في الدين الإسلامي، نجد أن للطاقة الإيجابية آثارًا ملحوظة تظهر في كل من القرآن الكريم والسنة النبوية. لذا، سنستعرض هذا المصطلح بشكل شامل من خلال توضيح صفات المسلم الإيجابي.
تعريف الطاقة الإيجابية في الإسلام
عند مناقشة مفهوم الطاقة الإيجابية في الإسلام، نقصد بما يلي:
- الطاقة: تعبر عن حالة من النشاط تؤدي إلى حركة سواء على مستوى الجسم أو الذهن.
- الإيجابية: تتعلق بمجموعة من الصفات الراقية مثل الحماس.
- كما أن الإيجابية تمثل الدافع الداخلي الذي يدفع الفرد نحو إنجاز المهام والواجبات.
- من الضروري أن يتحلى الإنسان بالإيجابية، التي تتجلى بوضوح في الأسماء الحسنى لله سبحانه وتعالى.
- تتجلى هذه المعاني بشكل أكبر عندما يتحقق قول الله تعالى: “قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ* لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ”.
- كما تجلى ضرورة التحلي بالإيجابية في الحديث النبوي الشريف: “إنْ قامَتِ الساعةُ وفي يدِ أحدِكمْ فَسِيلةٌ، فإنِ استطاعَ أنْ لا تقومَ حتى يَغرِسَها فلْيغرِسْهَا”.
ما هي ميزات المسلم الإيجابي؟
يتسم المسلم بمجموعة من الصفات الإيجابية، ومن أبرزها:
- تقدم سورة العصر وصفًا دقيقًا لخصائص المسلم الإيجابي.
- حيث يقول الله تعالى: “وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ”.
- إذًا، إن الشخص الذي يتمتع بهذه الصفات لا يمكن أن يخسر بأي حال من الأحوال.
- تشمل الصفات المذكورة في السورة جميعها صفات المسلم الإيجابي.
- فالإيمان بالله تعالى يشكل جزءًا أساسيًا من الطاقة الإيجابية.
- كما أن الإيمان يبدد أي طاقة سلبية، حيث يتمتع قلب المؤمن بالطمأنينة والراحة والرضا.
- تعتبر الأعمال الصالحة بكافة أنواعها سمة من سمات المسلم الإيجابي.
- بالإضافة إلى ذلك، يكون الحق دافعًا للفرد نحو التحلي بالإيجابية.
- كذلك، تعتبر صفة الصبر من أهم الصفات التي ينبغي التحلي بها.
- كما أن المشاركة في الأعمال الخيرية ونهى عن كل ما هو سلبي يؤكد على هذه الصفات.
مظاهر تعزيز الطاقة الإيجابية في الإسلام
تتواجد عدة مظاهر تشير إلى تشجيع الدين الإسلامي على التحلي بالطاقة الإيجابية، ومنها:
- من أبرز مظاهر التشجيع في الإسلام هو اكتساب مجموعة من الصفات الجيدة التي يتحلى بها المسلم.
- ويشمل ذلك الابتعاد عن الصفات السلبية مثل التشاؤم والإحباط.
حسن الظن بالله
- يعد حسن الظن بالله تعالى من الصفات الأساسية.
- إذ يتطلب ذلك اليقين برحمة الله واستيعاب معاني الآيات والأحاديث التي تشير إلى رحمته بعباده.
- مع الاعتبار الحكيم من الله عز وجل في المكافأة والمعاقبة حسب أفعال العباد.
الصبر على البلاء والرضا بالقضاء
- الرضا بقضاء الله والصبر على البلاء هما من الصفات الإيجابية الهامة، وقد ذكر الله تعالى في كتابه: “إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ”.
- لذا، ينبغي التحلي بالصبر، حيث أن الرضا منزلة أعلى من الصبر عند الله سبحانه وتعالى.
الشكر عند الرخاء
- الشكر يعتبر من الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم خلال أوقات الرخاء.
- كما نوه الله تعالى: “وَإِذ تَأَذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لَأَزيدَنَّكُم”.
- ويجب على المؤمن ألا يغفل عن شكر الله تعالى في جميع الأوقات على النعم التي أنعم الله بها علينا.
الدعوة إلى الأمل والنهي عن اليأس
- من الخصائص الأساسية التي تعكس الطاقة الإيجابية هي الاعتقاد بالأمل، والنهي عن اليأس والإحباط.
- وقد ورد ذلك في قول الله تعالى: “وَلا تَيأَسوا مِن رَوحِ اللَّـهِ إِنَّهُ لا يَيأَسُ مِن رَوحِ اللَّـهِ إِلَّا القَومُ الكافِرونَ”.
- ويجب التأكيد على أن رحمة الله تتجاوز معاصي العباد.
التفاعل الاجتماعي الإيجابي
- وأخيرًا، يتطلب التفاعل مع المجتمع أن يكون المسلم متعاونًا مع الآخرين.
- وينبغي أن يندمج في الحياة المجتمعية من خلال مساعدة الآخرين.
- كما يجب الاعتماد على النفس مع التوكل على الله سبحانه وتعالى.
- ويجب تجنب الاتكالية لأنها ليست من سمات المؤمن الحقيقية.
- على المسلم أن يقاوم جميع الأعمال السلبية من حوله ويشارك في كل الأعمال الصالحة التي تقربه إلى الله سبحانه وتعالى، مما يجعله فردًا إيجابيًا في هذه الحياة.