أين كانت مهنة سيدنا نوح ومكان إقامته؟

المكان الذي عاش فيه سيدنا نوح

لم يُبين القرآن الكريم وسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الموقع الذي جرى فيه الطوفان أو المكان الذي استقر فيه قوم نوح بعد تلك الحادثة. لذا، أُتيح المجال للعلماء للاجتهاد والبحث في هذا الشأن. وقد رجح بعضهم أن الموطن الأصلي لقوم نوح كان في منطقة بلاد الرافدين، والتي تعرف حالياً بالعراق. وبعد نجاتهم من الطوفان، تشتت الناجون في مختلف البلدان، حيث استقر بعضهم في اليمن وآخرون في الهند والدول الأخرى.

دعوة سيدنا نوح

يعتبر سيدنا نوح أحد أنبياء الله -عز وجل-، فقد أرسله الله -سبحانه وتعالى- إلى قوم كافرين، ناشدهم لعبادة الله الواحد بدون شريك وترك عبادة الآلهة التي لا تجلب لهم نفعاً ولا تقيهم مضراً. لكنهم أصروا على الكفر وسخروا من سيدنا نوح ومن المؤمنين الذين اتبعوه. ظل سيدنا نوح يدعو قومه لمدة ألف عاماً إلا خمسين عاماً، ومع ازدياد ظلمهم وطغيانهم حذرهم الله -عز وجل- من عذاب مقبل.

قال الله -سبحانه وتعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ* أَن لَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ ۖ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ* فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ* قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ).

إنشاء سفينة نوح

فور تلقي أمر الله -عز وجل- اتجه سيدنا نوح إلى بناء السفينة. وخلال فترة إنشاء السفينة، استمر قومه في جحودهم، وسخروا منه، بل وآذوه حتى أسالوا دماءه. وقد تم بناء السفينة على عدة مراحل، حيث تناول نوح -عليه السلام- تصميمها في ثلاثة أجزاء: الجزء السفلي للحيوانات، والجزء الأوسط للناس، والجزء العلوي للطير.

العذاب الذي نزل بقوم نوح

أتم سيدنا نوح بناء السفينة بعد جهد دام ثمانين سنة. وخلال هذه الفترة، لم يتوقف عن دعوة قومه لعبادة الله بدون شريك، رغم عدم الاستجابة منهم. وبعد إتمام بناء السفينة، جاء يوم عاصف، حيث حمل سيدنا نوح من آمن به ومن الحيوانات من كل زوجين اثنين، كما أمره الله -عز وجل-، بما في ذلك الطيور والأبقار والأسود وغيرها من الأنواع.

ثم أرسل الله -تعالى- الطوفان، الذي ابتلع الذين أعرضوا عن الإيمان به، ودمر منازلهم. بينما نجا الذين آمنوا وصعدوا مع سيدنا نوح -عليه السلام-، حيث قال -عز وجل-: (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ ۖ وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۖ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *