مدينة بهلاء
تقع مدينة بهلاء في سلطنة عمان، وتعتبر إحدى المحافظات الداخلية المهمة. تُمثل بهلاء واحة تاريخية تُعرف منذ العصور القديمة بهذا الاسم، وتتميز بموقعها الجغرافي الممتد من القسم الجنوبي للجبال الغربية، وصولاً إلى أزكي، بينما يحيط بها وادي بهلاء من الجهة الغربية. تحيط بالواحة المرتفعات الجبلية من جميع الجهات مما يضفي عليها جاذبية خاصة.
أهمية موقع بهلاء
تتميز بهلاء بتنوع شعابها التي تتجمع جميعها في الوادي، مما يجعل موقعها نقطة الارتباط الرئيسية بين العديد من المناطق المحيطة بها. وتعتبر قريبة من موقع عبري، الذي يُعد من المواقع التاريخية التي تعود إلى الحضارات القديمة. فضلاً عن ذلك، تُوجد مواقع أثرية هامة في مدينة بسيا على ضفاف وادي بهلاء، حيث كشفت أعمال الحفريات عن منشآت دائرية بُنيت لأغراض دفاعية، تعود إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، بالإضافة إلى منشآت دفاعية أخرى تعود إلى الألفية الأولى قبل الميلاد.
الآثار والمعالم
توجد بقايا أثرية مشهورة بالقرب من مدينة بسيا تُعرف باسم (سلوت)، ويعتبر هذا الموقع من أكثر المواقع التي تحظى بشهرة في السلطنة. حيث تم العثور فيه على بقايا حصن يقع في أعلى تل، والذي يدل على أنه كان مأهولاً لعدة قرون ممتدة من الألفية الأولى قبل الميلاد حتى القرن الثامن عشر الميلادي، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة.
تمتاز بهلاء بوفرة أشجار النخيل التي تُغطي مساحات واسعة، مما يجعلها بيئة مثلى للحياة. وقد استطاع أبناء المنطقة ممارسة أنشطتهم الحياتية في هذه البيئة الجميلة. وتنعكس الحياة الاجتماعية في هذه الواحة من خلال وجود أكثر من ثماني عشرة حارة محاطة بسور دفاعي قديم، حيث يتميز كل حارة بمدخل خاص. ومع التقدم العمراني، تأثرت معظم هذه الحارات بتغييرات كبيرة. يمتد السور الدفاعي لحوالي سبعة أميال ويحتوي على عدة غرف وأبراج، بالإضافة إلى الجامع المعروف بجامع القلعة، وكذلك سوق بهلاء الذي يقع في الجهة الغربية للقلعة.
مدرسة محمد بن بركة
لم تغفل مدينة بهلاء عن تعزيز التعليم، حيث خرّجت العديد من العلماء الذين أثروا الساحة الثقافية والفكرية في السلطنة. ومن أبرز مؤسساتها التعليمية هي مدرسة (محمد بن بركة)، التي استقطبت طلاباً من مختلف البلدان العربية، لاسيما من دول شمال أفريقيا مثل تونس وليبيا والجزائر. وقد تخرج منها علماء متخصصون في مجالات متعددة، وبالأخص في علوم القرآن الكريم، مما جعل هذه المنطقة منارة للعلم يُشار إليها بفخر.