تشكل النباتات الطبيعية في الوطن العربي جزءًا أساسيًا من النظام البيئي، الذي يتضمن تفاعلات متعددة بين النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة، إضافة إلى الظروف الفيزيائية مثل نوع التربة وعملياتها المختلفة، إلى جانب العوامل المناخية. وتخلق هذه النباتات مجتمعات نباتية فريدة، حيث تكون هناك تفاعلات بيولوجية خاصة مع الأنواع الأخرى من النباتات والحيوانات والفطريات.
تأثير الأنشطة الإنسانية على النباتات الطبيعية
تتواجد تنوع الأنواع في مناطق معينة من العالم بفضل عزل البيئات الطبيعية بواسطة عوائق، منها الأنهار الكبيرة والبحار والمحيطات والجبال والصحاري.
يمكن للإنسان إدخال أنواع جديدة لم يسبق لها أن تواجدت معًا على مدى تطورها التاريخي، وذلك خلال فترات زمنية تتراوح من أيام إلى عقود.
يعمل البشر على نقل الأنواع في مختلف أنحاء العالم بمعدلات غير مسبوقة، وهو ما يساهم في معالجة مشكلة الأنواع الغازية.
كما يعتبر إدخال النباتات إلى بيئات جديدة لأغراض الزراعة أو بالحَسَب أمرًا ينطوي على مخاطر متزايدة على الأنواع المحلية، حيث يمكن أن تتحول بعض الأنواع إلى نباتات غازية.
هذا الأمر يؤدي إلى إلحاق الضرر بمجتمعات النباتات المحلية، إذ يمكن أن تؤثر الأنواع الغازية بشكل عميق على النظم البيئية.
من خلال تغيير بنية النظام البيئي ووظيفته ووفرة الأنواع، يمكن أن تلحق أضرارًا طبيعية بيئية وكذلك ثقافية، مما يؤثر على الزراعة والبنية التحتية.
تقوم الوكالات الحكومية والمنظمات البيئية بتوجيه الموارد اللازمة لمواجهة هذه التحديات.
تابع أيضًا:
جهود استعادة النظم الإيكولوجية الأصلية
عندما يتم تنفيذ مشاريع استعادة لإعادة النظام البيئي الأصلي المتأثر بالتنمية الاقتصادية أو بسبب أحداث أخرى، نتيجة لذلك قد تكون هذه المشاريع غير دقيقة تاريخيًا أو غير مكتملة.
كذلك قد تتجاهل هذه المشاريع بعض العوامل الأساسية اللازمة للمعالجة، مما يتسبب في فشل جهود استعادة النظام البيئي.
تعتبر إعادة النظر في التوزيع التاريخي للأنواع المحلية خطوة أولى مهمة من أجل ضمان النجاح البيئي للمشاريع.
على سبيل المثال، لمنع تآكل الكثبان الرملية التي تم تشكيلها حول مطار لوس أنجلوس الدولي في عام 1975م، تم استخدام مزيج من البذور “السليمة”، لكن للأسف، لم يكن تمثيلٌ دقيقًا لنظام البيئات الأصلية، مما أدى إلى انقراض فراشة El Segundo الزرقاء.
لحسن الحظ، بدأ تعافي مجموعة الفراشات الزرقاء بعد إزالة الأنواع الغازية مثل الحنطة السوداء الغازية، مما أتاح تلك الفراشات للعودة إلى موطنها الأصلي.
النباتات الطبيعية في الوطن العربي
تُعرف النباتات الطبيعية بأنها الأنواع الأصلية في منطقة معينة عبر الزمن الجيولوجي، وتستند إلى تلك الأنواع التي نمت أو ظهرت بشكل طبيعي في منطقة ما لسنوات عديدة.
تكيَّفت بعض هذه النباتات مع ظروف قاسية أو خاصة، مثل المناخات الباردة أو حرائق الغابات المتكررة، بينما استطاعت أنواع أخرى الازدهار في بيئات متنوعة.
أما بالنسبة للنباتات الطبيعية في الوطن العربي، فإن الغابات تشغل 10% من إجمالي المساحة، مما يعكس تنوع البيئات والأنواع النباتية هناك.
الغابات المدارية أو شبه الاستوائية
توجد الغابات المدارية في مناطق، مثل أقصى جنوب السودان وبعض المناطق في جنوب موريتانيا، وحتى في جنوب الصومال.
تُعتبر كثافة الغابات المدارية أقل مقارنة مع الغابات الاستوائية، ويرجع السبب في ذلك إلى وجود فصل جفاف لمدة طويلة.
تتميز هذه الغابات باختلاط الأشجار مع الحشائش، ومع تزايد الأمطار، تزدهر الأشجار بينما تقل الحشائش.
تتواجد هذه الأنواع من الغابات على ضفاف المجاري المائية، مما يساهم في تكوين غابات كثيفة.
نباتات البحر الأبيض المتوسط
تتميز نباتات البحر الأبيض المتوسط بأنها دائمة الخضرة، نتيجة قدرتها على التكيف مع درجات حرارة الصيف المرتفعة.
تلجأ هذه النباتات أحيانًا إلى تطوير قشور سميكة حول سيقانها، كما هو الحال في أشجار البلوط الفليني، أو تتكيف بأنشرات شمعية لحماية أوراقها من التبخر.
تكون لها جذور طويلة تنغمس بعمق في التربة لجمع الغذاء بفعالية.
النباتات الطبيعية في المملكة العربية السعودية
تتميز المملكة العربية السعودية باتساع صحرائها والرمال، إضافةً إلى مساحات أصغر من الأراضي شبه الصحراوية والشجيرات.
تمتلك المملكة أكبر صحراء رملية متصلة، مما يجعلها خالية من الأنهار أو البحيرات، إلا أن هناك وديان وغابات تختلف في تنوعها.
يمكن العثور على نحو 2285 نوعًا من النباتات في البلاد، مع كون 2.5% فقط من الأنواع مستوطنة في البيئة المحلية، مما يعكس تنوع هذه الأنواع التي ستُتناول أدناه.
وردة الصحراء
تُعرف وردة الصحراء علميًا باسم Adenium obesum، وهي نوع مميز من النباتات المعروفة بزهورها الجميلة، ولها شعبيتها في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية.
تتميز بأنها شجيرة دائمة الخضرة يمكن أن يصل ارتفاعها إلى 3 أمتار، وتحتوي على خصائص مبيدات حشرية، كما تُستخدم أحيانًا في الطوابع البريدية.
الأكاسيا الحمراء
تُعرف الأكاسيا الحمراء، Vachellia seyal، بشجرتها الشائكة التي يمكن أن تنمو حتى 17 مترًا في الارتفاع، ويعتمد استخدامها في علاج الزحار وعلف الماشية.
شجرة الفحم
تمتاز شجرة الفحم، Trema orientalis، بتأثيراتها البيئية العميقة، حيث تعتبر موطنًا للعديد من الأنواع الحيوانية، ويُستخدم خشبها في صناعة الورق والفحم في تنزانيا.