الفضاء
الفضاء هو منطقة ثلاثية الأبعاد حيث تحدث الأحداث في موقع واتجاه معين. يُنظر إلى الفضاء باعتباره الحدود الخارجية لكوكب الأرض ويتضمن عدة عناصر، من أبسطها الشمس والقمر، وطبقات الغلاف الجوي المختلفة، بالإضافة إلى الكواكب التسعة، حيث تعتبر الأرض واحدة من هذه الكواكب.
المركبات الفضائية
يمكن تعريف المركبات الفضائية بأنها كبسولات أو عربات مصنوعة خصيصًا للتحليق خارج غلاف الأرض، أي في الفضاء الخارجي. تتنوع مهام هذه المركبات، فبعضها مصمم لوضع الأقمار الصناعية في مدار حول الكرة الأرضية، بينما يهدف بعضها الآخر إلى الرصد الكوني. يمكن أن تكون هذه المركبات مأهولة أو غير مأهولة، وذلك حسب الهدف من إرسالها إلى الفضاء.
تُطلق أسماء مختلفة على المركبات الفضائية لتمييز المأهولة منها عن غير المأهولة؛ فالمركبات التي تحمل كائنات حية تُعرف بـ”المركبات”، بينما تُسمى المركبات التي لا تحتوي على كائنات حية “أقمارًا صناعية”. كما يُستخدم مصطلح “العربات الفضائية” للإشارة إلى المركبات التي تحمل معدات بحثية لأغراض معينة.
سبوتنيك: أول مركبة فضائية روسية ناجحة
تُعتبر سبوتنيك أول مركبة فضائية أُنتِجَت من قبل الإنسان وأُطلقت في مدار حول الأرض، حيث أطلقها الاتحاد السوفيتي في الرابع من أكتوبر عام 1957 من منطقة بايكونور في كازاخستان، والتي كانت خاضعة للإشراف السوفيتي آنذاك. تم وضع سبوتنيك في مدار إهليجي حول الأرض بسرعة تصل إلى 29000 كم/ساعة، وقد استغرقت دورتها الكاملة حول الأرض 96.2 دقيقة.
نجحت سبوتنيك في قياس مدى ارتفاع الطبقات العليا من الغلاف الجوي المحيط بالأرض وتحديد كثافتها، وجمعت بيانات حول الأجسام الدقيقة التي تعبر من الفضاء المحيط بالأرض. كما وفرت معلومات مهمة عن كيفية انتشار الإشارات اللاسلكية في إحدى طبقات الغلاف الجوي المعروفة بالإينوسفير، وكانت سبوتنيك تبث إشاراتها إلى الكرة الأرضية.
أسباب اندهاش العالم بسبوتنيك
بدأت القصة بعد إعلان البيت الأبيض عن مشاريعه لإطلاق قمر صناعي في السنة الجيوفيزيائية التي امتدت من 1 يوليو 1957 إلى 31 ديسمبر 1958، حيث اقترح البيت الأبيض على وكالات حكومية البحثية تقديم الدعم اللازم للمشروع. وتم اختيار مختبر البحوث البحرية في سبتمبر 1955 ليكون ممثلًا للولايات المتحدة خلال هذه السنة.
في عام 1957، فاجأ الاتحاد السوفيتي العالم بإطلاق سبوتنيك، مما جذب انتباه الجميع ودهشتهم. لم تكن مفاجأة إطلاق سبوتنيك هي السبب الوحيد لدهشة العالم، بل كانت مواصفاته تضاهي القمر الصناعي الذي كانت تخطط الولايات المتحدة لإطلاقه. إذ كان وزن سبوتنيك يفوق وزن القمر الصناعي الأمريكي بقدر 3.5 أرطال، مما أثار مخاوف عالمية بشأن قدرة الاتحاد السوفيتي على إطلاق أقمار صناعية يمكنها حمل الأسلحة النووية إلى الولايات المتحدة.
آثار إطلاق سبوتنيك
بعد إطلاق سبوتنيك، بدء عصر الفضاء، حيث كان لهذا الحدث تأثيرات كبيرة على الأصعدة السياسية والعسكرية والعلمية والتكنولوجية، كما أدى إلى نشوء سباق الفضاء بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأميريكية. بعد إطلاق سبوتنيك في أكتوبر 1957، أطلق السوفيتيون سبوتنيك 2 في نوفمبر من نفس العام، محملاً بكلب يدعى لايكا، وأدى ذلك إلى:
- موافقة وزيرة الدفاع الأمريكية على تمويل مشاريع أقمار صناعية أمريكية جديدة، كاستجابة للضجة السياسية التي نتجت عن إطلاق سبوتنيك 2.
- إطلاق الولايات المتحدة الأمريكية لقمر صناعي بحمولة علمية خفيفة يُعرف بإكسبلورر 1 في 31 يناير 1958، والذي استطاع اكتشاف نطاق الإشعاع المغناطيسي المحيط بالأرض.
- تأسيس إدارة الطيران والفضاء الوطنية (ناسا) في الولايات المتحدة في يوليو 1958.
- إصدار الكونغرس الأمريكي القانون الوطني للملاحة الجوية والفضاء، المعروف بقانون الفضاء.
المركبات الفضائية المأهولة
تقتصر رحلات المركبات الفضائية المأهولة على ثلاثة دول حتى اليوم: الصين، والاتحاد السوفيتي (الذي يُعرف حاليًا بروسيا)، والولايات المتحدة الأمريكية. وفيما يلي أبرز هذه المركبات:
- فوستوك 1: هي أول مركبة فضائية مأهولة أطلقتها روسيا، حيث كانت تحمل رائد الفضاء يوري غاغارين، الذي أتم دورة كاملة حول الأرض. وقد قامت فوستوك 1 برحلات أخرى أيضًا تحمل رواد فضاء آخرين.
- فريدوم 7: هي ثاني مركبة فضائية مأهولة، أُطلقت من الولايات المتحدة كجزء من برنامج ميركوري، وبلغت ارتفاعًا قدره 187 كيلومترًا دون أن تدور حول الأرض، وكان على متنها رائد الفضاء ألان شيبارد.
- شنجو: تم إرسال أول مركبة فضائية صينية مأهولة تحمل هذا الاسم في عام 2003.
بعد هذه الرحلات، تزايدت الرحلات المأهولة، حيث تمكن الاتحاد السوفيتي من إرسال عدة مركبات فضائية مختلفة مثل سايوز وفوشخود، بالإضافة إلى إرسال أقمار صناعية متعددة ومحطات مأهولة مثل مير وساليوت. ولقد قامت الولايات المتحدة أيضًا بإطلاق العديد من الرحلات المأهولة، بما في ذلك إنزال أول رائد فضاء على سطح القمر، نيل أرمسترونغ، الذي تبعه صديقه باز آلدرين في 20 يوليو 1969.