أهمية الشباب في الإسلام
يعتبر الشباب عمود الأمة الإسلامية وممثلاً لقوتها وحضارتها، حيث أتى الإسلام ليعزز من قيمة هذه الفئة، وقدم لها رعاية خاصة. كان النبي -صلى الله عليه وسلم- محاطًا بعدد كبير من الصحابة الشباب الذين قاموا بنشر رسالة الإسلام في مختلف أنحاء العالم. وقد ذكر القرآن الكريم فضل الشباب المؤمنين، حيث قال سبحانه وتعالى: (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى).
الشباب وفق السنة النبوية
تبرز أهمية الشباب أيضًا من خلال التوجيهات النبوية؛ فقد وردت في الخطاب النبوي العديد من الأحاديث التي تعكس الاهتمام بهذه الفئة المهمة من المجتمع. فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وُجاء).
كما دعا النبي الشباب إلى اغتنام الفرص لبناء شخصياتهم في مجالات متعددة، حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: (اغتنم خمسًا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. وشاب نشأ في طاعة الله). وقد كلف النبي -عليه الصلاة والسلام- العديد من الشباب بمهمات عديدة، ومن ذلك:
- تكليف مصعب بن عمير بأن يكون أول سفيرٍ للإسلام، حيث أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة ليعلم أهلها دينهم والقرآن.
- أسند النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى أسامة بن زيد قيادة جيش للتوجه لقتال الروم في الشام، وكان عمره ثمانية عشر عامًا فقط.
- كما أراد كل من زيد بن ثابت وعمرو بن أبي وقاص أن يشاركا في غزوة بدر، رغم أن أعمارهم كانت 14 سنة.
الشباب عمود المجتمع
يمثل الشباب ركيزة المجتمع ودعامته الأساسية، فبدون حيوية وطاقات الشباب، لما تمكنت الكثير من الأمم من النهوض وتحقيق الحضارة. فالهيكل الاجتماعي يحتاج إلى جهود قوية وفعالة لبنائه، حيث يقدم الكبار والشيوخ الرأي والنصيحة، بينما يسهم الشباب بالطاقة والجهد والعمل، مما يحقق التوازن بين الأجيال المختلفة في منظومة اجتماعية متناغمة.
وقد أشار المفكرون والباحثون إلى أن مرحلة الشباب تُعرف عادةً بأنها الفترة التي تتراوح بين البلوغ وسن الأربعين، وبعضهم يمتد بها إلى سن الخمسين، مستشهدين بقوله تعالى: (حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة). وقد بعث الله تعالى العديد من الأنبياء في سن الأربعين، ومن ضمنهم سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام-.