دور المشاركة السياسية للشباب في المجتمع
يُعتبر الشباب من أكثر العناصر حيوية وفاعلية في المجتمع، حيث يمتلك القدرة على التأثير في جوانب الحياة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويواجه الشباب العديد من التحديات التي لا يمكن حلها سوى من خلال مشاركتهم الفعّالة. لذلك، تُعد المشاركة السياسية للشباب أساسية لتحقيق تحسينات في ظروفهم المعيشية وتعزيز وجودهم في الساحة السياسية، ويمكن تسليط الضوء على أهمية هذه المشاركة كالتالي:
تعزيز قوة المجتمع واستقرار الحياة السياسية
تشكل فئة الشباب إحدى أكبر الشرائح في مختلف المجتمعات، ويُعتبر ابتعادهم عن المشاركة السياسية سببًا مباشرًا لضعف تمثيل الأنظمة السياسية. إن نجاح الأنظمة السياسية يعتمد على قدرتها على تمثيل جميع فئات المجتمع بفاعلية. لبناء مجتمعات قوية ومستقرة، يجب أن يشارك الشباب في العمليات السياسية، بما في ذلك صياغة السياسات الحالية والمستقبلية التي تلبي الاحتياجات المجتمعية. ويمكن تحقيق هذه الأهداف من خلال توعية الشباب بحقوقهم ومنحهم المعرفة والمهارات اللازمة للمشاركة الفعّالة في الحياة السياسية.
تعزيز العلاقات الاجتماعية
قد يؤدي عدم قدرة الشباب على المشاركة الفعلية في الحياة السياسية إلى شعورهم بالعجز والإحباط، حيث يفقدون ثقتهم في الساسة وقد يتزايد لديهم الاعتقاد بأن أصواتهم لن تُسمع. وهذا الأمر يسهم في زيادة انقطاع الشباب عن المشاركة في صنع القرار والمناقشات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. إن المشاركة السياسية للشباب تساهم أيضًا في تعزيز انخراطهم في الأعمال الاجتماعية، مثل تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والمبادرات الخيرية، مما يزيد من إحساسهم بالانتماء والمواطنة.
تنمية مشاعر الانتماء والولاء
تساعد المشاركة الحقيقية للشباب في الحياة السياسية على بناء علاقات أقوى مع المسؤولين الحكوميين والساسة المخضرمين، مما يُساهم في تطوير مهاراتهم وخبراتهم السياسية. هذا التواصل يعزز من قدرتهم على قيادة التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، ويدعم فرص التنمية والنهوض بالبلد، مما يؤدي إلى شعور أكبر بالانتماء. كما تُسهم هذه المشاركة في إحياء القيم الديمقراطية الهامة، التي تساهم في مكافحة السلوكيات القمعية وتخفيف المخاطر المترتبة. بالمقابل، عدم مشاركة الشباب يؤدي إلى تفشي مشاعر الإحباط وزعزعة استقرار الديمقراطية مما يزيد من احتمال حدوث صراعات داخل المجتمع.
تأثير ملحوظ على النتائج الانتخابية
يمتلك الشباب القدرة الكبيرة على التأثير في نتائج الانتخابات، حيث يمثلون كتلة انتخابية صامتة تُمكنها إحداث فرق كبير في أي عملية انتخابية. ولهذا السبب، تسعى العديد من الأحزاب السياسية لجذب الشباب وإشراكهم في تطوير برامجها الحزبية، نظرًا لقدرتهم الفائقة على التأثير في من حولهم واستخدامهم المميز لوسائل التواصل الاجتماعي.
