الأورام التي تصيب الغدة النخامية

أورام الغدة النخامية

أورام الغدة النخامية (بالإنجليزية: Pituitary tumor) تشير إلى نمو غير طبيعي للخلايا ضمن أنسجة هذه الغدة التي تُعتبر بحجم حبة البازيلاء، وتقع في وسط الدماغ، تحديدًا أسفل الجزء الخلفي من الأنف. تجدر الإشارة إلى أن معظم الأورام في الغدة النخامية تكون حميدة وغير سرطانية، وتعرف بأورام الغدة النخامية أو الأورام الغدية (بالإنجليزية: Adenomas). ورغم شيوع هذه الأورام، إلا أنها لا تسبب مشاكل صحية في معظم الحالات، إذ إن العديد من الأشخاص الذين يحملون أورامًا في الغدة النخامية قد لا يدركون ذلك، وغالبًا ما يتم اكتشاف هذه الأورام بشكل عرضي نتيجة التطورات في تقنيات التصوير العصبي. يمكن أن تصيب هذه الأورام الأفراد من جميع الأعمار، لكنها أكثر شيوعًا لدى كبار السن، وتؤثر بشكل أكبر في النساء مقارنة بالرجال، لاسيما النساء في سن الإنجاب. وذكرت مراجعة للدراسات نُشرت في عام 2004 في مجلة جمعية السرطان الأمريكية (بالإنجليزية: American Cancer Society Journal) أن نسبة انتشار أورام الغدة النخامية تقدر بحوالي 16.7%، حيث بلغت 14.4% في دراسات التشريح و22.5% في دراسات الأشعة.

أسباب أورام الغدة النخامية

لا يزال السبب الرئيسي وراء النمو غير الطبيعي للخلايا في الغدة النخامية غير مفهوم بشكل كامل، ولكن هناك بعض العوامل المعروفة والتي تُعتبر عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابه بالورم. عمومًا، فإن عوامل الخطر لا تسبب الأورام بشكل مباشر في غالب الأحيان، وبالتالي يُنصح الأفراد الذين يعرفون أنهم يمتلكون بعض عوامل الخطر بالتحدث مع طبيبهم لتحديد خيارات صحية ونمط حياة مناسب.

من المهم أن نذكر أنه لا توجد أدلة علمية تدعم دور العوامل البيئية في تطور أورام الغدة النخامية، بل يعتبر العامل الوراثي هو المتسبب المعروف حاليًا، ويشمل ثلاثة أنواع من المتلازمات التي يمكن الكشف عنها من خلال فحوصات مخبرية جينية، على الرغم من أن معظم الحالات لا ترتبط بعوامل وراثية واضحة. وفيما يلي المتلازمات الوراثية الثلاثة التي قد تزيد من خطر الإصابة:

  • أورام الغدد الصماء المتعددة من النوع الأول: وتظهر فيها أورام متعددة في غدد متنوعة ضمن الجهاز الصماء.
  • متلازمة كارني المعقدة: وهي حالة جينية نادرة قد تزيد من إنتاج الأورام في الغدة النخامية.
  • ضخامة الأطراف العائلية: تحدث عندما يتزايد هرمون النمو بشكل مفرط، ويمكن أن يورث ضمن العائلات أو يظهر كجزء من متلازمة أورام الغدد الصماء المتعددة من النوع الأول.

أنواع أورام الغدة النخامية

تقسم أورام الغدة النخامية بشكل أساسي إلى ثلاثة أنواع، وهي:

  • الأورام الحميدة: وتعتبر ذات نمو بطيء، ولا تنتشر خارج الغدة النخامية.
  • الأورام الغازية: وهي نوع من الأورام الحميدة التي قد تنتشر إلى الجمجمة أو الجيوب الأنفية.
  • الأورام الخبيثة: وهي الأورام السرطانية التي يمكن أن تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجهاز العصبي المركزي أو أي منطقة خارج هذا النظام، لكن حالات الأورام الخبيثة نادرة.

علاوة على ذلك، نقسم الأورام إلى عاملة وغير عاملة بحسب تأثيرها على عمل الغدة النخامية، حيث تنتج الأورام العاملة كميات فائضة من الهرمونات بينما لا تنتج الأورام غير العاملة أي هرمونات، ويميل معظم المرضى إلى تشكيل أورام فعالة مما يجعل هناك زيادة في الهرمونات.

للمزيد من المعلومات حول أنواع أورام الغدة النخامية، يمكنك قراءة المقال التالي: (أنواع أورام الغدة النخامية).

أعراض أورام الغدة النخامية

تنبع أعراض أورام الغدة النخامية من نوع الورم الذي يعاني منه المريض. في حالة الأورام الفعالة، يمكن أن تُلاحظ إفراز كميات كبيرة من الهرمونات، بينما يمكن أن تنمو الأورام غير العاملة إلى أحجام كبيرة وتسبب أعراضًا من ضغط على الأعصاب القريبة. قد لا تظهر على بعض المرضى أي أعراض واضحة على الإطلاق، وفيما يلي توضيح للأعراض التي يمكن أن يعاني منها الشخص المصاب:

  • الأعراض بسبب الأورام غير العاملة: تشمل:
    • الأعراض الناتجة عن ضغط الورم: ضعف الرؤية، ازدواج الرؤية، وخدر منطقة الوجه.
    • الأعراض بسبب الضغط على الغدة النخامية: قد يؤدي لعدم توازن الهرمونات مُنتَجة من الغدة، مما يؤدي لأعراض مثل الغثيان، ضعف عام، أو انقطاع الطمث لدى النساء.
  • الأعراض بسبب الأورام العاملة: تتجه بناءً على نوع الهرمون السفلي المتزايد.
    • الأورام التي تفرز هرمون النمو: مما يؤدي لتضخم الأطراف.
    • الأورام التي تفرز الهرمون الموجه لقشر الكظر: قد تسبب مرض كوشينغ.
    • الأورام التي تفرز البرولاكتين: المعروفة أيضًا باسم الورم البرولاكتيني، تؤثر على الدورة الشهرية والإنتاج الحليبي.
    • الأورام التي تفرز الهرمون المنشط للغدة الدرقية: قد تسبب فرط نشاط الغدة الدرقية.

للتعرف على المزيد حول أعراض أورام الغدة النخامية، يمكنك قراءة المقال التالي: (ما هي أعراض ورم الغدة النخامية).

تشخيص أورام الغدة النخامية

يحتاج الأطباء لفحص بدني شامل للمريض لتشخيص ورم الغدة النخامية وتقيم حالته الصحية. يتم فحص حاسة البصر ووجود أي مشكلات مثل الرؤية المزدوجة. كما قد يطلق الطبيب الفحوصات المخبرية للتأكد من مستويات الهرمونات وكفاءة الغدة الصماء.

التقنيات التصويرية كالأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي تُستخدم لتحديد موقع وحجم الأورام. بالإضافة، قد يُحال المريض إلى أخصائي الغدد الصماء لإجراء المزيد من الفحوصات المتخصصة.

لمزيد من التفاصيل حول تشخيص أورام الغدة النخامية، يمكنك الاطلاع على المقال التالي: (تشخيص أورام الغدة النخامية).

علاج أورام الغدة النخامية

يعتمد علاج أورام الغدة النخامية على عوامل عديدة، مثل نوع الورم وحجمه وصحة المريض العامة. إليك أبرز طرق العلاج:

  • العلاج الجراحي: يشمل الوصول إلى الورم عبر الأنف باستخدام التقنيات المجهرية أو إجراء فتحا جراحي إذا كان الورم كبيرًا.
  • العلاج الإشعاعي: يستخدم العلاج الإشعاعي لتدمير خلايا الورم وقد يُستخدم بعد الجراحة أو بديلًا عنها.
  • العلاج الدوائي: يهدف هذا العلاج إلى تقليل إفراز الهرمونات أو تعويض النقص في حال تم استئصال الأورام.
  • العلاج الكيميائي: يُستخدم في الإنعاش السرطاني بهدف السيطرة على الأعراض وتحسين نوعية حياة المريض.

لمزيد من المعلومات حول علاج أورام الغدة النخامية، يمكنك الاطلاع على المقال التالي: (علاج أورام الغدة النخامية).

كما يمكنك قراءة المقال التالي لمزيد من التفاصيل حول العلاج الجراحي لأورام الغدة النخامية: (أنواع العلاج الجراحي لأورام الغدة النخامية).

فيديو عن أنواع أورام الغدة النخامية

لمزيد من المعلومات حول أنواع أورام الغدة النخامية، شاهد الفيديو.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *