لقد ترك سقراط أثرًا واضحًا وعظيمًا في مجالي الفلسفة والمنطق، ولا تزال أفكاره تُدرس في الجامعات والمدارس الثانوية في مختلف أنحاء العالم حتى يومنا هذا.
نشأة وحياة سقراط
- وُلِد سقراط في أثينا، اليونان، عام 470 قبل الميلاد.
- عمل والده نحاتًا وبناءً، بينما كانت والدته قابلة، مما أدى إلى حصوله على تعليم أساسي فقط، كما تعلم حرفته من والده في سن مبكرة قبل أن يتجه نحو الفلسفة.
- ورغم قلة المعلومات المتاحة حوله، إلا أن ما دوّنه تلاميذه، مثل أفلاطون، يشير إلى كونه واحدًا من أعظم الفلاسفة.
- تميز سقراط بشخصية قوية أثرت بشكل كبير على طلابه، وكانت فلسفته تدعو للتأمل والتمييز، مما جعله معروفًا بشكل واسع في ميدان المعرفة والأخلاق.
- تضمن فكره ضرورة سعي الرجال نحو الحكمة، ويعتبر سقراط من الشخصيات القليلة التي طبقت مبادئها الفلسفية على أرض الواقع.
- كما أنه لم يتخلَّ عن معتقداته حتى في أشد الظروف، مما أدى في النهاية إلى إنهاء حياته.
- انتقلت مبادئه وآراؤه الفلسفية عبر تلاميذه، مثل زينوفون وأفلاطون، الذين ساهموا بشكل كبير في نشر أفكاره في جميع أنحاء العالم.
- لم تكن حياة سقراط الزوجية ناجحة، ولذلك أطلق العديد من الأقوال حول الزواج، مثل: “احرص على الزواج، فإذا وجدت شريكة حياة جيدة ستكون سعيدًا، وإذا كانت سيئة ستصبح فيلسوفًا!”
- كان لسقراط إيمان راسخ بأن الفلسفة تملك القدرة على تحقيق الخير للبشر، حيث سعى لتطوير نظام أخلاقي يعتمد على العقل.
- وسعى لتوجيه البشر نحو خيارات تنبع من رغبتهم في السعادة الحقيقية، مبرزًا أن الحكمة نتاج التفكير العميق في الذات.
- كان سقراط ملمًّا بمذاهب الفلاسفة السابقين، مثل هيراكليتوس وبارمينيدس وأناكساجوراس.
- ساهم طلابه في نشر بعض من آرائه مثل رؤيته التي تحث على الابتعاد عن الشهوات الدنيوية، مثل المال والمظاهر، مع التركيز على أهمية البحث عن الذات والمعرفة.
- علاوة على ذلك، تميز سقراط بسعة اطلاعه قبل الوصول إلى سن الأربعين، وعندما أصبح مشهورًا، تم وصفه من قبل رئيس دلفي بأنه أذكى رجل في اليونان.
- في البداية، بدا أن الأثينيين معجبون بأفكاره، لكنهم سرعان ما شعروا بالخطر من تلك التغييرات في نمط حياتهم التقليدية.
- وبعد تغير المناخ السياسي في اليونان، أُصدر بحقه حكم بالإعدام بالسم عام 399 قبل الميلاد.
- كانت شخصية سقراط وآراؤه محل جدل وسخرية أحيانًا، حيث سخر منه العديد من الكوميديين، رغم أنه لم يكتب شيئًا بنفسه.
فلسفة سقراط
- أوضح سقراط أن الإنسان قد يعتقد أنه يملك من المعرفة ما يكفي لمواجهة الآخرين، رغم أنه غالبًا ما يتجاهل جهله الحقيقي، وأنه يعترف بجهله بخلاف الآخرين.
- قضى سقراط حياته في مناقشة مواضيع مثل الفضيلة والعدالة، ولم يكن مهتمًا بالمناصب السياسية، بل كان يركز على شؤونه الخاصة.
- تميز بشجاعته في المعارك العسكرية، لا سيما خلال الحرب البيلوبونيسية، مما كسبه العديد من الأعداء.
- يتصف أسلوب سقراط بما يُعرف بالأسلوب السقراطي الذي يمثل أسس الفكر الغربي في الفلسفة والمنطق، ورغم ذلك، تغير الوضع السياسي في اليونان، مما أدى إلى الحكم عليه بالإعدام.
- احتوت فلسفته أيضًا على تعليم الألغاز البلاغية وتقنيات التهرب من الدين.
- سعى سقراط لإنشاء نظام أخلاقي يستند إلى العقل البشري، مشددًا على ضرورة التفكير العميق للعيش بشكل مختلف.
- وكذلك، يجب على الفرد السعي لحياة مليئة بالأمن والطمأنينة.
الإرث السقراطي
- سقراط يُعتبر واحدًا من أعظم الفلاسفة، وعلى نطاق واسع يُعتبر أحد مؤسسي المدارس الفلسفية الرومانية واليونانية القديمة.
- تميز سقراط وتلاميذه بالاجتهاد في تفسير معاني العالم الخارجي وفهم القيم الداخلية للإنسان، على الرغم من الحياة الصعبة التي عاشها.
- أوضح سقراط في فلسفته أن الحكمة الحقيقية تأتي من معرفة الذات.
- كلما زادت المعرفة، زادت القدرة على اتخاذ قرارات هامة تؤدي إلى السعادة والراحة.
يمكنكم أيضًا التعرف على:
سقراط والحب
- قال أفلاطون، تلميذ سقراط، أن سقراط ذكر: “لقد تعلمت الكثير من امرأة ذكية منذ فترة طويلة”.
- وما زالت الحقائق المتعلقة بسيرة سقراط موضع نقاش بين المؤرخين، مما يجعل التأكد منها أمرًا صعبًا.
- وقد أُطلق على المرأة التي أحبها سقراط اسم ديوتيما، وقد اعتبرها الكثيرون شخصية خيالية.
- ومع إجراء أبحاث تاريخية، وُجد أن ديوتيما كانت شخصية حقيقية.
- التدقيق في نص المحادثة والأدلة التاريخية يُظهر أن “ديوتيما” كانت حقيقة، احتمال أن أفلاطون أسقط شخصيتها من الرواية.
- يبدو أن هذه الشخصية كانت أسبازيا من ميليتوس، التي أطلق عليها أفلاطون لقب الفيلسوفة في محاورة منكسينوس السابقة.
- تميّزت أسبازيا بجمالها وذكائها، ورغم قلة المعلومات حول حياتها، إلا أنها كانت معروفة بعلاقتها مع بريكليس، أحد أشهر السياسيين اليونانيين.
- المفاهيم المرتبطة بديوتيما في المحادثة تُعتبر محورية في فلسفة سقراط، وهي تتماشى مع أسلوب حياته الزاهد.
- تشير هذه المفاهيم إلى ضرورة تخلي العالم المادي عن المثل العليا، مع التركيز على أهمية تنمية الروح بدلاً من إرضاء الجسد.
نهاية الفيلسوف سقراط
- عارضت فلسفة سقراط سياسة بلده ومعتقداتها، مما أدى إلى الحكم عليه بالإعدام.
- لكن القانون في أثينا كان يسمح للمحكوم عليه بالاعدام اختيار عقوبة بديلة، وكان هذا الخيار متاحًا لسقراط.
- مع ذلك، اقترح سقراط أن تُكرّم المدينة بدلاً من ذلك على أعماله، مثل تزويده بمقابل لخدماته في توعية الشعب.
- لکن المحلفين استنكروا الاقتراح وأصدروا بحقّه حكم الإعدام باستخدام مزيج من الشوكران المسموم.
- تأثر العديد من الناس بحكم الإعدام وهو في السبعين من عمره.
- بعض الأصدقاء المقرّبين اقترحوا عليه دفع الرشوة لحراس السجن للهرب، لكنه رفض بشدة، مؤكدًا أنه لا يخاف من الموت وأنه يفضل مواجهة مصيره.
- كما أضاف أنه كمواطن أثيني مخلص، يتقبل جميع القوانين حتى لو كانت تؤدي إلى حكم بالإعدام.
- وصف أفلاطون لحظات موت سقراط بأنه تناول السم دون تأخير أو ندم.
- ثم بدأ السم يؤثر على جسده ليشعر بالخدر التدريجي حتى يصل إلى قلبه.
- عندما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة، ذكر سقراط أن الموت هو تحرر الروح من الجسد.