هذا بحث حول السيدة خديجة رضي الله عنها، خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية، الزوجة الأولى للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقد عُرفت بلقب السيدة الطاهرة.
تُعتبر السيدة خديجة أول امرأة تُسلم، حيث صدقت دعوة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأسلمت، مقدمة له الدعم المادي والمعنوي في نشر الدين الإسلامي.
وهي من النساء المبشّرات بالجنة، لذا نقدم لكم اليوم بحثًًا يتناول بعض التفاصيل عن السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها.
مقدمة البحث عن السيدة خديجة رضي الله عنها
كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تدير تجارتها من خلال توكيل الرجال مقابل الحصول على مقابل مالي بنظام المضاربة. وعندما سمعت عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وخُلُقه الرفيع، طلبت أن يعمل معها في تجارتها إلى الشام.
وبالفعل، عمل الرسول صلى الله عليه وسلم معها في التجارة. وكانت السيدة خديجة من أعيان قريش، لذلك كانت موضع اهتمام العديد من الرجال للزواج منها. وعندما علم الرسول بذلك، أخبر أعمامه وطلب يدها، فتزوجها.
أبناء السيدة خديجة قبل الزواج من الرسول
أنجبت السيدة خديجة أربعة أبناء قبل زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان أولهم هند من زوجها عتيق بن مخزوم. أما الثلاثة الآخرون فهم من أبي هالة التميمي، وهم: هالة، هند، والطاهر. وقد أسلم جميع أبناء السيدة خديجة رضي الله عنها.
لقب السيدة خديجة
- السيدة خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية، ووالدتها هي فاطمة بنت زائدة بنت جندب.
- ولدت السيدة خديجة في مكة المكرمة في العام الثامن والستين قبل الهجرة، ونشأت في بيئة قريش مما أضفى عليها شرفًا ونسبًا.
- كانت أولى زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد نالت لقب الطاهرة ولقب أم المؤمنين، وهذا ما تُشير إليه الآية الكريمة: (النَّبِيُّ أولى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) [الأحزاب: 6].
صفات السيدة خديجة رضي الله عنها
تتميز السيدة خديجة بالعديد من الصفات الحميدة، منها:
- تميزت بمستوى عالٍ من الذكاء والفطنة، مما دفع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم للإخبارها عن الوحي ومتى يأتيه وما يقول له. وقد حدثت بعض الحالات التي جاء فيها الوحي وهو جالس معها.
- امتازت بقوة الصبر، حيث أثبتت ذلك من خلال المواقف التي مرت بها مع الرسول صلى الله عليه وسلم، بما في ذلك صبرها على طلاق ابنتها رقية وزواجها من غيره.
- عُرفت بالطهارة والعفة وكرم الأخلاق، إذ لم تُرسل الرجالا إلى تجارتها إلا مقابل أجر مالي لشجاعتهم، وكانت مثالًا للطهارة في تعاملاتها.
إسلام السيدة خديجة
- كانت السيدة خديجة رضي الله عنها أول من آمن بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت دائمًا مصدر الراحة والدعم له حينما يتحدث إليها.
- ومن أبرز مواقفها، عندما نزل الوحي لأول مرة في غار حراء، وعاد الرسول صلى الله عليه وسلم إليها ليطلب منها المساعدة، فقال لها “زملوني زملوني” فقامت بتغطيته حتى ذهب عنه الهم.
- قامت السيدة خديجة بتشجيعه، قائلة: “كلَّاً، أَبْشِرْ، فواللهِ لا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَداً؛ فإنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصدُقُ الحَدِيثَ…”
فضائل خديجة رضي الله عنها
تتعدد فضائل السيدة خديجة رضي الله عنها، ومنها:
- كانت السيدة خديجة سابقة في الإسلام، فهي أول امرأة تؤمن بدعوة الرسول.
- وقفت بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته، مساعدةً له في تخفيف همومه وتوفير الدعم المادي والمعنوي.
- كانت أفضل نساء الأمة، حيث قدمت مواقف عظيمة لزوجها النبي، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم فضائلها قائلًا: “خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها خديجة”.
- كما جاء في حديث آخر عن فضلها عندما أتى جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: “هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام وطعام…”
مواقف السيدة خديجة مع الرسول
تتعدد المواقف التي دلت على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم للسيدة خديجة، ومنها:
- في إحدى المواقف، عندما غارت السيدة عائشة من السيدة خديجة فقالت: “ما غِرتُ على أحدٍ من نساءِ النبي أكثر من خديجة…” ومع ذلك كان الرسول دائمًا يجري على ذكرها.
- هذه الكلمات تعكس مدى حب الرسول لها، واحترامه لعلاقتهم.
- في موقف آخر، عند غزوة بدر، استخدمت زينب بنت الرسول عقدًا عزيزًا من كفالة السيدة خديجة كوسيلة لفك أسر زوجها، ما يدل على قوة العلاقة وذكرياتها.
- خلال فتح مكة، فضل الرسول أن يقضي الليلة بجوار قبر السيدة خديجة، بدلًا من الذهاب إلى أي مكان آخر.
خاتمة بحث عن السيدة خديجة رضي الله عنها
توفيت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها في العام الحادي عشر من بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ودفنت في الحجون. لقد كانت وفاة السيدة خديجة لها تأثير عميق على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ظل رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وفيًا للسيدة خديجة، حيث توفي أيضًا عم النبي أبو طالب في نفس العام، وبالتالي عُرف هذا العام بعام الحزن، نظرًا لتوالي الأحزان على رسول الله فيه.
