موطن قوم عاد – النبي هود
تواجد قوم عاد في الجنوب من الجزيرة العربية، وتحديدًا في المنطقة الممتدة بين جنوب السعودية وحضرموت في اليمن. وقد توصل العلماء إلى وجود حضارة متقدمة من خلال الحفريات التي أجريت، حيث تم اكتشاف آثار لقصور شاهقة وجبال منحوتة استخدمت في بناء هذه القصور.
يرتبط قوم عاد بإرم ذات العماد من خلال ما جاء في القرآن الكريم، وهي منطقة لا مثيل لها في البلاد. وقد اجتهد المفسرون في تفسير المقصود بإرم، فقال بعضهم إنها مدينة عظيمة في مصر أو دمشق، بينما رأى آخرون أنها تمثل قبيلة قوية. ومن بين هؤلاء كان المؤرخ الشهير ابن خلدون الذي اعتمد الرأي الثاني.
ثمود – قوم النبي صالح
استقر قوم النبي صالح -عليه السلام- في الشمال من الجزيرة العربية، ولا تزال آثار مساكنهم قائمة حتى يومنا هذا، حيث كان سكان مكة يمرون عليها أثناء رحلتهم التجارية إلى الشام.
اتفقت المصادر التاريخية على تحديد موقع سكنى قوم ثمود، وقد ورد أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه مروا بالقرب من آثار منازلهم، ولكنه أمرهم بعدم دخولها، وقد كان ذلك إما لسبب كفرهم، أو لأنه خشي أن تكون عيون الماء في تلك المنطقة مسمومة للإضرار بالمسلمين.
قوم عاد – نبيهم هود
تتواجد معلومات عديدة حول قوم عاد وما يربطهم بالنبي هود -عليه السلام-، ونستعرض بعضًا منها في السطور التالية:
نبي قوم عاد
أرسل الله -عز وجل- نبيه هود -عليه السلام- إلى قوم عاد، حيث قال: (وَإلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ). وقد كُلّف هود بدعوتهم لعبادة الله وحده ومنعهم عن عبادة الأصنام. ويُذكر أن هود هو ابن شالخ بن أرفشخد بن سام بن نوح -عليه السلام-.
رد فعل قوم عاد على دعوة نبيهم وعاقبتهم
رفض قوم عاد تصديق رسولهم، وتمادوا في كفرهم وظلمهم، حيث جاء في القرآن: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ). ولما كذّبوا رسولهم، أرسل الله عليهم ريحًا عاتية دمرت كل شيء، فقال الله: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ* مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ). وقد وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذه الريح بالدبور، مشيرًا إلى كونها سبب هلاك قوم عاد.
قوم ثمود – النبي صالح
أما فيما يتعلق بقوم النبي صالح -عليه السلام-، فإن المعلومات التالية تلقي الضوء على قصتهم:
نبي ثمود
اختار الله -عز وجل- نبيّه صالح -عليه السلام- ليكون رسولًا إلى قوم ثمود، داعيًا إياهم لتوحيد الله وترك عبادة الأصنام، ليخرجهم من ظلمات الجهل. يُعرف صالح بأنه ابن عبيد بن آسف بن إرم بن سام بن نوح -عليه السلام-، ويذكر ابن مسعود أنه بُعث وعمره أربعون عامًا.
رد فعل قوم ثمود على دعوة نبيهم وعقوبتهم
قدم صالح -عليه السلام- لقومه العديد من الأدلة على النعم التي أنعم الله -تعالى- عليهم، مُشجعًا إياهم على شكر الله وعبادته دون شرك. جاء في القرآن: (وَاذكُروا إِذ جَعَلَكُم خُلَفاءَ مِن بَعدِ عادٍ وَبَوَّأَكُم فِي الأَرضِ تَتَّخِذونَ مِن سُهولِها قُصورًا وَتَنحِتونَ الجِبالَ بُيوتًا فَاذكُروا آلاءَ اللَّـهِ وَلا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدينَ).
لكنهم كفروا بدعوة نبيهم، وطالبوه بإخراج ناقة من الصخور. استجاب الله لدعائهم، وتشاركت الناقة والماء مع قوم ثمود. ومع ذلك، حيث استمروا في عدم الامتثال للأوامر، أقدموا على قتل الناقة، مما أدى إلى عقوبتهم. إذ عاقبهم الله -تعالى- بهدم بيوتهم وجعلها كالحطام، حيث قال: (فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا)، وكان العقاب من خلال صاعقة جعلتهم يُصبحون كالهشيم المتهشم.