تعتبر آلية الأمراض التي يسببها فيروس التهاب الكبد الوبائي من الموضوعات الهامة، حيث يُعرف التهاب الكبد الوبائي بأنه حالة طبية تؤثر بشكل كبير على كبد الإنسان. يُعد الكبد أحد الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، حيث يؤدي العديد من الوظائف الضرورية، مثل تنقية الدم من السموم والمركبات الضارة، وإنتاج البروتينات والمواد الضرورية للجسم، بالإضافة إلى تخزين السكريات والدهون والفيتامينات لاستخدامها عند الحاجة.
يتعرض الكبد للإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك التهاب الكبد الوبائي، الذي يُعتبر من أكثر الحالات إنتشارًا على مستوى العالم. يتميز هذا المرض بوجود استجابة التهابية من جهاز المناعة تؤدي إلى تلف خلايا الكبد. يُصنف التهاب الكبد إلى نوعين رئيسيين، وهما التهاب الكبد الحاد والمزمن، حيث يُعتبر التهاب الكبد حادًا عندما يستمر لفترة تقل عن ستة أشهر.
آلية الأمراض لفيروس الكبد الوبائي
- تتشابه الآليات التي تؤدي إلى الإصابة بالفيروسات المسببة لالتهاب الكبد، مع وجود بعض الاختلافات البسيطة.
- تعتمد شدة التهاب الكبد على مدى الإصابة بالعدوى ونوع البروتينات التي يفرزها الفيروس.
- الآلية العامة التي تؤدي إلى تلف الكبد لا تعود مباشرة لتأثير الفيروس على خلايا الكبد، بل تتعلق باستجابة الجهاز المناعي للفيروس والبروتينات الناتجة عنه داخل الخلايا.
أنواع التهاب الكبد الوبائي
يوجد أنواع متعددة من التهاب الكبد الوبائي، تختلف في الصفات وشدة الالتهاب، ومنها ما يلي:
التهاب الكبد الوبائي أ
تظهر الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي أ الناجم عن فيروس A بعدد من الأعراض التي تشمل:
- اليرقان.
- الغثيان.
- التعب.
- الإجهاد.
- الإعياء.
تتراوح فترة حضانة فيروس A بين 51 إلى 54 يومًا، وغالبًا ما لا تظهر الأعراض على الأطفال. يعتبر التهاب الكبد الوبائي أ حادًا حيث تكون شدة الأعراض أكبر لدى البالغين، بينما يكون معدل الوفيات أعلى مقارنة بالأطفال، حيث تُسجل حوالي 4000 حالة إصابة جديدة سنويًا. من المهم ملاحظة أن هناك طرقًا لنقل العدوى بهذا الفيروس.
أسباب التهاب الكبد الوبائي أ
- يحدث التهاب الكبد الوبائي أ عندما يتواصل براز الشخص المصاب مع شخص سليم، مثل عدم غسل اليدين بعد استخدام الحمام قبل إعداد الطعام.
- قد تستمر الإصابة بهذا الالتهاب لمدة أسابيع أو شهور، عادة ما يشفى المصاب دون آثار دائمة.
التهاب الكبد الوبائي ب
- ينجم التهاب الكبد الوبائي ب عن انتقال سوائل الجسم من شخص مصاب إلى شخص سليم، مثل الدم والسائل المنوي.
- يصل عدد الأشخاص المصابين عالميًا إلى حوالي 8000 شخص، مع تسجيل نحو 12000 إصابة جديدة سنويًا، حيث أن كثيرين لا يعلمون بإصابتهم، حيث تعد النسبة شخصين من كل ثلاثة مصابين.
أسباب التهاب الكبد الوبائي ب
تشمل أسباب انتشار التهاب الكبد الوبائي ب ما يلي:
- العلاقة الجنسية مع شخص مصاب بالفيروس.
- استخدام إبر تم استخدامها من قبل شخص مصاب.
- شيوع حالات الإصابة بين مستخدمي المخدرات.
- إصابات في أماكن العمل كالعاملين في المعامل الصحية، بسبب تعرضهم للإبر الملوثة.
- انتقال الفيروس عبر عمليات نقل الدم أو الولادة.
- مشاركة فرشاة الأسنان مع آخرين.
- انتقال الفيروس من الأم إلى الجنين عبر الرضاعة الطبيعية.
التهاب الكبد الوبائي ج
تحدث الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي ج نتيجة العدوى بفيروس C، مع فترة حضانة تتراوح حوالي 8 أسابيع، وقد تكون العدوى بلا أعراض في بعض الحالات. في حالات أخرى، قد تظهر الأعراض، وينتقل الفيروس عن طريق الدم الملوث.
تُقدّر الحالات المصابة بهذا الفيروس بحوالي 5.3 مليون شخص، مع تسجيل حوالي 1000 حالة جديدة سنويًا، ويُعتبر فيروس C من الأسباب الرئيسية لسرطان الكبد.
أسباب التهاب الكبد الوبائي ج
تتضمن أسباب التهاب الكبد الوبائي ج:
- نقل الدم من المصابين خلال العمليات أو الولادة.
- استخدام الإبر المستعملة.
- مشاركة فرشاة الأسنان مع الآخرين.
الوقاية من التهاب الكبد الوبائي
يمكن اتخاذ العديد من التدابير للوقاية من التهاب الكبد الوبائي، ومنها:
- غسل اليدين بشكل متكرر جيدًا بالماء والصابون بعد الخروج أو استخدام الحمام.
- تجنب مشاركة فرشاة الأسنان.
- الابتعاد عن تناول الأطعمة غير المطبوخة بشكل جيد مثل الأسماك النيئة ومنتجات الألبان.
- تجنب الشرب من المشروبات التي قد تكون ملوثة بالثلج.
- عدم استخدام الإبر المستعملة.
- التأكد من سلامة الدم المنقول من خلال إجراء الفحوصات اللازمة.