دراسة عن سعد زغلول والحرية، هناك عدد من الوطنيين الذين نقدرهم بغض النظر عن مرور الزمن عليهم، فقد كان لهم دور كبير في الدعوة للحرية وحب الوطن بشكل كبير، مما ترك أثراً عميقاً في نفوس أبناء الوطن.
وتأتي شخصية سعد زغلول في مقدمة هؤلاء القادة الوطنيين الذين أثروا في الأجيال نتيجة شغفه بوطنه ودعواته من أجل الحرية، وسنتناول المزيد من المعلومات عنه من خلال هذه الدراسة حول سعد زغلول والحرية.
مقدمة دراسة عن سعد زغلول والحرية
- لا شيء يضاهي الحرية، فمع تقدم الزمن نجد أن الجميع يسعى إلى تحقيق حريته، لكن تختلف طرق الناس في السعي وراء ذلك. وهنا نجد أن سعد زغلول وأقرانه كانوا في طليعة هؤلاء الذين سطروا أسماءهم في التاريخ.
- فلم يتردد سعد زغلول في المطالبة بحرية بلاده، وواصل جهوده في البحث عن الأفضل، حيث لم تخيفه سبل الحبس أو النفي، وكانت رسالته واضحة، وسنتعرف على العديد من أقواله حول الحرية من خلال قراءتنا.
سعد زغلول وتعليمه وثقافته
- يعد سعد زغلول واحداً من أبرز المناضلين في سبيل الحرية.
- فقد كان يرفض الظلم والاحتلال، ولم يقبل أن تُشوه أرض وطنه بأي شكل من الاحتلال التعسفي.
- وكان دائمًا يبحث عن كل ما يسهم في إبعاد الظلم عن بلاده، ولم يرغب في أن يكون له أي وجود هنا مهما كانت الأسباب.
- لم يعرف الخوف له مكانًا في قلبه، ولم يعترف به على الإطلاق.
- كان يسعى دائمًا لضمان أمان وسلامة بلاده دون حدوث أي دمار.
- وبصفته زعيمًا مهمًا، لم يكن بمفرده، بل كان يسعى دائماً للعثور على مناضلين مثله يريدون الحرية بأي وسيلة.
- بدأ سعد زغلول تعليمه في الكتاب.
- وكان ذلك شائعاً في تلك الفترة، مما جعله يدخل في سن مبكرة ليتعلم القرآن الكريم بجدارة.
- ثم استطاع أن يلتحق بالأزهر الشريف، حيث كان معلموه من أبرز الشخصيات، من بينهم الشيخ محمد عبده.
- كما تأثر بالشيخ جمال الدين الأفغاني، حيث اكتسب منهما أفكارًا جديدة.
- وعمل على الاستفادة من معارفهما بما يساهم في نهضة بلاده.
- ومع مرور الوقت، تمكن من العمل في وزارة الداخلية، حيث تطور من معاون إلى وكيل، وصولًا إلى رئيس النيابة.
النشاطات التي قام بها سعد زغلول
- كان سعد زغلول يسعى باستمرار لتحقيق حرية بلاده، وكان دائم الحضور في أي نشاط سياسي، الأمر الذي أتاح له مشاركة الأدباء والمفكرين الذين كانوا واعين للأحداث الجارية ولا يوافقون عليها.
- كما أنه كان جزءًا من الجناح العسكري في البداية، حيث التقى بأشخاص بارزين في المجالات السياسية والأدبية.
- تأثر بجميع هؤلاء، وتمكن من إحداث تأثير كبير في مجال التعليم، حيث أسس الجامعة المصرية لتحسين الوضع التعليمي في بلاده وضمان وعي وفكر فريد لجميع المواطنين، وقد كان نشاطه السياسي من أهم أولوياته.
- لذا أسس حزبًا خاصًا بالشأن السياسي، حيث أراد من خلاله التعرف على المشكلات والقضايا التي تعاني منها البلاد والعمل على حلها.
- وبالفعل، أنشأ حزبًا أطلق عليه اسم “حزب الوفد”، ورغب في أن يكون حزبًا معروفًا رسميًا، فجمع توقيعات من العديد من الشخصيات المعروفة لتحقيق ذلك.
- استمر سعد زغلول في نشاطاته التي تدعو إلى تحرير البلاد من الاحتلال، ما جعل الإنجليز يشعرون بالقلق تجاه أفعاله، وكانوا يخشون من أي تحركات قد تؤدي إلى ثورات تنزع السيطرة منهم.
نفي سعد زغلول إلى مالطا
عندما بدأ في العمل كما يحب، أحس الإنجليز بخطورة الوضع ولم يسمحوا لسعد زغلول بمواصلة جهوده بحرية، وتم اعتقاله، بل تم نفيه إلى مالطا، حيث كان برفقته عدد من الشخصيات الداعمة له.
لكن الشعب لم يسكت ولم يقبل بغياب هذا المناضل عن الوطن مهما كانت الظروف، مما أدى إلى اندلاع ثورة كبيرة في تلك الفترة، أدت إلى عودته إلى الوطن رفقة من كان معه.
- لكن بعد عودته، لم تسر الأمور كما كان مأمولًا، حيث أن مؤتمر الصلح لم يحقق النجاح المطلوب، مما حدا بالشعب للغضب لعدم تحقيق مطالبه، مما أدى إلى اندلاع ثورة جديدة مما جعل الإنجليز يتخذون قرارًا بنفيه مجددًا.
- لكن هذه المرة إلى جزيرة السيشل، على الرغم من أن الثورة بقيت نشطة، مما أدى في نهاية المطاف إلى السماح بعودة سعد زغلول مرة أخرى.
في هذه الفترة، قرر سعد زغلول الترشح للانتخابات البرلمانية، ونجح بالفعل في الحصول على منصب رئيس الوزراء، وظل في منصبه لمدة عام كامل حتى اغتيال قائد الجيش، وهو ما شكل فرصة للإنجليز للتخلص من سعد زغلول ومن معه.
استغل الإنجليز ذلك للسيطرة الكاملة على القطن المصري، وهو ما لم يرق لسعد زغلول، مما دفعه لتقديم استقالته.
استمرارية سعيه نحو الحرية
- استمر سعد زغلول في بحثه عن الحرية حتى آخر أنفاسه، حيث ظل يناضل ويؤسس الأحزاب من أجل هذه الغاية، وكان سعيه منصبًا على حرية بلاده، ولم يكن يبالي بالمنصب أو المركز العالي، واستغنى عن كل ذلك لأجل وطنه.
- فكان الاحتلال دائم الخوف من أفعاله، حيث كانت ثوراته وأفكاره تشكل تهديدًا دائمًا لهيمنته.
- كان يدرك تمامًا أنه في حال نجاحه في تعزيز وعي الشعب، سيستمر في تعزيز المطالب والبحث عن الحرية، ما جعله يمثل نموذجًا حقيقيًا للمناضل الذي يستطيع تغيير فكر المجتمع إلى الأفضل، مما يستدعي الفخر بوجود شخصية مثله في الوطن.
- ساهم في نشر مفهوم الحرية بين الشباب، حيث كانت قيم التعليم والحرية من أولوياته، مما دفع جميع الشباب إلى السعي وراء ذلك.
- كان حب سعد زغلول للحرية يؤثر في جميع من حوله، مما يعد أمرًا حيويًا يتطلب تخليص الوطن من أي ظلم أو تعديات.
- فعندما يتعلم الجميع حب الحرية، سيكون الشغف مشعلًا يضيء درب المستقبل، حتى في غيابه.
- وهكذا، سنظل نرى الآلاف من سعد زغلول يتبنون فكره ورؤيته حتى بعد وفاته.
أهم أقوال المناضل سعد زغلول
كان سعد زغلول أحد أبرز المناضلين الذين دافعوا عن حريتهم بشجاعة.
لذا لديه العديد من الأقوال التي تُردد حتى اليوم خلال ثورة 1919م:
- الرجل بصراحته في القول وإخلاصه في العمل.
- أنا لا أستخدم نفوذ أي اسم كان للحصول على أية غاية كانت.
- نحن لسنا محتاجين إلى كثير من العلم، لكننا محتاجون إلى الأخلاق الفاضلة.
- الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة.
زواجه بصفية زغلول
أُطلق على صفية زغلول هذا الاسم نسبة إلى جهودها الداعمة لكفاح زوجها سعد زغلول، وهي ابنة مصطفى فهمي.
وبسبب ما قامت به من مساهمات من أجل حرية البلاد، تُلقب أحيانًا “أم المصريين”.
كان لديها العديد من النشاطات التي ساعدت في نشر مفهوم الحرية بين النساء.
دائمًا كانت بجانب زوجها في جميع جهوده، ودعمته بقوة، إذ أنها تتساوى معه في حب الوطن.
- لذا، كانت تدعو النساء للوقوف ضد الظلم وعدم الرضا بأي شكل من أشكال الإهانة.
- حيث علمت النساء كيفية مقاومة الاحتلال وعدم الموافقة عليه.
- وأوضحت أن دور النساء في هذه الأوقات لا يقل أهمية عن دور الرجال.
- يجب أن يُسمع صوتها في كل مكان لتحصيل حريتهن.
- فلا يمكن لأي عدو أن يجرؤ على دخول البلاد مرة أخرى، خوفًا من الثورات التي يقوم بها الرجال والنساء من أجل نيل حريتهم.
- في هذا السياق، لم يكن هناك أي فرق بينهم في السعي وراء حريتهم.
- وظلت صفية زغلول ترافق زوجها في مسيرته النضالية حتى توفي بعد كل هذه المعاناة في حياته بحثاً عن الحرية.
دعم صفية زغلول لزوجها
- لابد أن نذكر هذه الزوجة المخلصة التي سارعت دائمًا في مساندة زوجها، مما جعل العديد من النساء يفهمن تمامًا معنى الاحتلال والظلم ومعنى الحرية.
- فبدلاً من البحث عن الرفاهية أو المصالح الشخصية.
- لقد غرزت في نفوسهم الرغبة في طرد أي عدو من الوطن دون أي مقابل.
- حتى وإن كان ذلك يعني عدم العيش في حياة مرفهة، ولكنها علمتهم أن السعادة تبدأ أولاً بالحرية.
- لذا ستظل صفية زغلول واحدة من الشخصيات الهامة التي يتذكرها الجميع على مرّ العصور هي وزوجها.
- سيلد أبناؤها وأحفادها بأسلوبها، حيث يتعلمون كل شيء عن الحرية من تجربتها النضالية.
- كانت شديدة الوعي بكل ما يدور في بلادها من هيمنة واضحة لا يجب التغافل عنها.
- فقد كان هدفها السعي نحو الحرية وحب بلدها هو ما يسيطر على تفكيرها.
- وكل ذلك بفضل تحفيز زوجها المناضل والقائد سعد زغلول.
خاتمة دراسة عن سعد زغلول والحرية
لقد قمنا بتناول جميع جوانب حياة سعد زغلول كمناضل من أجل الحرية، حيث تحدثنا عن تعليمه وثقافته، ودوره في تأسيس الحزب من أجل حرية بلاده، كما تناولنا نشاطاته السياسية.
علاوة على ذلك، ناقشنا التجارب التي مر بها عقب نفيه إلى الجزر، وتناولنا دور زوجته التي ساهمت في كفاحه من أجل حرية البلاد، لذلك نجد أنه يمثل شخصية فريدة ولا يمكن تعويضها أبدًا.