هذا البحث يتناول القمر بشكل شامل، حيث يُعتبر القمر هو القمر الطبيعي الوحيد لكوكب الأرض، ويحتل المرتبة الخامسة من حيث الحجم بين كافة الأقمار في النظام الشمسي. يتميز القمر بأنه الكائن الوحيد الذي تمكن الإنسان من الهبوط عليه بعيداً عن الأرض، وهو مصدر الضوء و اللمعان في الليل. في هذا البحث، سنستعرض حقائق متنوعة عن القمر.
مقدمة عن البحث حول القمر
يُعرف القمر بأنه جسم مضيء يُضيء السماء ليلاً، وهو عبارة عن كائن صلب مليء بالنتوءات والتشوهات والحفر. وقد أُطلق عليه هذا الاسم لأنه القمر الوحيد المكتشف على كوكب الأرض، قبل أن يكتشف العالم جاليليو جاليلي الأقمار الأربعة الأخرى التي تدور حول كوكب المشتري عام 1610 ميلادي.
ما هو القمر؟
- يدعى القمر في اللغة اللاتينية “لونا”، وهو الوحيد الذي استكشفه البشر في كوكب الأرض. ويبلغ قطر القمر حوالي 1,737.5 كم، أي أقل بقليل من ثلث عرض الأرض.
- القمر يبتعد عن الأرض بمعدل 54 سم سنوياً، ومع مرور الوقت، زادت المسافة ليصبح 384,400 كم، ويتضمن سطح القمر بعض الحفر والتضاريس، التي تصل عرضها إلى نحو 85 كيلو متر.
- يضيء القمر الأرض ليلاً، ويتميز باللمعان والشكل الجذاب، مما جعله رمزاً للعواطف والرومانسية، وذُكر في الكثير من الأبيات الشعرية والقصائد، حيث يتم وصف الفتاة الجميلة بـ “البدر”، وهو أحد أطوار القمر.
- إلى جانب كونه جسماً مضيئاً في السماء، فإن للقمر تأثيراً كبيراً على حياة البشر، حيث تُحدد مواعيد العديد من المناسبات الدينية بناءً على أطوار القمر، مثل رؤية هلال رمضان، ورؤية هلال شهر ذي الحجة، وتحديد موعد موسم الحج، وكذلك يوم وقفة عرفات وعيد الأضحى. يعتمد التقويم العربي على تلك الأطوار المختلفة للقمر.
ما يوجد على سطح القمر
- يتكون سطح القمر من مجموعة عناصر، مثل الأكسجين بنسبة 43%، والسيليكون بنسبة 20%، والمغنيسيوم بنسبة 19%، والحديد بنسبة 10%، والكالسيوم والألمنيوم بنسبة 3%، والكروم بنسبة 0.42%، والتيتانيوم بنسبة 0.18%، والمنغنيز بنسبة 0.12%.
- ينقسم سطح القمر إلى وجهين، أحدهما يُعرف بالوجه القريب الذي يتجه نحو كوكب الأرض، وينقسم إلى قسمين: جزء يحتوي على مرتفعات قمرية ذات لون فاتح، بينما الجزء الآخر يمتاز بمناطق منخفضة ذات لون غامق تملؤه الحمم البركانية الناتجة عن الانفجارات البركانية عبر التاريخ، ويُعرف باسم المارينا.
- الوجه الآخر للقمر، وهو البعيد عن الأرض، يختلف تماماً عن الوجه القريب، إذ يفتقر إلى المادة السوداء والمناطق الغامقة.
- سطح القمر مغطى بمادة الريغوليث، وهي تربة ناعمة كالتي توجد في البودرة، إلى جانب بعض الحجارة المفتتة الناتجة عن اصطدام النيازك بسطح القمر.
تاريخ تكون القمر
- تفيد الدراسات أن تاريخ تشكل القمر يعود إلى الاصطدام الهائل الذي وقع بين كوكب الأرض وجسم عملاق قبل 4.6 مليار سنة، وذلك بعد فترة قصيرة من نشوء النظام الشمسي.
- تسبب هذا الاصطدام في تكوين سحابة مكونة من الصخور التي تطايرت نتيجة ذلك، وبدأت هذه السحابة بالدوران حول الأرض، ثم بردت وتصلبت بعد أن تشكلت منها مجموعة من الأجسام التي وحدت لتكون القمر.
تركيب القمر
- يتكون القمر من ثلاث طبقات رئيسية: النواة، الستار الصخري، والقشرة.
- النواة هي نواة حديدية صغيرة، يبلغ سمكها حوالي 680 كيلو متر، وتشكل حوالى 2% من إجمالي كتلة القمر، وتحتوي على بعض العناصر مثل الكبريت.
- الستار الصخري يتكون من صخور تحتوي على نسب عالية من المغنيسيوم والحديد، ويبلغ سمك هذا الستار حوالي 1339 كيلو متر.
- القشرة الخارجية الرقيقة لها عمق يبلغ 70 كيلو متر، وتتميز بوجود الحفر والنقاط الناتجة عن اصطدام الشهب بها على مر العصور.
- أكبر حفرة على سطح القمر هي فوهة حوض أيتكين عند القطب الجنوبي، والتي يصل عرضها إلى 2,500 كيلو متر، أي نصف عرض أمريكا، وعمقها يقارب 8 كيلو متر.
أطوار القمر
- يمر القمر بما يقارب ثمانية أطوار كل شهر، وهي: المحاق، الهلال المتزايد، التربيع الأول، الأحدب المتزايد، البدر، الأحدب المتناقص، التربيع الأخير والهلال المتناقص.
1-
طور المحاق
- خلال هذا الطور، يكون الجزء الموجه نحو الأرض من القمر معتماً، ولا يمكن رؤيته في السماء، ويعرف بـ “المحاق” أو new moon.
2-
الهلال المتزايد
- يمكن رؤية القمر في هذا الطور بشكل مباشر بعد غروب الشمس.
3-
التربيع الأول
- يحدث هذا الطور بعد سبعة أيام من المحاق، حيث يمكن رؤية جزء مضيء من القمر في النصف الأول من الليل.
4-
الأحدب المتزايد
- في هذا الطور، يصبح القمر مضيئاً بالكامل ويسهل رؤيته في سماء الليل.
5-
البدر
- يظهر القمر في هذا الطور مضيئاً بالكامل، ويمكن رؤيته بعد الغروب مباشرة واختفائه بعد شروق الشمس.
6-
الأحدب المتناقص
- يظهر القمر مضيئاً في هذا الطور في الساعات الأخيرة من الليل وفي الصباح الباكر، كما يمكن رؤيته في النهار.
7-
التربيع الأخير
- في هذا الطور يتواجد نصف القمر مضاءً، ويمكن رؤيته في الصباح الباكر وعلى مدار النهار.
8-
الهلال المتناقص
- تُعتبر هذه المرحلة هي المرحلة الأخيرة للقمر، حيث يمكن رؤية جزء بسيط مضاء من القمر في الصباح الباكر.
حركة القمر
- يدور القمر حول الأرض خلال فترة تقدر بـ 27.3 يوماً، ولكن بسبب حركة الأرض حول الشمس تتسع هذه الفترة لتصل إلى 29.5306 يوماً، تؤثر حركة القمر على الأرض بأشكال متعددة.
1-
ظاهرة المد والجزر
- المد والجزر هو تأثير طبيعي يحدث نتيجة حركة القمر، حيث يتسبب في ارتفاع وانخفاض مستويات المياه في البحار بسبب جاذبية القمر.
2-
إبطاء دوران الأرض
- تخسر الأرض جزءاً من طاقتها نتيجة جاذبية القمر، مما يتسبب في زيادة الوقت بمقدار 2.3 ملي ثانية كل قرن، كما يبتعد القمر عن الأرض نتيجة جذب الطاقة من كوكب الأرض.
3-
استقرار المناخ
- يؤدي الاستقرار المناخي إلى ازدهار الحياة على كوكب الأرض، ويحدث هذا بسبب تعديل الاضطرابات في الميل المحوري للأرض.
4-
حركة القمر حول محوره
- يدور القمر حول محوره بالتزامن مع دورانه حول الأرض، مما يجعله يُظهر نفس الجانب للأرض طوال الوقت.
ظاهرة خسوف القمر
- في الماضي، لم يكن أحد يعرف أسباب ظاهرة خسوف القمر، مما أدى إلى ظهور الكثير من الأساطير حولها؛ حيث كان يعتقد المصريون القدماء بأن خسوف القمر هو نتيجة لابتلاع خنزير للقمر.
- في ألمانيا كان يُعتقد أن حيوان الجاكوار المائي يلتهمه، بينما في الصين كان يُعتقد أن الضفدع ذو الثلاث أرجل هو من يسبب اختفائه.
- الأرض تحتوي على منطقتين من الظل، واحدة منها مظلمة دائماً ولا تصل إليها أشعة الشمس، تُعرف بمنطقة الظل، بينما المنطقة الأخرى هي شبه الظل التي تصل إليها جزء من أشعة الشمس، بسبب حجمها الكبير.
- تحدث ظاهرة خسوف القمر عندما تقع الأرض بين القمر والشمس، وتوجد عدة أنواع لهذه الظاهرة: الخسوف القمري الجزئي، الخسوف القمري الناقص، والخسوف القمري الكلي.
معلومات شاملة عن القمر
- عمر القمر يقدر بـ 4.6 مليار سنة، وهو نفس عمر كوكب الأرض، وقد توصل العلماء إلى ذلك من خلال قياس عمر الصخور المكونة للقمر.
- المسافة بين القمر والأرض تبلغ حوالي 384,000 كيلو متر، وقطر القمر يبلغ 3,476 كيلو متر، وتُعادل كتلة القمر حوالي 1/80 من كامل كتلة كوكب الأرض.
- يدور القمر حول محوره خلال 27.3 يوم، وهي نفس المدة اللازمة التي يدور فيها حول الأرض.
- يتميز القمر بأنه بيضاوي الشكل بدلاً من كونه دائري.
- حظي 12 شخصاً بشرف الهبوط على سطح القمر، وكان أولهم نيل أرمسترونغ في عام 1969 ميلادي.
- يتسم القمر بمناخ قاسي وجاف مليء بالأتربة والغبار.
- مجموع حجم القمر وحجم الأرض أكبر من حجم كوكب بلوتو مع قمريه.
- لا تحدث على سطح القمر أي ظواهر طبيعية كما هو الحال في الكواكب الأخرى، نظراً لعدم وجود غلاف جوي مشابه للكواكب الأخرى في المجموعة الشمسية.
- يوجد أكثر من خمسة آلاف حفرة وفوهة على سطح القمر.
خاتمة البحث حول القمر
في ختام بحثنا الشامل عن القمر، نأمل أن نكون قد سلطنا الضوء على معلومات قيمة ومفيدة، حيث قمنا بتقديم حقائق ومعلومات نادرة تتعلق بالقمر، إضافةً إلى تناول أطواره، وتكوينه الداخلي والخارجي، وظاهرة خسوفه وغيرها من الحقائق المثيرة.