يُعتبر العلاج بالصوم من الأساليب الفعّالة في معالجة بعض الأمراض بطرق صحية. فالصيام يُعدّ أحد أركان الإسلام الأساسية، حيث يؤدي المسلمون هذه الشعيرة خلال شهر رمضان. ومع ذلك، على الصعيد الطبي، هناك فوائد عديدة للصيام تسهم في فقدان الوزن ومعالجة مجموعة متنوعة من الأمراض.
تعريف العلاج بالصوم
تشير الأبحاث الحديثة إلى أهمية الصوم في الوقاية من العديد من الأمراض، فضلًا عن كونه يساهم في تقليل مضاعفات الأمراض المزمنة. ومن أبرز فوائد الصيام ما يلي:
- الامتناع عن تناول الوجبات الدسمة لفترات معينة يسمح للجسم بتحسين عملية هضم الطعام والتخلص من الفضلات بشكل فعّال.
- يعزز الصيام من حرق الدهون في الجسم، حيث يعتمد الجسم في تلك الفترة على البروتينات، الفيتامينات، والمعادن الموجودة.
- يساهم شرب كميات مناسبة من الماء والعصائر في تنقية الجسم والدم من السموم، حيث تعتبر السوائل عنصرًا حيويًا لتحفيز الكلى على التخلص من المواد الضارة.
- يعتمد العلاج بالصوم على تناول سعرات حرارية محددة مع تقليل الدهون لفترات طويلة.
الصيام خلال شهر رمضان هو فرض على كل مسلم، ولكن هناك نوع آخر يعدّ صومًا طبيًا أو علاجيًا، حيث يسير هذا النوع وفق الطريقة التالية:
- الصيام المعتمد على شرب كميات كبيرة من الماء.
- يتراوح هذا النوع من الصيام بين يوم إلى ثلاثة أيام ويتم تحت إشراف طبي.
- تناول كميات متوازنة من البروتين، المعادن، والفيتامينات مع تجنب الكربوهيدرات لفترة زمنية معينة.
- الصيام الطبي المتقطع الذي يعتمد عليه بعض مرضى السمنة المرضية.
- وفي هذا النوع، يتم الصيام لساعات محددة ثم تناول وجبة متوازنة بالكمية.
الأمراض التي يمكن علاجها بالصوم
يساعد العلاج بالصوم على تنقية الجسم من كمية كبيرة من السموم، وهو وسيلة فعّالة للحد من مضاعفات الأمراض المزمنة. ومن أهم الأمراض التي يساهم الصوم في علاجها ما يلي:
- تنظيم ضغط الدم ومنع ارتفاعه.
- ينصح الأطباء بدمج نظام الصيام مع تناول الأدوية الخاصة بارتفاع ضغط الدم.
- خفض الوزن للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
- تقليل خطر الإصابة بأمراض تصلب الشرايين أو تليف الأعضاء مثل الكبد والكلى.
- تحسين الحالة الصحية لمرضى الالتهابات، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
- تخفيف الأعراض المرتبطة بأمراض الصدر مثل الربو والسعال المزمن.
ومن بين الأمراض التي يُمكن علاجها أو تخفيف آثارها بشكل كبير:
الصرع
- التحكم في نوبات الصرع التي تصيب الأطفال من خلال تطبيق نظام الصيام المتقطع.
- حيث أظهرت الدراسات تحسنًا ملحوظًا في حالات الأطفال الذين اتبعوا الصيام العلاجي.
تقليل آثار العلاج الكيميائي
- يمكن أن يُخفف الصوم الطبي من الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي، الذي يُعتبر العلاج الأساسي للسرطان.
- كما أن الالتزام بنظام غذائي صحي يساهم في حماية الخلايا من التلف.
- لذلك يُعتبر علاجًا مهمًا لأنواع متعددة من السرطان، بما في ذلك أورام المخ.
اضطرابات المعدة
- علاج الاضطرابات المعوية والجهاز الهضمي التي تصيب الأشخاص المتأثرين بأمراض مزمنة في المعدة، مثل سرطان القولون والبنكرياس وأمعاء.
علاج ارتفاع ضغط الدم
يُعتبر ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الشائعة بين الكثير من الناس، ويعود ذلك لعدة عوامل طبية. ويساهم الصوم في علاج هذا المرض كما يلي:
- يتم تحديد طريقة العلاج تحت إشراف الطبيب، حيث يُقيم الفترة اللازمة للعلاج بناءً على قدرة المريض.
- تستمر الفترة العلاجية الأولى من يومين إلى ثلاثة أيام لتقييم استجابة الجسم.
- يُقدم الطبيب الإرشادات الضرورية لتحديد نوع الطعام المناسب، والذي يعتمد بشكل كبير على الفواكه والخضراوات.
- تبدأ مرحلة العلاج التالية بصيام الماء، حيث يحصل الجسم على العناصر الغذائية من السوائل لفترة تمتد بين 10 إلى 12 يوم بإشراف الأطباء.
- تُعتبر هذه المرحلة حيوية لاستمرارية العلاج.
- بعد ذلك، يُسمح للمريض بتناول أنواع من الطعام قليلة الدسم، ويستر لصيغة “إعادة تغذية” والتي تستمر لمدة 7 أيام.
علاج السكري بالصوم
يُعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تصيب العديد من الأشخاص، حتى الأطفال. ويمكن للعلاج بالصوم في بعض الحالات أن يُحقق الفوائد التالية:
- تنظيم مستوى السكر في الدم، بحيث يسهل الصيام تكسير الجلوكوز.
- وبذلك، يُسهم في تقليل مستوى الأنسولين وزيادة الطاقة.
- التخلص من الدهون الزائدة التي تُعد من العوامل الرئيسية للإصابة بالسكري.
- كما يُساعد في تحسين أداء البنكرياس في تكسير الجلوكوز بشكل فعّال.
- إزالة الكوليسترول الضار من الجسم، مما يُقلل من مخاطر ارتفاع ضغط الدم وزيادة مستوى السكر.
- خفض مستوى حامض اليوريك، الذي يُمكن أن يُسبب العديد من الأمراض مثل حصوات الكلى.
- رغم فوائد الصيام لمرضى السكري، يجب اتباع إرشادات الطبيب لتجنب حدوث مضاعفات.
- يمكن أيضًا اعتماد نظام غذائي صحي خلال فترة الصيام، مثل تناول وجبات خفيفة بكميات مناسبة وشرب كميات كبيرة من السوائل.