تُعد نظرية التعلم الاجتماعي من النظريات البارزة في علم النفس، التي تعبّر عن التفاعل المستمر بين العوامل الشخصية والبيئية، وتأثيرها على سلوك الأفراد.
مقدمة عن نظرية التعلم الاجتماعي
- تعتبر نظرية التعلم الاجتماعي مزيجًا بين نظرية التعزيز السلوكي وعلم النفس المعرفي، ويستند هذا الفهم إلى أبحاث مكثفة تم إجراؤها حول سلوك الإنسان.
- نُسِبَت هذه النظرية إلى ألبرت باندورا، حيث تُبرز أهمية التقليد والملاحظة كنماذج تعليمية لا يمكن حصرها في شخص معين.
- تعتمد النظرية على استخدام مصطلحات سلوكية وإنسانية مختلفة في تفسير الوظائف السيكولوجية، مبينةً الدور الفاعل للبيئة في تشكيل سلوك الفرد.
هل ترغب في معرفة المزيد عن:
تأسيس نظرية التعلم الاجتماعي
يرى باندورا أن النظرية تتكون من عنصرين رئيسيين:
عملية الملاحظة والتقليد
- يشمل النظام النفسي للفرد فهمه لقدرته، حيث ترتكز نظرية باندورا بشكل أساسي على التعلم بالملاحظة وتمثيل سلوك نموذج معين.
- يُشير باندورا إلى أن النظام النفسي في الفرد يتعلق بمفهومه لقدرته على النجاح أو الفشل.
- المفهوم الإيجابي في هذه النظرية يتجلى في وعي الفرد بقدرته على التعلم واكتساب مهارات جديدة.
المبادئ الأساسية لنظرية باندورا
- تبتعد نظرية التعلم الاجتماعي عن الاعتماد على المباديء التقليدية للتعلم، حيث تقدم مجموعة من المبادئ الجديدة.
- على الرغم من استمدادها من أفكار السلوكيين، فإنها ترفض الاعتماد المفرط على العوامل غير الواعية التي تؤثر في السلوك.
- كما تُخفف من التأكيد على العوامل الداخلية المسببة للسلوك المضطرب، مع تسليط الضوء على الجوانب الرمزية والمعرفية في تعلم الأنماط السلوكية.
لا تفوت قراءة:
أهمية وتطبيقات نظرية التعلم الاجتماعي
تُعتبر نظرية التعلم الاجتماعي واحدة من أهم النظريات في مجال التعلم، نظراً لعدة عوامل، منها:
- يرى ألبرت باندورا أن سلوك الإنسان يتأثر بصورة ملحوظة بالعوامل الخارجية، مثل المعرفة والمعتقدات، التي تؤثر بشكل مباشر على سلوك الفرد.
- تضفي النظرية أهمية على التفاعل المتبادل بين العوامل البيئية والسلوك الإنساني، حيث يتشكل سلوك الفرد في سياق مجتمعه المحيط.
- تعتبر العملية المعرفية إحدى المحددات السلوكية الرئيسية، والتي تحدد كيف يتفاعل الفرد مع محيطه.
الانتقادات الموجهة لنظرية التعلم الاجتماعي
- تم توجيه انتقادات لأهمية باندورا لإيحاءات السلوك الخارجي، وعلى إغفاله بعض العوامل الداخلية المؤثرة، مثل الصراعات النفسية والدوافع اللاشعورية.
- على الرغم من أن النظرية تُعتبر إطارًا علميًا مثيرًا للاهتمام لتفسير التعلم عبر الملاحظة، إلا أنها تفتقر إلى بعض الجوانب المهمة في تلك العملية.
- تُظهر النظرية إمكانية تحسين مناهج التعليم من خلال النماذج التربوية، مع التركيز على الأخلاق والالتزام والتوظيف الفعّال لوسائل التواصل الاجتماعي.
- تنجح النظرية في تحفيز الطلاب والطالبات، وتعزيز الأهداف التعليمية عبر تعزيز القيم والأخلاق في الأجيال القادمة.
- تسهم نظرية التعلم الاجتماعي في فهم كيفية تعليم الأفراد لقيم ومهارات جديدة من خلال تقليد الآخرين.
المراجع في نظرية التعلم الاجتماعي
- بلحاج عبد الكريم: التعلم الاجتماعي: نظرية في تعزيز السيكولوجية والتوقعات. مجلة التربية.
- زيدان وجدي عبد اللطيف: فعالية برنامج إرشادي قائم على نظرية التعلم الاجتماعي في تحسين فاعلية الذات لدى عينة من ذوي صعوبات التعلم.
نشأة ومفهوم نظرية التعلم الاجتماعي
- أنشئت في عام 1977 على يد العالم النفسي الكندي ألبرت باندورا.
- تُعتبر النظرية واحدة من النظريات التي تؤمن بإمكانية تعلم الأفراد من خلال التأثر بالمجتمع عبر الملاحظة والتعزيز.
- حدد باندورا أربع استراتيجيات أساسية للتعلم، وهي: التفاعل التبادلي، العمليات الإبدالية، العملية المعرفية، وعملية التنظيم الذاتي.
مصادر نظرية التعلم الاجتماعي
يمكن تصنيف مصادر التعلم الاجتماعي إلى ثلاث فئات:
التفاعل المباشر
- يمثل التفاعل المباشر العلاقات الشخصية في الحياة الواقعية، حيث يتم اكتساب خبرات وأنماط سلوكية من خلال ملاحظة نماذج حية.
- يتعلم الأطفال سلوكيات جديدة عن طريق تقليد والديهم أو أفراد الأسرة الذين يعيشون معهم.
- تشمل مهارات اللغة والتفاعل اللفظي التعلم من الأسرة والتفاعل المباشر مع المجتمع.
التفاعل غير المباشر
- يغطي التفاعل غير المباشر الاستخدام الواسع لوسائل الإعلام التي تؤثر على عملية التعلم، فضلاً عن استخدام المواد البصرية.
- تشير الدراسات إلى أن الصور تعتبر أكثر فعالية في نقل المعلومات مقارنة بالأشكال الوصفية.
- يجسد التلفاز أحد المصادر الهامة لتعلم الأنماط السلوكية، لا سيما في الظواهر السلبية مثل العنف.
مصادر أخرى غير مباشرة
مثال على ذلك، القصص والروايات التي تحكي عن أبطال سلوكهم عدواني، حيث يجذب انتباه الأطفال إليهم مما قد يدفعهم لتقليد هذه السلوكيات.
تقييم نظرية التعلم الاجتماعي
- تعرضت نظرية التعلم الاجتماعي للانتقاد بسبب تركيزها على ربط سلوكيات الأفراد بظروفهم البيئية.
- الوضع يعتبر السلوك الإنساني نتاجًا للبيئة المحيطة، فإذا تغيرت هذه البيئة، قد يتغير السلوك، مما يتجاهل تنوع الفروقات الفردية.
- يُلاحَظ أيضًا أن النظرية لم تُقدم خطوات واضحة حول كيفية دمج السلوكيات المتعلمة لتحقيق تكامل الشخصية.
نتائج نظرية التعلم الاجتماعي
تتمخض نظرية التعلم الاجتماعي عن ثلاث نتائج رئيسية:
- يتعلم الأفراد استجابات جديدة عندما يلاحظون أنماط سلوك جديدة من الآخرين، كما في حالة الطفل الذي يقلد تصرفات والده.
- تؤثر العروض الرمزية والتمثيلات المرئية على سلوكيات الأفراد، كما في تعلم أساليب التربية من الكتب.
- التحجيم والتجنب يعتبران نتيجة لفهم العواقب السلبية تجاه ما تم مشاهدته، كما في حالة رؤية حادث سير بسبب السرعة.
- يلعب التسهيل دورًا في إعادة إحياء سلوكيات نادرة بسبب عدم استخدامها فيتحفز الأفراد لممارستها عبر الملاحظة.
هل يمكن تعلم السلوك الإبداعي من خلال نظرية التعلم الاجتماعي؟
- بالطبع، فإن التعلم بالملاحظة يُعتبر أداة فعّالة لتنمية السلوك الإبداعي عن طريق التعرض لعدد كبير من النماذج.
- يمكن للأفراد أيضًا أن يتخصصوا وقتًا مخصصًا لتدريب أنفسهم بشكل منتظم على السلوكيات الجديدة.
- تُعَد نظرية التعلم الاجتماعي من النظريات الرائدة ذات التأثير الكبير على مجالات التعليم والتجارة.
- تساعد على فهم السلوك الذي يمارسه الإنسان منذ الطفولة من خلال المحاكاة والتقليد.