تعريف بأبراهام لينكولن
يعتبر أبراهام لينكولن الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الأمريكية، حيث تولى منصب الرئاسة في عام 1861. يُعرف بأنه صاحب إعلان التحرير الذي أصدره في عام 1863 والذي من خلاله حرر العبيد في المناطق الكونفدرالية. يُعتبر لينكولن واحدًا من أبرز الشخصيات في تاريخ أمريكا نظرًا لدوره الحاسم في الحفاظ على الاتحاد خلال الحرب الأهلية الأمريكية وتحرير العبيد.
ميلاد ونشأة أبراهام لينكولن
وُلِد أبراهام لينكولن في الثاني عشر من فبراير عام 1809 في مقاطعة هاردن بولاية كنتاكي. كان والده، توماس لينكولن، رائدًا يحظى باحترام المجتمع، بينما كانت والدته، نانسي هانكس لينكولن، قد توفيت عندما كان في التاسعة من عمره، وهو الأمر الذي ترك أثرًا عميقًا عليه. تزوج والده بعد عام من وفاة والدته من سارة بوش جونستون، الأرملة التي كانت لديها ثلاثة أطفال، وأصبح لينكولن قريبًا منها.
في عام 1817، اضطرت العائلة إلى مغادرة موطنها الأصلي بسبب نزاع على الأراضي، وانتقلت للعيش في أرض عامة قبل أن يتمكن توماس لينكولن من شراء أرض جديدة. في عام 1830، انتقلت العائلة مرة أخرى إلى مقاطعة ماكون بولاية إلينوي.
التعليم في حياة لينكولن
شجعت سارة بوش جونستون، زوجة والده، أبراهام على قراءة الكتب، حيث كان يقطع مسافات طويلة لاستعارة الكتب. وعلى الرغم من أن والديه كانا أميين، إلا أن قراءته المتنوعة كانت مصدرًا لثقافته، حيث لم يتلقَ إلا قدرًا ضئيلاً من التعليم الرسمي، إذ لم يتجاوز العام الدراسي في المدرسة. وقد صرح بأنه لم يجد المحفزات التعليمية في محيطه الصغير، لكن فضوله دفعه لتعويض ذلك عبر القراءة.
الحياة العملية لأبراهام لينكولن
غادر لينكولن منزل والديه في الثانية والعشرين من عمره ليعيش بمفرده، حيث عمل في مجالات عدة وصادف حظه في بلدة نيو سالم بولاية إلينوي. كان لديه خبرة واسعة من خلال عمله كصاحب متجر ومدير لمكتب بريد، وأصبح في النهاية تاجرًا ناجحًا. . وقد ساهمت مهاراته الاجتماعية في تعزيز شعبيته بين سكان المنطقة. خلال حرب بلاك هوك عام 1832 بين الأمريكيين الأصليين والولايات المتحدة، تم اختياره قائدًا من قبل المتطوعين في المنطقة.
الحياة الشخصية لأبراهام لينكولن
تزوج لينكولن في الرابع من نوفمبر عام 1842 من ماري تود، المرأة المثقفة القادمة من عائلة عريقة، والتي تميزت بروحها المرحة، حيث التقيا في مناسبة اجتماعية. أنجبا أربعة أطفال، نجا واحد منهم فقط حتى مرحلة البلوغ، وهو روبرت تود. توفي ابنه إدوارد بيكر عندما كان يبلغ من العمر أربع سنوات، بينما توفي ابنه ويليام عن عمر ناهز الحادية عشرة، وكذلك توفي ابنه توماس في سن صغيرة.
المسيرة السياسية لأبراهام لينكولن
فيما يلي أبرز المحطات في حياة لينكولن السياسية:
البداية في السياسة
فاز لينكولن في انتخابات مجلس النواب عام 1846. كعضو في الكونغرس، لم يكن يحظى بشعبية كبيرة في ولاية إلينوي بسبب موقفه المناهض للحرب المكسيكية الأمريكية. ومع انهيار الحزب اليميني، انضم لينكولن إلى الحزب الجمهوري الجديد وقرر الترشح لمجلس الشيوخ مرة أخرى في عام 1856، لكنه خسر. ومع ذلك، زادت مناظراته مع ستيفن دوغلاس من شعبيته في تلك الفترة.
انتخابات الرئاسة لأبراهام لينكولن
نظم ناشطو ولاية إلينوي حملة لدعم أبراهام لينكولن للرئاسة عام 1860. في 18 مايو، خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في شيكاغو، حقق لينكولن تفوقًا على باقي المرشحين. كانت رؤيته نحو العبودية ودعمه لتحسين البنية التحتية الوطنية وحماية التعرفات الجمركية من الأسباب الرئيسية لترشحه. في الانتخابات العامة، حصل على 40% من الأصوات الشعبية و180 صوتًا من أصل 303 أصوات انتخابية.
بعد انتخابه، شكل لينكولن حكومة قوية تضم العديد من خصومه السياسيين، مثل ويليام سيوارد وسالمون بي تشايس.
أبراهام لينكولن والحرب الأهلية
بعد تنصيبه رئيسًا، انفصلت سبع ولايات عن الاتحاد وشكلت الكونفدرالية الأمريكية، مما أدى إلى نشوب حرب أهلية. أظهر لينكولن قدرته في وضع استراتيجيات وتكتيكات الحرب خلال السنوات الأولى منها على الرغم من قلة خبرته العسكرية.
إصدار إعلان تحرير العبيد
أصدر لينكولن إعلان تحرير العبيد الذي بدأ سريانه في الأول من يناير عام 1863، والذي حرر جميع المستعبدين في الولايات المتمردة التي لا تخضع للسيطرة الفيدرالية، مع ترك الوضع في الولايات الحدودية الموالية للاتحاد كما هو. يعتبر هذا الإعلان من أعظم إنجازاته وحقق انتصارات عسكرية مهمة في الحرب.
فوز لينكولن في انتخابات 1864
واجه لينكولن منافسًا شديدًا في الانتخابات الرئاسية التالية، وهو الجنرال السابق لجيوش الاتحاد جورج ماكليلان. لكن نجاحاته في الحرب الأهلية وخطاباته القوية ساهمت في تعزيز شعبيته وفوزه في تلك الانتخابات.
وفاة أبراهام لينكولن
تعرض أبراهام لينكولن للاغتيال في الرابع عشر من أبريل عام 1865 في مسرح فورد بالعاصمة واشنطن، ودخل في غيبوبة استمرت تسع ساعات وتوفي في صباح اليوم التالي. في الحادي والعشرين من أبريل، تم نقل جثمانه عبر قطار من واشنطن إلى مدينة سبرينغفيلد بولاية إلينوي حيث دُفن في الرابع من مايو. جعل اغتياله منه شهيدًا وطنيًا، ويُحتفل به في يوم الرؤساء الأمريكيين بالتزامن مع ذكرى جورج واشنطن كل عام في الثالث من فبراير.