مفهوم الخلع الرضائي
- الخلع الرضائي يُعرف بأنه قبول الزوج بإنهاء عقد الزواج مقابل دفع الزوجة لبعض التعويضات التي تكون قد تم التوافق عليها بين الطرفين، وذلك من خلال استعمال ألفاظ محددة تشير إلى الطلاق.
- وهذا يتوافق مع قول الله تعالى: (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). [سورة البقرة الآية 229].
- وبالتالي، فإن الزوج ليس ملزمًا برفض التعويضات التي يتم تقديمها لإنهاء عقد النكاح.
أسباب الخلع الرضائي
قد شرع الله الطلاق للرجل نظرًا لحكمة الرجال في إدارة الأمور، إلا أن المرأة أيضاً لها الحق في المطالبة بالخلع الرضائي بناءً على عدة أسباب، من أبرزها:
الكراهية لبعض صفات الزوج
- إذا أصبحت الحياة الزوجية مستحيلة لأي سبب يتعلق بالأخلاق، مما يجعل الزوجة تعاني من عدم التوافق.
- إذا كان هناك عنف أو اعتداء من الزوج على الزوجة، مثل الضرب أو الشتم، فهذا يعطيها الحق في طلب الخلع.
النفور من مظهر الزوج
- النفور من مظهر الزوج وعدم القدرة على الاستمرار في العلاقة بسبب عيوب جسدية لا تحتمل.
- أي علة في شخصية الزوج تجعل المعاشرة الزوجية صعبة أو مستحيلة يُمنح الزوجة الحق في طلب الخلع.
تقصير الزوج في الدين
- عندما يتعذر على الزوج الالتزام بتعاليم دينه، ويرتكب المحرمات، يحق للزوجة أن تطلب الخلع.
إذا شعرت بالتقصير تجاه الزوج
- إذا كانت الزوجة غير قادرة على الوفاء بحقوق الزوجية أو كانت تؤدي إلى إلحاق الأذى به، فهذا يبرر طلب الخلع.
- كذلك، إذا كان لديها مخاوف من مخاطر الشهوات والحرام، فيتوجب عليها أن تطلب الخلع.
أدلة مشروعية الخلع
بعد التمييز بين الخلع القضائي والخلع الرضائي، نود استعراض الأدلة الشرعية التي تبيح الخلع، ومنها:
- قال الله تعالى: (وَلا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). [سورة البقرة الآية 229].
- هذه الآية تشير إلى جواز الخلع شرعًا مقابل تعويض مالي تقدمه الزوجة في سبيل إنهاء عقد الزواج بشكل ودي.
- وقد روى عبد الله بن عباس أن امرأة ثابت بن قيس جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: “يا رسول الله، ما أعاب عليه في دين أو خلق، ولكنني أخاف الكفر”، فقال النبي: “فتردين عليه حدائقه؟” فأجابت: “نعم”، وتم الانتقال للخلع.
- هذا الحديث يعكس جواز الخلع مقابل تنازل الزوجة عن مهرها أو أي تعويض، شرط التوافق بين الزوجين لإبطال عقد الزواج.
تعريف الخلع القضائي
- الخلع القضائي يُشير إلى رغبة الزوجة في إنهاء حياتها الزوجية من خلال تقديم دعوى خلع، وهذا يحدث بغض النظر عن رغبة الزوج، مما يتطلب اللجوء إلى القضاء لإتمام الطلاق.
حكمة الخلع القضائي
- توجد حكمة كبيرة في الخلع القضائي، فهو يحمي الزوجة ويحفظ حقوقها، ويُمكنها من التخلص من الظلم.
- عندما يمتنع الزوج عن الانفصال بالتراضي، شرع الله للقضاء اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء عقد الزواج بشكل قضائي.
حقوق الزوجة بعد الخلع القضائي
- تستحق الزوجة فترة العدة التي تبلغ ثلاثة أشهر إذا كانت غير حائض، وثلاثة قروء للحائض.
- أما الزوجة الحامل، فإن فترة عدتها تستمر حتى تضع مولودها وتثبت نسب الطفل، كما يحق لها النفقة.
الإرادة والموافقة:
- الطلاق: يتم بإرادة الزوج وموافقته، ويتم بلفظ منه دون الحاجة لموافقة الزوجة.
- الخلع: يتحقق بإرادة الزوجة وموافقتها، ومن دون لفظ من الزوج.
إعادة الزوجة:
- في حالة الطلاق، يتمكن الزوج من إرجاع زوجته بعد الطلقة الأولى والثانية بدون الحاجة لعقد جديد.
- أما في حالة الخلع، فإن الزوج لا يمكنه إرجاع زوجته إلا بعد إجراءات جديدة تشمل شروطًا مثل موافقة الزوجة وولي أمرها وحضور شاهدين.
عدد الطلقات والاحتساب:
- الطلاق: يمكن احتسابه كواحدة من عدد الطلقات التي يملكها الزوج.
- الخلع: لا يُحتسب كإحدى الطلقات، بل يعتبر النهاية للعصمة الزوجية.
الحكم والإثبات:
- الطلاق: يمكن أن يحدث بين الزوجين بالتراضي دون حاجة للقضاء.
- الخلع: يتطلب حكمًا شرعيًا أو قضائيًا ولا يُثبت إلا بقرار رسمي من المحكمة.