أبحاث موسعة حول أسماء بنت أبي بكر بالتفصيل تؤكد أنها من الصحابيات النبيلة اللاتي عاصرن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. تتمتع بأهمية خاصة، فهي أخت زوج رسول الله وبنت أبي بكر الصديق، وقد عاشت حياة مليئة بالتضحيات والعلم.
مقدمة حول أسماء بنت أبي بكر
تعتبر أسماء بنت أبي بكر أحد أبرز الصحابيات اللاتي أسلمن بصدق وأظهرن إيمانهن القوي. كانت زوجة الصحابي الزبير بن العوام، وقد روت العديد من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن بعض الآيات من القرآن الكريم نزلت بفضلها. تمتاز أسماء بأنها امرأة مسلمة فاضلة، وأم صابرة، وعالمة محترمة.
من هي أسماء بنت أبي بكر؟
أسماء بنت عبد الله بن أبي قحافة، المعروف بأبي بكر الصديق، هي ابنة قُتيلة بنت عبد العزّى العامريّة. تزوجت من الزبير بن العوام، وتعتبر الأخت الكبرى للسيدة عائشة، زوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث تزيد عنها بعشر سنوات.
سبب لقب ذات النطاقين
- لقبت السيدة أسماء بذات النطاقين أثناء هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قامت بإحضار الطعام والماء له ولأبي بكر.
- وعندما حاولت وضع الطعام فوق الناقة، لم يكن لديها شيء تربط به، فتقوّمت بنزع نطاقها الذي كانت تشد به وسطها، وقامت بتقسيمه إلى جزئين وربطت كل جزء بالطعام والماء.
- وعندما رآها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قال لها: “أبدلك الله بنطاقين في الجنة”، ومن هنا اشتهرت بلقب ذات النطاقين.
حياة السيدة أسماء الزوجية
- تزوجت أسماء من الصحابي الجليل الزبير بن العوام، وعندما نضجت، سعى أبو بكر للزواج لها، وتبين له إعجابها بشجاعته.
- توجه أبو بكر للحديث مع الزبير حول الزواج، وفي ذات اليوم زار الزبير وأهله أبا بكر لخطبته.
- بعد الزواج، قدمت السيدة أسماء تجربتها عن غيرة الزبير عليها، التي كانت تشعر في بعض الأحيان بالإزعاج بسببها.
الهجرة إلى يثرب
- عندما أخبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى يثرب، كانت السيدة أسماء حامل بطفلها الأول ووضعت مولودها بعد وصولهم، لتكون أول امرأة تلد بعد الهجرة.
- فرح الرسول والصحابة بذلك، إذ كانت هناك إشاعات بأن المسلمين سحرتهم اليهود وبالتالي لن يُرزقوا بمواليد.
- أحضرت السيدة أسماء ابنها عبد الله إلى النبي، حيث وضعته في حجره وأخذ تمرة ومدها إليه، فقالت: “وكان أول شيء دخل جوفه ريف النبي”.
مواقف السيدة أسماء مع النبي
- تعد أسماء بنت أبي بكر من رواة الأحاديث النبوية، وقد روت أكثر من 58 حديثًا. وكانت تُسأل النبي في الأمور التي تمر بها.
- استفسرت أسماء عن الصدقة، مشيرة إلى أنها لا تملك سوى ما يأتي به زوجها، فقال النبي: “لا توكي فيوكى عليك”.
- أنزل الله آيات تتعلق بموقفها مع والدتها التي لم تكن مؤمنة، حين رفضت قبول هداياها حتى تستأذن رسول الله، فجاءت الآيات: “لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين”.
الصفات الفريدة للسيدة أسماء
كانت السيدة أسماء رضي الله عنها نموذجًا يحتذى به في اتباع السنة والكتاب، وقد عُرفت بعدد من الصفات المميزة:
الزوجة الصابرة
تُعَدّ أسماء بنت أبي بكر زوجة صابرة، وقد تقبلت ما قسمه الله لها، حيث كانت تواجه صعوبات الحياة مع زوجها الزبير بن العوام، الذي كان فقيرًا ولا يمتلك سوى جواده، ولذلك كانت تعمل بجد داخل المنزل.
الأديبة العالمة
تميزت أسماء ببلاغتها وحكمتها وكتبت الشعر. كانت لها آراء حكيمة تسهم في تقديم المشورة الدينية والدنيوية.
الأم المثالية
- تعتبر أسماء أمًا مثالية، حيث غرست في أبنائها مبادئ الصبر والثبات والتفاخر بالدين.
- عند استشارة ابنها عبد الله حول المواقف الصعبة التي واجهها، أجبته بقولها: “إن كنت على الحق، فامض عليه”.
- وعندما أعرب عن خوفه من عواقب المواجهة، أكدت له: “لا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها”.
المرأة الكريمة
السيدة أسماء كانت معروفة بالكرم، حيث كانت تتصدق وتجود بالأموال لمساعدة الآخرين، وقد شهد زوجها الزبير أنها الأقرب للكرم.
الورعة التقية
- كانت أسماء ملتزمة بدينها، وواصلت عبادتها حتى بلغت من العمر مئة عام.
- عندما أحضر لها ثيابًا ورفضت بسبب شفافيتها، أظهرت حرصها على الالتزام بتعاليم دينها.
وفاة السيدة أسماء
توفيت السيدة أسماء بنت أبي بكر في عام 73 هجرية، متجاوزة الـ100 عام، ولم تفقد عقلها أو أي من حواسها، مما يدل على حكمة وتعقلها، وكانت آخر من توفى من المهاجرين.
خاتمة حول أسماء بنت أبي بكر
تظهر تفاصيل حياة السيدة أسماء بنت أبي بكر نموذجًا رائعًا للمرأة المسلمة التي يسعى الجميع للاقتداء بها في البر والتقوى والعمل الصالح. فهي مثالٌ يُحتذى به في فعل الخيرات واتباع السنة النبوية.