أهمية دراسة علم النفس وفوائدها في فهم السلوك البشري

علم النفس

منذ العصور القديمة، سعى الإنسان لفهم وتفسير سلوكياته؛ حيث اهتم الفلاسفة القدماء بدراسة النفس البشرية وأقاموا العديد من النظريات الفلسفية لتفسير السلوك. وقد تم تقسيم الوجود الإنساني إلى جسم مادي وروح غير مادية، إلى جانب العديد من الآراء التي تم رفضها من قبل علم النفس الحديث.

لقد مر علم النفس بمراحل تطورية عديدة حتى اكتسب شكله الحالي. حيث انفصل تماماً عن العلوم الفلسفية في عام 1879 على يد العالم الألماني فيلهلم فونت، الذي يُعتبر الأب الروحي لعلم النفس، حيث أنشأ أول مختبر نفسي علمي. كما ساهم فونت في وضع المبادئ الأساسية لدراسة السلوك الإنساني. ومن ثم، تنوعت الدراسات والانتماءات التي اعتمدها علماء النفس الحديثون، مما أدى إلى تفرع هذه الدراسات والمدارس النفسية باختلاف آراء علمائها ووجهات نظرهم.

تعريف علم النفس

يمكن تعريف علم النفس بأنه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك الإنساني بمفهومه الشامل في جميع مواقف الحياة، بما في ذلك العمليات العقلية والانفعالية والشعورية. يشمل السلوك جميع أشكال النشاطات التي يمارسها الفرد عند تفاعله مع البيئة من خلال التعديلات التي يقوم بها لجعل هذه البيئة أكثر توافقاً. بالإضافة إلى النشاطات الذاتية التي يمارسها الفرد ليكون أكثر تكيفاً، وبالتالي تحقيق أكبر قدر ممكن من التوافق النفسي والاجتماعي. ويظهر السلوك في شكلين: سلوك خارجي تفاعلي يمكن إدراكه وملاحظته من قبل الآخرين، وسلوك داخلي غير مادي لا يستشعره إلا صاحبه.

أهمية دراسة علم النفس

يُركز علم النفس في أساس دراساته على معالجة فهم السلوك الإنساني ومحاولة إحداث التغيير المطلوب فيه. أي أنه يهدف إلى دراسة الظواهر المختلفة وفهمها وكشف الأسباب التي تقف خلفها. تنبع أهمية علم النفس من جانبين:

  • الجانب النظري: يبحث علم النفس في الجوانب النظرية الظواهر النفسية والأنماط السلوكية التي تعكس الاستجابات السلوكية الخارجية للأفراد، بهدف التوصل إلى المبادئ والقوانين العامة التي تتحكم في ظهور الظواهر النفسية وكيفية تحققها.
  • الجانب التطبيقي: يُطبق علم النفس المبادئ النظرية من خلال الدراسات التطبيقية في توجيه وتغيير السلوكيات الإنسانية نحو الأفضل. كما يُعنى بتصميم المعايير والمقاييس للمساعدة في تمييز السلوكيات الطبيعية عن الشاذة، مما يمكن من تقييم السلوك كونه سويًا أو غير سوي من خلال هذه المعايير. تنقسم فروع علم النفس إلى الأقسام التالية:
    • علم النفس العام: يعتبر المدخل الأساسي لجميع العلوم النفسية، حيث يضع الأسس النفسية العامة لدراسة سلوك الإنسان في مواضيع مثل الدوافع والإدراك والشخصية.
    • علم النفس الفسيولوجي: يهتم هذا العلم بدراسة الأسس الفسيولوجية للسلوك الإنساني، مثل دراسة الجهاز العصبي وآلية عمله، مما يساعد على فهم كيفية حدوث عمليات الإحساس والشعور.
    • علم نفس النمو: يركز هذا العلم على دراسة مراحل نمو الطفل المختلفة، مما يساعد الأهل والمعلمين على فهم خصائص كل مرحلة وعلاقة ذلك بشخصية الطفل وسلوكياته.
    • علم النفس الشواذ: يُعنى بدراسة الأسباب والدوافع لسلوكيات الشذوذ، ويسعى لفهم الأبعاد النفسية وراء هذه السلوكيات للوصول إلى أساليب علاجية فعالة.
    • علم النفس الاجتماعي: يدرس سلوك الأفراد وعلاقاتهم مع المجتمع والجماعات، فضلاً عن تأثير التنشئة الاجتماعية والشعور العام على تشكيل اتجاهات الأفراد.
    • علم النفس التربوي: يهتم بدراسة خصائص النمو لدى الطلاب، مما يمكّن المعلمين من تطوير المناهج وخطط التعليم بحسب مراحل نمو الأطفال.
    • علم النفس الجنائي: يركز على دراسة الدوافع وراء الجرائم واقتراح طرق علمية لإصدار العقوبات المناسبة.
    • علم النفس الصناعي: يُعنى بدراسة تطبيقات علم النفس في المجال الصناعي، حيث يساهم في زيادة الإنتاجية من خلال تحسين اختيار وتوظيف العمال.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *