الحوار
الحوار يُعرف بأنه تبادل الكلام بين طرفين، يتسم بالمراجعة والنقاش، ويُستعمل أيضًا في سياقات تتعلق بالتقليل أو التخفيف. عند قولنا “تحاوروا”، نعني أنهم تبادلوا الأفكار فيما بينهم، بينما كلمة “استحاره” تدل على استنطاق الطرف الآخر. ومن الناحية الاصطلاحية، يُقصد بالحوار النقاش المتبادل بين طرفين، يتضمن تقديم أدلة مقنعة بهدف تقريب وجهات النظر. وقد تكررت كلمة الحوار في القرآن الكريم، مثل قوله تعالى: (وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا) [الكهف: 34]. في هذا المقال، سنستعرض أهمية الحوار وآدابه.
معلومات حول الحوار
أهمية الحوار
يُعتبر الحوار الوسيلة الفعالة لإقناع الأطراف المخالفة، فهو المفتاح نحو إقناع الآخر بالصواب. كما يُعتبر أداة للتواصل والتفاهم بين الأفراد، وسبيلاً للتعارف والإصلاح في المجتمع. يلعب الحوار دورًا حيويًا في التربية وتعليم الأبناء، وهو نقطة الالتقاء بين الأشخاص. من الجدير بالذكر أن للحوار تأثيرًا كبيرًا على إنهاء النزاعات، فقد يؤدي غيابه إلى انتشار الفساد والتصرف بتهور. إن الحوار يساعد على إبراز الحقائق دون التعرض لخسائر أو إهانة أحد الأطراف.
آداب الحوار
- ينبغي أن تكون نية المتحاورين السعي لإظهار الحق، وليس لإبراز الذات أو الأهواء الشخصية. فبعض الناس تتجه للحوار من أجل الشهرة أو الجدال، وهذا يعتبر حوارًا غير ذا جدوى. يجب أن تكون النية إرضاء الله تعالى من خلال إعلاء كلمة الحق، فالأفكار القيمة هي هبة من الله تعالى. قد تكون الحقيقة مع شخصٍ ما في مناسبة، ومع شخص آخر في أوقات أخرى، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى) [صحيح].
- يجب أن يتمتع المتحاور بالتواضع وحسن الخلق، حيث ينبغي أن يعرض أفكاره بكلمات لطيفة وبطريقة محترمة. كلما كانت الكلمات مختارة بعناية، زادت فرص إقناع السامع، بينما الفخر والتعالي قد يؤديان إلى ابتعاد القلوب. كما قال تعالى: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) [لقمان: 18]. يجب أن نتذكر أن القدرات العلمية تختلف بين الأفراد، لذا على من يمتلك علمًا أكبر أن يتعامل برفق مع من هو أقل علمًا.
- ينبغي على المحاور أن يصغي جيدًا للآخرين، فالحوار يعتمد على الاستماع الجيد والتفاعل البناء.
- يُعتبر العلم شرطًا أساسيًا لنجاح الحوار، فبدونه يُصبح الحوار ضعيفًا وعديم الفائدة. من المهم تجنب النقاش في مواضيع غير مطروقة أو متعمقة فيها.
- يجب أن يستند الحوار إلى الأدلة والبراهين العقلية السليمة، وينبغي الابتعاد عن الأدلة الغير موثوقة أو المجهولة المصدر.