبيعة المؤسسة وطبيعة العمل فيها.
مقدمة حول عناصر إدارة المعرفة
- تعرف إدارة المعرفة بأنها إدارة التقنيات والموارد البشرية داخل شركة أو مؤسسة بهدف نشر المعرفة واستغلالها بشكل أمثل.
- تركز على إدارة المهارات المعرفية للأفراد، ولا تقتصر فقط على البيانات أو المعلومات الموثقة في مستندات المؤسسة.
- يمكن تعريفها بأنها العمليات التي تساعد المؤسسات على استخراج المعرفة المتواجدة في عقول الأفراد والحواسيب.
- تهدف إلى الاستفادة من هذه المعرفة لتحسين اتخاذ القرارات من خلال جهود منظمة ومركزة داخل المؤسسة.
- وفقًا للأمم المتحدة، تمثل إدارة المعرفة عملية منهجية تتضمن مجموعة من الممارسات المستخدمة من قبل المنظمات لتحديد وتسجيل وتخزين وتوزيع المعرفة واستخدامها في التوعية والتعليم عبر مختلف أقسام المؤسسة.
- كما تُعرَّف إدارة المعرفة من قبل سكايوم بأنها إدارة منهجية للمعرفة وجميع العمليات المرتبطة بها، وتتطلب تحويل المعرفة الفردية إلى معرفة مشتركة تُستخدم عبر كافة أقسام المنظمة.
أنواع المعرفة
- المعرفة الضمنية: وهي المعرفة المرتبطة بتمثيلات عقلية تتجذر في الأفراد، ولا يمكن استخلاصها بسهولة، حيث تتضمن المهارات الفطرية والخبرات، مما يجعل من الصعب نقلها وتحويلها.
- المعرفة الظاهرة: وهي المعرفة التي تكون موثقة ويمكن نقلها بسهولة، مثل المعلومات الموجودة في الكتب المدرسية والمراجع العلمية، بالإضافة إلى الوثائق والفيديوهات.
مكونات إدارة المعرفة
- الأشخاص: تركز إدارة المعرفة على تكوين علاقات فعالة لبناء مجتمع متعلم قادر على تبادل المعرفة بطرق رسمية وغير رسمية.
- التكنولوجيا: تلعب دورًا أساسيًا في تمكين إدارة المعرفة من خلال توفير أدوات تسهل تخزين ونقل المعرفة.
- العمليات: تهتم بالمواءمة بين الثقافة التنظيمية التي تشمل الهيكل الإداري والعملي، وبين العمليات الخاصة بالإنتاج.
- تشجع على التعلم التنظيمي وتبادل المعرفة الفعال.
أهداف إدارة المعرفة
- تحسين جودة القرارات الإدارية من خلال توفير معلومات موثوقة، مما يعزز من جودة القرارات المتخذة.
- زيادة الكفاءة، مما يمكن مقدمي الخدمات من تحقيق رضا العملاء وتقليل تكاليف الإنتاج.
- ضمان فهم واضح للموظفين لقيمة الخدمات التي يقدمونها، وكيفية الاستفادة منها.
- توفير المعلومات بشكل يتناسب مع الحاجة، والحفاظ عليها كأداة استراتيجية.
- تطوير الأوضاع الاستراتيجية للمؤسسة من خلال تحسين المعرفة الاستثنائية وزيادة ميزتها التنافسية.
- زيادة الفعالية: من خلال تحسين قدرة المنظمة على تحقيق الأهداف وحل المشكلات بجودة عالية.
علاقة إدارة المعرفة بعملية اتخاذ القرار
- ترتبط إدارة المعرفة ارتباطًا وثيقًا بعمليات اتخاذ القرار في مختلف المؤسسات.
- يعود تاريخ هذه العلاقة إلى عام 1991، ما أدى إلى دمجها في البرامج الأكاديمية لدراسة إدارة الأعمال وغيرها من التخصصات ذات الصلة.
- توسعت هذه العلاقة لتشمل مجالات متنوعة مثل علم الحاسوب، الصحة العامة، ووسائل الإعلام بأشكالها المختلفة.
عناصر إدارة المعرفة
- التعاون: قدرة الأفراد على العمل ضمن فريق وتقديم الدعم للآخرين، مما يعزز روح التعاون ويؤثر إيجابيًا على خلق المعرفة.
- الثقة: الإيمان بقدرات الآخرين، حيث ينبغي أن تكون الثقة متبادلة مما يسهل تبادل المعرفة بين الأفراد.
- التعلم: ضروري للاستمرارية واكتساب المعرفة، إذ يسهم الأفراد المؤهلون في تبادل المعرفة مع صانعي القرار.
- المركزية: تجميع السلطات المتعلقة باتخاذ القرار تحت سلطة الهيئة العليا للمؤسسة، رغم أن خلق المعرفة لا يتطلب necesariamente وجود لامركزية.
- الرسمية: تحدد كيفية تأثير القواعد والإجراءات الرسمية على طبيعة العمل داخل المؤسسة.
- الخبرة: تحتاج المنظمات إلى تسخير خبرات متنوعة لتعزيز المعرفة داخليًا.
- تكنولوجيا المعلومات: دعم المعرفة باستخدام الأدوات التكنولوجية الفعّالة.
- الإبداع التنظيمي: يعتمد على الابتكارات الفردية وأهمية إشراك الأفكار التي تضيف قيمة للمؤسسة.
أهمية إدارة المعرفة في المؤسسات
- تحسين اتخاذ القرارات من خلال الوضوح والدقة التي توفرها البيانات المستخدمة في دعم القرارات.
- زيادة سرعة وجودة اتخاذ القرارات للموظفين، مما يتطلب وصولًا سهلًا إلى المعلومات.
- تساعد نظم إدارة المعرفة على تعزيز عملية اتخاذ القرارات بشكل أكثر فعالية.
- توفير بيئة تعلم داخل المؤسسات تشجع على الثقافة المعرفية.
- تعزز قيمة المعرفة في الاقتصاد الرقمي والمعرفي.
- تساهم في إنشاء مجتمعات تعليمية فعّالة تدعم ثقافة التعلم والإنتاج المعرفي.
- تعزيز الابتكار والتغيير الثقافي من خلال دعم حرية الفكر وتبادل الأفكار الجديدة.
- مواجهة التحديات الناتجة عن كثرة المعلومات والبيانات في مختلف المجالات.
- تساعد على وضوح هوية رأس المال الفكري للمؤسسة.
- تساهم في تطوير مراكز الكفاءة الإدارية.
معوقات إدارة المعرفة
إن معظم المعوقات التي تحول دون تحول المؤسسة إلى منظمة معرفية تتعلق بالعوامل الثقافية والشخصية للعاملين، ومنها:
- عدم توافر كادر مؤهل لتنفيذ مهام إدارة المعرفة.
- ثقافة المؤسسة التي لا تشجع على المشاركات في إدارة المعرفة.
- نقص الوعي بفائدة إدارة المعرفة.
- الخوف من توسيع المعرفة وتجربتها خارج النطاق الأفراد.
- سيطرة المركزية التي تعيق تطوير المعرفة بين الأقسام.
- عدم إدراك قيمة التعاون والإشراك.
- صعوبة شعور الموظفين بقيمتهم، مما يدفعهم للاحتفاظ بالمعرفة بدلًا من مشاركتها.
- غياب معايير قياس الأداء الفعّالة.
- نقص التدريب المناسب داخل المؤسسات.
- غياب رؤية واضحة وأهداف محددة للمؤسسة.
- عدم وجود القيادة الداعمة لصياغة إدارة المعرفة.
- غياب البنية التحتية المناسبة لتحفيز الابتكار.
- فقدان الواقعية في تعزيز نظم إدارة المعرفة.
- التركيز على الفرص التسويقية مقابل خلق فرص للمعرفة.
- الاهتمام بالتكنولوجيا على حساب التواصل البشري الفعال.
عمليات إدارة المعرفة وأبعادها
- تحديد المعرفة: تعتبر من العمليات الأساسية لاختيار البيانات المتاحة.
- الاكتساب المعرفي: يشمل جمع المعلومات وتوثيقها لتحقيق الأهداف.
- المشاركة في المعرفة: تضم تبادل المعلومات عبر قنوات متعددة مثل البريد الإلكتروني والشبكات الداخلية.
- تخزين المعرفة: يهدف إلى حماية المعرفة وتوثيقها بشكل يضمن بقائها وزيادة الوصول إليها.
خاتمة حول عناصر إدارة المعرفة
من خلاصة هذه الدراسة حول عناصر إدارة المعرفة، نجد أن هذا المفهوم ليس حديثًا أو جديدًا، بل هو عنصر أساسي للغاية في العمل المؤسسي. على الرغم من وجوده منذ فترة طويلة، إلا أن الوعي بأهميته وإمكانياته كان محدودًا في العديد من المؤسسات. وبالتالي، فإن التعرف على إدارة المعرفة وأهميتها يعد خطوة نحو بناء منظمات متقدمة ومتميزة تسعى لتحقيق رضا موظفيها وتحقيق الأداء العالي.