تاريخ تأسيس الدولة العثمانية ومكان انطلاقها

تأسيس الدولة العثمانية

تأسست الدولة العثمانية كإمارة صغيرة في منطقة الأناضول بآسيا الصغرى على يد “عثمان بن أرطغرل”، الذي كان قائدًا لقبيلة تركية من قبائل الأوغوز. انتقلت قبيلته إلى تلك المنطقة خلال فترة هجوم المغول على تركستان الغربية، وكانت تأتي مُبعاوثة من السلطان السلجوقي بهدف تنظيم شؤون الغزاة عند تخوم الأراضي البيزنطية.

نطاق انتشار الدولة العثمانية

توسعت الدولة العثمانية عندما بلغت أوج عظمتها لتشمل ثلاث قارات: أوروبا وآسيا وإفريقيا، حيث امتد حكمها من فارس شرقاً إلى مراكش غربًا. كما نجحت قواتهم في الوصول إلى أسوار فيينا في أوروبا.

استطاعت الدولة السيطرة على البحر الأبيض المتوسط، الذي تحول إلى بحيرة عثمانية بفضل أسطولهم الضخم، الذي كان يتفوق على كافة الأساطيل الأوروبية حتى لو اتحدت جميع قواها البحرية لمواجهته.

كما استلمت الدولة العثمانية مفاتيح الكعبة المشرفة، واحتلت موقع الحكم في الأماكن المقدسة بمكة المكرمة والمدينة المنورة بعد انتصار السلطان سليم الأول على المماليك في مصر والشام. وقد تنازل آخر الخلفاء العباسيين عن الخلافة له، فتلقَّب بلقب “خليفة المسلمين” و”خادم الحرمين الشريفين”، مما جعلها تتزعم القيادة الجغرافية والدينية للعالم الإسلامي السني.

دخلت اليمن تحت السيطرة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني في عام 1538 ميلادية، حيث كانت مهمته حماية البحر الأحمر من التهديد البرتغالي الذي كان يهدف إلى احتلال السواحل الإسلامية والوصول إلى المعالم المقدسة في فلسطين.

تاريخ تأسيس الدولة العثمانية

تأسست الدولة العثمانية بعد انتهاء حكم السلجوقيين نتيجة الهجمات المغولية ووفاة آخر سلاطينهم، مسعود الثاني، حوالي عام 1308 ميلادية. وقد كان عثمان الأول، وهو أحد أبرز الأمراء تحت حكم سلاجقة الروم، يمتلك تاريخاً عريقاً في هذا السياق، حيث ورثت السلالة العثمانية اسمه رغم أنه لم يتلقَّ لقب السلطنة أو الخانات خلال حياته، وذُكِرَت هذه الألقاب بعد وفاته.

تولى عثمان بن أرطغرل إمارة قبيلته في عام 1281 ميلادية، وامتازت حياته بالطابع العسكري، حيث حقق العديد من الانتصارات وفتح شتى القلاع وفق ما سار عليه والده الغازي أرطغرل. وقدّم الكثير من الشهداء من بين أصحابه وعائلته خلال تلك الفتوحات، مما ترك إرثًا كبيرًا لولده السلطان أورخان في منطقة واسعة نسبياً.

استمر الحكم العثماني حتى عام 1922 ميلادية، عندما أسس مصطفى كمال أتاتورك الدولة التركية العلمانية الحالية، وهذا ما يعني أن حكم الدولة العثمانية استمر حوالي 600 عام، حيث قدمت خلالها خدمات جليلة للأمة الإسلامية وحمت أراضي المسلمين من الغزاة، وبهذا تكون قد مثلت مرحلة هامة في تاريخ الخلافة الإسلامية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *