بحث مختصر عن طه حسين، يُعتبر طه حسين واحداً من أبرز الكتاب المصريين، الذي أثرى الأدب العربي وساهم في تنوير المجتمع. وُلِد في 4 نوفمبر 1889 في إحدى القرى المصرية، وفقد بصره في سن الثالثة نتيجة لأمراض عينية متعددة. نشأ في ظروف اقتصادية صعبة، إلا أنه حقق إنجازات عظيمة ليصبح أول حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة القاهرة. سنستعرض في هذا المقال أهم إنجازات طه حسين.
مقدمة حول طه حسين
يُعتبر طه حسين صوتاً فريداً في الثقافة المصرية، إذ يمتد إرثه إلى ما هو أبعد من تحدياته مع العمى. وُلد في عائلة فقيرة في أحد الأحياء الأقل حظاً في مصر. يُعتبر طه حسين مثالاً يُحتذى به من قبل الأهل لتعليم أبنائهم. بدأ مسيرته التعليمية حين أُرسل إلى الأزهر في القاهرة عام 1902 بعد أن تلقى تعليمه في مدرسة قرآنية محلية.
نشأة طه حسين
كان طموح عائلته هو أن يتمكن من كسب عيشه من خلال القرآن أو بتعليم الآخرين. ومع مقاومته الشديدة للأفكار التقليدية، حظي طه حسين بمنحة للدراسة وحصل على درجة الدكتوراه الثانية من جامعة السوربون في العام 1919.
في عام 1908، التحق بطه حسين بجامعة القاهرة العلمانية التي افتُتِحت للتو، ليكون بذلك أول من يحصل على الدكتوراه منها في عام 1914. وقد ساهمت دراسته في السوربون في تعميق معرفته بالثقافات الغربية.
حياة طه حسين
تجاوز طه حسين الصعوبات المرتبطة بالعمى والفقر ليصبح شخصية مرموقة في الثقافة المصرية. تولّى منصب وزير التعليم في عامي 1951 و1952، وكان له دور بارز في الأزهر، وهو إحدى أقدم الجامعات الإسلامية.
رغم إعاقته، إلا أن طه حسين استمر في التعليم وكان شغوفاً بالتحصيل العلمي. حصل على أولى درجاته العلمية بفضل أطروحته التي تناولت فلسفة أبي العلاء المعري. كما ألهمت كتاباته الكثيرين، حيث ناقش مستقبل الثقافة في مصر ودعا إلى ضرورة التكيف مع التغيرات العصرية.
إنجازات طه حسين الأدبية
- كانت للأدب مكانة خاصة في قلب طه حسين، حيث كتب قصصاً قصيرة وروايات، واستُهِلِك كوزير في الفترة 1951-1952 دون اعتراض على السياسات الثقافية السائدة في تلك الفترة؛ إذ اعتقد أن “مصر جزء من الثقافة المتوسطية، ويجب عدم محاولة توجيهها نحو ثقافات أخرى.”
- يطلق على طه حسين لقب “البطل” لمجهوداته السخية في تحقيق أحلامه، إذ لطالما عانى من تحديات عدة، ومع ذلك استطاع تحقيق النجاح كمؤلف وكوزير.
- رغم الظروف الصعبة بما في ذلك الفقر والعمى، استطاع أن يصبح وزيراً ويحقق درجة الدكتوراه من فرنسا.
- طوّر طه حسين حركة أدبية حديثة تأثرت بأعماله في النقد والإبداع الأدبي باللغة العربية، وخاصة من خلال سيرته الذاتية “الأيام”، والتي نالت شهرة واسعة في الخارج.
- وبعودته إلى مصر، أصبح أستاذاً للأدب العربي في جامعة القاهرة حيث تأثرت مسيرته بآرائه المثيرة للجدل التي أثارت استياء الكثيرين من الأوساط التقليدية.
- في مؤلفاته مثل “الثقافة في مصر” (1938)، أبدع طه حسين في تحليل تأثير الثقافة الأوروبية على المجتمع المصري ودعا إلى استيعاب تلك الثقافات.
المناصب التي شغلها طه حسين
- عمل وزيراً للتعليم من عام 1950 حتى 1952، حيث عمل على تحسين الوضع التعليمي في مصر، وتمكن من إلغاء الرسوم المدرسية.
- استمر طه حسين بالاهتمام بقضايا التعليم حتى وفاته في عام 1973 واستمر هاجسه لتقديم التعليم المجاني للجميع.
- عمل مستشاراً لوزير التعليم في عام 1944 وساهم في إلغاء الرسوم في التعليم الابتدائي.
- وفّر طه حسين التعليم بالمجان لـ 18 مليون طالب مصري، حيث اعتبر أن تكلفة التعليم كانت أحد أكبر الحواجز أمام الأسر لتعليم أولادها.
- خُطيت اقتباسات مثل “التعليم حق كالماء والهواء” لتكون شعارات في المدارس على مر الأجيال.
طه حسين والأيام
صدر الجزء الأول من “الأيام” في عام 1929 والجزء الثاني في عام 1932. وفي سن الثامنة والسبعين، نشر “الأيام” كإصدار توثيقي يتضمن تجاربه في الحياة. في عام 1997، تم نشر الأجزاء الثلاثة ضمن ترجمة إنجليزية.
في عام 1979، تابع ملايين المصريين مسلسلاً يستند إلى حياة طه حسين، الذي كان يروي قصته كرمز للتنوير في فترة ما بعد الاستعمار.
درس الطلاب في المدارس الثانوية سيرة حياة طه حسين، وبفضل إسهاماته، تحمل مشروعات دعم المكفوفين اسمه.
أثبت طه حسين رغم إعاقته تفوقه في الحياة الفكرية والثقافية، مستمراً في كفاحه ضد التحديات الاجتماعية والثقافية في مصر خلال القرن العشرين.
أهم مؤلفات طه حسين
- الأيام.
- حديث الأربعاء.
- على هامش السيرة.
- تجديد ذكرى أبي العلاء.
- قادة الفكر.
- ما وراء النهر.
خاتمة حول طه حسين
يُظهر إرث طه حسين كيف استطاع التغلب على التحديات التي واجهته، ليبقى رمزاً قوياً للعزيمة والإرادة. لا يقتصر تذكره ككاتب بارع، بل يُدرك الجميع في مصر مدى أهمية إرفاق القيم الإيجابية التي قدمها للأجيال القادمة، مُرسخاً فكرة أن الإعاقة والظروف الصعبة ليست مبرراً للفشل.