الحمل العنقودي وزيادة مستويات هرمون الحمل

الحمل العنقودي، المعروف أيضاً باسم الحمل الكاذب، يعد من المضاعفات الطبية النادرة المرتبطة بالحمل. يتميز هذا النوع من الحمل بنمو غير طبيعي للخلايا، التي عادة ما تتطور لتشكيل المشيمة.

هناك نوعان من الحمل العنقودي: الحمل العنقودي الجزئي والحمل العنقودي الكامل.

ما هو الحمل العنقودي؟

الحمل العنقودي يشير إلى تطور غير طبيعي في نمو الحمل بشكل عام، مما يؤدي إلى عدم تشكيل مشيمة تحتوي على أجزاء طبيعية أو جنين سليم، بحيث تتكون المشيمة في شكل تكيسات وحويصلات غير طبيعية.

ينقسم الحمل العنقودي إلى نوعين:

النوع الأول

  • في هذا النوع، توجد بعض أنسجة المشيمة لكنها لا تسبب أي ضرر، مع وجود أجزاء غير سليمة من الجنين. في هذه الحالة، لا يتم تكوين جنين داخل الرحم، ويُطلق عليه اسم الحمل العنقودي الجزئي.

النوع الثاني

  • هنا، لا يحدث أي تطور طبيعي في المشيمة أو خلايا الجنين، مما يجعل الحمل يشبه الورم. قد يتحول هذا الورم إلى نوع من أنواع السرطان النادرة.
    • لذا، من المهم أن يقوم الطبيب بمراقبة تطور هذا الحمل واتخاذ الإجراءات السريعة اللازمة، مثل الإجهاض.

أعراض الحمل العنقودي

توجد مجموعة من الأعراض التي قد تظهر لدى المرأة، وقد يلاحظها الطبيب خلال الفحص.

تشمل هذه الأعراض ما يلي:

  • حدوث اضطراب هرموني في الجسم، قد يرافقه خلل في هرمونات الغدة الدرقية.
  • خلال فترة الحمل، قد تلاحظ المرأة نزول بعض الحويصلات من المهبل، لكن هذا العرض يظهر فقط في حالات بسيطة تتأخر فيها التشخيص والعلاج.
  • يمكن للطبيب رؤية كيس الحمل عن طريق السونار، حيث لا يوجد فيه جنين، بل يبدو فارغاً.
  • يشعر المصاب بالأعراض الشبيهة بالحمل الطبيعي مثل الغثيان والقيء، لكن هذه الأعراض تكون أكثر حدة في الحمل العنقودي.
    • تشمل الأعراض أيضاً ظهور نزيف خلال الأسابيع الأولى من الحمل، أو في الشهر الثاني، حيث يكون لون الدم مائلاً للبني وليس الأحمر الفاتح.
  • أيضاً، يُلاحظ ارتفاع كبير في مستويات هرمون الحمل في التحاليل.

الحمل العنقودي وارتفاع هرمون الحمل

  • يؤدي الحمل العنقودي إلى ارتفاع كبير جداً في مستوى هرمون الحمل “HCG”، الذي يُفرز، مما يمكن ملاحظته في نتائج التحليلات.
  • هذا يختلف عن الكمية التي يتم إفرازها في الحمل الطبيعي. يتم قياس مستوى هرمون الحمل كخطوة أولى للتأكد مما إذا كان الحمل عنقودياً أم طبيعياً.

أسباب الحمل العنقودي

عادةً ما يحدث الحمل الطبيعي نتيجة تلقيح بويضة من المرأة التي تحتوي على 23 كروموسوم بواسطة حيوان منوي من الرجل، ليصبح المجموع 46 كروموسوم.

لكن في حالة الحمل العنقودي، يصبح الرجل هو المصدر الوحيد للكروموسومات. وتكون الكروموسومات الخاصة بالمرأة مفقودة، مما يؤدي إلى تضاعف الخلايا وحدوث حمل غير طبيعي.

يمكن أن يحدث الحمل الكاذب عند تلقيح بويضة بواسطة اثنين من الحيوانات المنوية، مما ينتج عنه عدد غير طبيعي من الكروموسومات، وقد يتطور الحمل ليصبح عنقودياً.

تزداد فرص حدوث الحمل العنقودي مع تقدم المرأة في العمر أو عند زواج الفتاة مبكراً، كما أن النساء اللاتي تعرضن لحمل عنقودي سابقاً يكنّ عرضة لتكرار هذه الحالة مرة أخرى.

تشخيص الحمل العنقودي

عند الشك في وجود حمل عنقودي، يتم قياس مستوى هرمون الحمل في الدم بالإضافة إلى استخدام السونار.

يُوجه السونار نحو الأنسجة في منطقة الحوض والبطن. في بداية الحمل، تكون قناتا فالوب والرحم قريبتين من المهبل، مما يسمح باستخدام السونار المهبلي.

يمكن اكتشاف الحمل العنقودي الكامل في وقت مبكر من الأسبوع الثامن أو التاسع، حيث يكشف السونار عن مشيمة سميكة على شكل عنقود عنب تملأ الرحم، دون وجود السائل المحيط بالجنين في الحمل الطبيعي.

في حالة الحمل العنقودي الجزئي، قد يوجد مستوى قليل من السائل حول الجنين، مع وجود جنين محدود النمو ومشيمة سميكة على شكل عنقود عنب.

عند اكتشاف الحمل العنقودي، يقوم الطبيب أيضاً بالتحقق من وجود مضاعفات أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل أو الأنيميا.

عوامل الخطر المرتبطة بالحمل العنقودي

رغم عدم وجود سبب واضح للحمل العنقودي، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمال حدوثه.

من أبرز هذه العوامل:

العرق

  • توفر إحصائيات تشير إلى أن احتمال حدوث الحمل الكاذب يتضاعف بمقدار مرتين لدى النساء الآسيويات مقارنة بالنساء من أعراق أخرى.

العمر

  • تبين بعض الدراسات أن معظم حالات الحمل العنقودي تحدث لدى النساء فوق سن الأربعين وأيضاً عند المراهقات.

التاريخ الصحي

  • إذا لم تتعرض المرأة لحمل عنقودي سابق، فإن احتمال حدوثه يكون 1 من 600. أما في حالة الحمل العنقودي مرة واحدة، فإن النسبة ترتفع إلى 1 من 80.
  • إذا حدث الحمل العنقودي مرتين أو أكثر، فإن فرصة حدوثه مرة أخرى قد تصل إلى 20%.

علاج الحمل العنقودي

عند تشخيص الحمل العنقودي باستخدام السونار، يتم تحديد العلاج بناءً على إحدى الطرق الثلاث التالية:

العلاج الدوائي

  • قد يصف الطبيب بعض الأدوية في حالات الحمل الكاذب، خاصة إذا كان النسيج الناتج عن الحمل الكاذب كبيراً جداً، مما يعيق إزالته بالطريقة التقليدية. تساعد هذه الأدوية في إخراج النسيج غير الطبيعي عبر المهبل.

الشفط الطبي

  • تتم هذه الطريقة تحت التخدير العام، حيث يتم استخدام أنبوب طبي خاص يُدخل عبر المهبل للوصول إلى الرحم وإزالة النسيج غير الطبيعي.
  • هذه الطريقة ناجحة عادة في معظم حالات الحمل الكاذب، ويمكن للمرأة العودة إلى المنزل في نفس اليوم.

استئصال الرحم

  • يجب أن يتم استئصال الرحم فقط في الحالات التي لا ترغب فيها المرأة بالإنجاب مستقبلاً.

الوقاية من الحمل العنقودي

  • ينبغي على المرأة التي تعرضت لحمل عنقودي سابق متابعة الحمل عن كثب في مراحله المبكرة.
  • يجب إجراء الفحوصات اللازمة في بداية الحمل الجديد، حيث تكون احتمالية حدوث الحمل العنقودي أكبر بعشر مرات مقارنة بالنساء الأخريات.
  • يعد الإجهاض عملية صعبة ومحزنة، لذا من الضروري منح النفس والجسم فترة للتعافي بعد الحمل الكاذب.
  • توجد مجموعات دعم على الإنترنت يمكن من خلالها مشاركة التجارب مع الآخرين وتلقي الدعم من نساء مروا بتجارب مشابهة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *